في وسط مدينة "طرطوس" مقهى اكتسب أهمية مميزة عن غيره من أماكن السياحة الشعبية في المحافظة لذا سميت المنطقة المحيطة به باسمه وهو مقهى "المنشية" المتعري في الهواء الطلق وتحت أشجاره الخضراء المتجذرة يجلس زواره لتناول الطعام أو الشراب ولتدخين الأركيلة. هو مكان جميل يتعانق فيه الماضي العريق بالحاضر الجميل كونه يلاصق جدران متحف "طرطوس" المكان الأثري الذي يحكي قصة تاريخ مضى.

eTartus زار المكان بتاريخ (17/8/2008) والتقى السيد "وضاح الترجمان" مدير المكان ليعرفنا أكثر على الحديقة فيقول: «"المنشية" حديقة مسكونة في "طرطوس" يحب الناس فيها طبيعتها الهادئة ونحن نستثمرها بموجب عقد مع مجلس مدينة "طرطوس" حيث بدأنا باستثمارها في العام /2002/بعد توقف العمل الذي دام (25) عاماً وتبلغ مساحتها الاجمالية (3600) متر مربع وتتألف من مطعم أو الصالة الشتوية وصالة المقهى التي تمارس فيها لعبة الشدة والطاولة والبلياردو، وهناك قسم خاص بالعائلات يضم حوالي (

  • طاولة إضافة الى عدد من الألعاب الخاصة بالأطفال بحيث يمكن للأهالي الجلوس وهم مطمئنون على أولادهم الذين يلعبون أمامهم.
  • أحمد عبد الحميد

    ويسمع السيد "الترجمان" من أهالي المنطقة القدماء أن "المنشية" كانت منذ القدم مكان جميل يرتاده العديد من الفنانين وأهل الشعر والفن ومن جميع الأطياف من رجال الأعمال ومواطنين عاديين وقد غنى فيها كبار الفنانين العرب والسوريين أمثال "صباح فخري" و"نصري شمس الدين" ويقال أن "المنشية" هي المكان الشعبي الذي يرتاده عدد كبير من الناس وقد زرعت في "المنشية" أشجار متنوعة منذ القدم وهي "زنزلخت" وهي الأقدم حيث زرعت أيام الفرنسيين في الجهة الجنوبية من "المنشية"، أما الجهة الشمالية فقد زرعت بأنواع أخرى مثل "فيكوس" و"أوروكاريا" حيث زُرع النوعان الأخيران في العام (1936)من قبل الحاج "أحمد طجمية" والسيد "محمد عارف طيارة".

    ويضيف المستثمر: «نقيم في "المنشية" خلال شهر رمضان المبارك حفلات رمضانية مع الآلات الشرقية ضمن جو يتمتع بالهدوء والخدمة الممتازة وقد كان لنا العام الماضي تجربة ناجحة في هذا المجال».

    كما التقينا الفنان "أحمد عبد الحميد" من محافظة "طرطوس" والذي شارك العام الماضي في تقديم الحفلات الرمضانية في "المنشية" ويستعد العام الحالي لتقديمها أيضاً فيقول: «قدمنا العام الماضي حفلات رمضانية مثلت أنجح ما قدم من رمضانيات في الساحل السوري حيث أنعشت أمسياتنا ذاكرة "المنشية" الغنية "منشية" الستينيات وما بعد عندما كانت ملتقى مثقفي ومبدعي "طرطوس"، وأعتقد أن الإعفاء من رسم الدخول والأسعار المناسبة إضافة الى الجو الهادىء وطريقة التعامل مع الزبون هي أهم الأسباب التي تساهم في ترفيه زائري المكان وخاصة في شهر رمضان المبارك ويدفعهم ذلك للعودة الى المكان والسهر فيه، فأنت تستطيع شرب فنجان قهوة بسعر عادي وتسمع أجمل الأغاني بدءاً من التراث مروراً بالرحابنة وفيروز وانتهاءً بمقامات الغناء الأصيل في مكان مفتوح للهواء والذاكرة ».

    وضاح ترجمان