بين أشجار السرو والدلب وبالقرب من بساتين الليمون والرمان بنى الجد "غانم الشيخ" طاحوناً مائية قبل حوالي مئتي عام في مكان يصعب الوصول إليه لعدم توفر الطريق وذلك في قرية "الغرزية" التابعة لناحية "العنازة" في مدينة "بانياس" وهو مكان جميل بالرغم من صعوبة الوصول إليه فإن أغلب المواطنين في سورية تمكنوا من رؤيته دون أي يعلموا اسمه ومكان تواجده لأنه المكان الذي تم فيه تصوير العديد من المسلسلات السورية مثل "العوسج-حسيبا- أيام الغضب- الحوت- اخوة التراب".

ولكثرة ما سمعنا عن جمال الطبيعة وروعة المكان قررنا الزيارة حيث زار eTartus بتاريخ 30/8/2008 "طاحون غانم" واصطحبنا السيد "محمد الشيخ" مختار قرية "الغرزية" وحفيد السيد "غانم" الذي بنى الطاحون ليحدثنا عن الطاحون التي أخذت اسمها من اسم الشخص الذي بناها فيقول: «أقضي في هذا المكان الجميل أغلب أوقات النهار وقد ورثت هذه الأرض عن أبي الذي ورثها عن جد جده وعاش في هذا الوادي ويحكى أنه صارع الوحش في هذه الغابة لمدة ست ساعات وتغلب عليه وهذه قصة مشهورة في المنطقة يحكيها الآباء والأجداد لنا وبنى الطاحونة المائية التي أمها المواطنون من المناطق المحيطة لجرش الحنطة "القمح" ويقولون أنه في كل يوم كان يأتي إلى المطحنة أثناء الموسم 200 "شوال" كيس من القمح حيث كانت تجرش حوالي 200 "تنكة" في اليوم.

أقضي في هذا المكان الجميل أغلب أوقات النهار وقد ورثت هذه الأرض عن أبي الذي ورثها عن جد جده وعاش في هذا الوادي ويحكى أنه صارع الوحش في هذه الغابة لمدة ست ساعات وتغلب عليه وهذه قصة مشهورة في المنطقة يحكيها الآباء والأجداد لنا وبنى الطاحونة المائية التي أمها المواطنون من المناطق المحيطة لجرش الحنطة "القمح" ويقولون أنه في كل يوم كان يأتي إلى المطحنة أثناء الموسم 200 "شوال" كيس من القمح حيث كانت تجرش حوالي 200 "تنكة" في اليوم. وعن آلية عمل الطاحون وأجزائه يقول السيد "الشيخ" على الرغم من قدم الطاحون فهي تمثل غرفة عمليات متكاملة وقد بناها أجدادنا بشكل متقن يوضح الخبرة في العمل ويقوم مبدأ عملها على الشكل التالي: «تعبأ الحنطة "القمح" في الدلو الذي ينتهي بمزراب خشبي تمر الحنطة عبره إلى حجر الطاحون ويمكن من خلاله التحكم بتدفق الحنطة لداخل المطحنة والمطحنة لها جزءان أحدهما ثابت والآخر متحرك له محور نرجع الجزء المتحرك للوراء كي ننقشه بالناقوشة وهي عبارة عن فأس حديدية صغيرة والغاية من هذه العملية أن تعود حجر الطاحون حادة من جديد وتتمكن من طحن القمح بشكل ناعم وهناك أيضاً "الجغل" وهو الفراش الذي تصطدم به المياه التي يجب أن تكون قوية من أجل تحريك حجر الطاحون وقد كانت المياه تأتي إلى الطاحون من "نبع صالح" المجاور لهذه الأرض عن طريق قناة خاصة ثم إلى "الجب" الذي يجب أن يكون ذا فتحة واسعة من الأعلى وضيقة من الأسفل لتضغط المياه بقوة على حجر الفراش لكونه حامل الحجر الذي يطحن الحبوب ويتم تنعيم الطحين عن طريق "السّيس" المربوط بـ"النايمة" وهي قطعة خشبية حاملة للفراش وهناك دفة أخرى اسمها دفة المربط وهي مربوطة بسلك معدني تحجب الماء عن الفراش وتغيّر مساره إلى أسفل الفراش ليتوقف بذلك عمل المطحنة. وعن رؤيته للمطحنة التي تهدم جزء منها يقول السيد "الشيخ" تمثل بالنسبة لي إرثاً أعتز به، وقد أوصاني المخرج "نجدت أنزور" في إحدى المرات أن أهتم بها عسى أن تتحول في يوم من الأيام إلى مكان يؤمه السياح والمصطافون، ولو كان الأمر بيدي لحولتها إلى طاحونة حية وأعدتها كما كانت فقط لأراها وهي تدور ولكن كما ترون هذه المنطقة مقطوعة وبعيدة ولا يمكن لأحد أن يصل إلى هنا بسهولة فالطريق غير سالكة ولا يوجد أي نوع من الخدمات بالرغم من جمال الطبيعة وروعة المكان وبالرغم من هذا فأنا أقوم في النهار بتقديم بعض المشروبات والأكلات البسيطة مثل: الخبز على الصاج لزوار المكان الذين يأتون إليه من المناطق المجاورة ويقضون فيه نهارهم ويسبحون في النهر المجاور ولكنهم يغادرون المكان قبل غياب الشمس بسبب حلول الظلام. ويقول السيد "جمال الشيخ محمد" صاحب الأرض التي تتواجد فيها الطاحون: «قمت منذ فترة بترميم سقف الطاحون الذي كاد أن يتهدم وبما أنني أعمل في مجال الديكور فلدي رؤية خاصة لهذا المكان وللطاحون الذي بناه جدي منذ آلاف السنين فهي تروي قصة جد والدي وهذه الأرض تحمل ذكرياته التي نفخر بها لرجولته وشجاعته ولكن كما ترون فالمكان يفتقر للخدمات الأساسية مثل الطريق والكهرباء ولو تواجدت لحولته إلى أجمل أماكن السياحة في سورية

