اسمها باليونانية "ماركابوس" (Marckapposـ "مارشابين" ( Marchappin)، وبالفرنجية اسمها "مرغات" (Margat)ـ "مرغاتوم ـ مرغانت" (Marrgant)، وهي قلعة ضخمة، جميلة، تشرف على البحر من جهة، وعلى مدينة "بانياس" والمناطق المحيطة من جهةٍ أخـــرى..

هذا وترتفع القلعة حوالـــي 362م عن سطح البحر، وذكرت المصادر العربية أنها بنيت على أطلال قصر قديم كان لأحد الزعماء في عهد "هارون الرشيد" يقال أن الذي بناها هو "رشيد الدين سنان"، ثم تبعت لبني "محرز" الذين تخلّوا عنها بعد مفاوضات إلى أمير إنطاكية "روجيه"، وبعد الزلزال الذي وقع عام 1170م أدى إلى تصدع القلعة، فأمر فرسان القديس "يوحنا" بحيازتها وتبعت بعدها إلى "طرابلس"، تمّ ترميم القلعة ودعم أسطولها.

وفي النصف الأول من القرن الثالث عشر انتهى الفرسان من بنائها حتى باتت تتسع لحوالي 2000 عائلة، وألف حصان، وألف محارب، وعقد الفرسان هدنة مع الظاهر "بيبرس" وأعلنوا الولاء ودفعوا الجزية.

هاجم "الظاهر" القلعة دونما فائدة، كما حاصرها السلطان "قلاوون" عام 1285 وقصفها فانهار البرج الخارجي الجنوبي واحتل العرب القلعة بعد حصار دام أربعين يوماً، وأصبحت القلعة منذ ذاك التاريخ قاعدة عسكرية ومركزاً للعمليات الحربية على الصليبيين.

وفي القرنين 14 و15م استخدمت القلعة معتقلاً، ثم مركزاً للمسالك البحرية. وفي العهد العثماني أضحت مقراً لقمع الثورات، ومركزاً لقضاء "المرقب".

وفي عام 1920م جعلت منها القوات الفرنسية مركزاً ومستودع أسلحة حتى الاستقلال حيث تبعت للحكومة الوطنية إشرافاً وصيانة وترميماً.

وصف القلعة: يقال عنها القلعة السمراء، حارسة البحر تقع على بعد 6كم جنوب شرقي مدينة "بانياس" ولها طريقان حديث وقديــم يوصلان الزائر إليها.

وتتـألف القلعة من قلعتين داخلية وخارجية، ويحيط بها سور مزدوج فيه أربعة عشر برجاً دائرياً ومربعاً مختلفة القياســـات والأشـــكال.

وتقع القلعة الداخلية على الذروة الجنوبية ويفصلها عن القلـــعة الخارجية قناة مائية ضيقة، وهـــي صغيرة ومتطاولة ولها حلقتان مـــن الأســوار.

هذا ويتبع تصميم القلعة بشكل عام الشكل المحدب للأرض، ويتوسط قلبها برج متين مستدير الشكل يواجه الجنوب ويبلغ قطره 72 قدمــاً، وهو يتصل من جانبيــه بأبنية متعددة الطوابـــق تتوسطــها كنيســة كبيرة، ويتم الدخول إليها عبر بـــرج جنوبــي عند السور الخارجي وتعد من أهم الأبنيــة المعمارية في القلعة وقد بنيت في العام 1186م من قبل الصليبيين، وكانت في البدايــة كاتدرائيــة، وقد عثر فيـــها على صــورة جداريــّـة للعشاء الســرّي الأخير وتعتبر من أهم لوحات الفريـــسك المعروفـــة في الشـــرق، وهذه صورة للوحة المرسومة.

ويـجدر بنــا أن نذكر هنا أنــّه تــــمّ العثور على كتابات ونقوش عربية في أعلى البرج الأمامي الجنوبي تخلد ذكرى انتصار العرب المسلمين.