يتربع "برج صافيتا" على ذروة أحد الجبلين التوءمين اللذين تقوم عليهما مدينة "صافيتا" اليوم، ويرتفع نحو 450 م عن سطح البحر

البرج هو حصن دفاعي للفرنجة، اسم "كاستيل بلانك" ويسمى "البرج الأبيض" نسبة لحجارته الكلسية البيضاء..

يبدو مرئياً في جميع الاتجاهات، ارتفاعه 28متراً، يربض فوق هضبة مستديرة صخرية في الشعاب الجنوبية لسلسلة الجبال الساحلية، وهو ذو موقع هام يضمن الاتصال بالنظر مع جميع القلاع المجاورة (قلعة الحصن، يحمور، العريمة).

وهو أحد الأبراج التي نصبها "الفاتح الإفرنجي" على قمم كبيرة ظناً منه في كبريائه أنها ستضع الأراضي التي احتلها بمأمن من أي مفاجأة، ولكن هذا البرج سقط مرة تحت ضربات "نور الدين الزنكي" أتابك "حلب" ومرة أخرى كانت حاسمة عام 1271 مباشرة قبل أن يحاصر "الظاهر بيبرس" "قلعة الحصن".

تم تجديد البرج مرتين بعد تعرضه لهزات أرضية عام 1170 و1202 وحافظ على شكله الحالي الذي يعود إلى تلك الحقبة.

شيدت جدران البرج من قطع حجرية مربعة تظهر فيها آثار الإصلاحات التي جرت بعد الزلزال الأول والثاني الذي انهار خلاله الطابق العلوي وأجزاء من الزاوية اليسارية.

يتألف البرج من طابقين: الطابق الأرضي هو عبارة عن أقبية سقوفها نصف دائرية لها بوابات تؤدي إلى سراديب.

الطابق الأول يتألف من قسمين: القسم الأول كنيسة تمارس فيها الطقوس الدينية، والقسم الثاني يدعى بالقاعة الكبرى فوق الكنيسة وقد صمم بناؤه في أوائل القرن الثالث عشر على ثلاث ركائز من الأعمدة الضخمة البارزة تستند عليها عقود متصالبة شديدة الانحناء وفي جدرانها مرامي سهام عميقة كانت تؤمن الدفاع عن البرج، يفضي درج إلى الشرفة التي ما زال قسم منها محتفظاً بفتحاته وهي تطل على الأفق البعيد وكان المدافعون عن الموقع يقيمون الاتصالات بوساطة النيران والإشارات مع القلاع المجاورة وقد حافظت هذه القاعة على حالها كما هي دون إضافات أو بناء أو ترميم حتى يومنا هذا.