وعن آلية عمل الطاحون وأجزائه يقول السيد "الشيخ" على الرغم من قدم الطاحون فهي تمثل غرفة عمليات متكاملة وقد بناها أجدادنا بشكل متقن يوضح الخبرة في العمل ويقوم مبدأ عملها على الشكل التالي: «تعبأ الحنطة "القمح" في الدلو الذي ينتهي بمزراب خشبي تمر الحنطة عبره إلى حجر الطاحون ويمكن من خلاله التحكم بتدفق الحنطة لداخل المطحنة والمطحنة لها جزءان أحدهما ثابت والآخر متحرك له محور نرجع الجزء المتحرك للوراء كي ننقشه بالناقوشة وهي عبارة عن فأس حديدية صغيرة والغاية من هذه العملية أن تعود حجر الطاحون حادة من جديد وتتمكن من طحن القمح بشكل ناعم وهناك أيضاً "الجغل" وهو الفراش الذي تصطدم به المياه التي يجب أن تكون قوية من أجل تحريك حجر الطاحون وقد كانت المياه تأتي إلى الطاحون من "نبع صالح" المجاور لهذه الأرض عن طريق قناة خاصة ثم إلى "الجب" الذي يجب أن يكون ذا فتحة واسعة من الأعلى وضيقة من الأسفل لتضغط المياه بقوة على حجر الفراش لكونه حامل الحجر الذي يطحن الحبوب ويتم تنعيم الطحين عن طريق "السّيس" المربوط بـ"النايمة" وهي قطعة خشبية حاملة للفراش وهناك دفة أخرى اسمها دفة المربط وهي مربوطة بسلك معدني تحجب الماء عن الفراش وتغيّر مساره إلى أسفل الفراش ليتوقف بذلك عمل المطحنة.

السيد محمد غانم

وعن رؤيته للمطحنة التي تهدم جزء منها يقول السيد "الشيخ" تمثل بالنسبة لي إرثاً أعتز به، وقد أوصاني المخرج "نجدت أنزور" في إحدى المرات أن أهتم بها عسى أن تتحول في يوم من الأيام إلى مكان يؤمه السياح والمصطافون، ولو كان الأمر بيدي لحولتها إلى طاحونة حية وأعدتها كما كانت فقط لأراها وهي تدور ولكن كما ترون هذه المنطقة مقطوعة وبعيدة ولا يمكن لأحد أن يصل إلى هنا بسهولة فالطريق غير سالكة ولا يوجد أي نوع من الخدمات بالرغم من جمال الطبيعة وروعة المكان وبالرغم من هذا فأنا أقوم في النهار بتقديم بعض المشروبات والأكلات البسيطة مثل: الخبز على الصاج لزوار المكان الذين يأتون إليه من المناطق المجاورة ويقضون فيه نهارهم ويسبحون في النهر المجاور ولكنهم يغادرون المكان قبل غياب الشمس بسبب حلول الظلام.

ويقول السيد "جمال الشيخ محمد" صاحب الأرض التي تتواجد فيها الطاحون: «قمت منذ فترة بترميم سقف الطاحون الذي كاد أن يتهدم وبما أنني أعمل في مجال الديكور فلدي رؤية خاصة لهذا المكان وللطاحون الذي بناه جدي منذ آلاف السنين فهي تروي قصة جد والدي وهذه الأرض تحمل ذكرياته التي نفخر بها لرجولته وشجاعته ولكن كما ترون فالمكان يفتقر للخدمات الأساسية مثل الطريق والكهرباء ولو تواجدت لحولته إلى أجمل أماكن السياحة في سورية».

حجر الطاحون
الجب