حديقة الباسل في طرطوس تحتل موقعاً متميزاً، فهي تعتبر مركز المدينة وقد أولت البلدية اهتماماً خاصاً بها لكونها الحديقة الوحيدة في طرطوس من جهة، ولأنها تعتبر رئة المحافظة من جهة.

يتولى الاعتناء بالحديقة قسم الحدائق في البلدية والذي يرأسه المهندس حامد حسن وحول حديقة الباسل قال لـEtartus: أنشأت حديقة الباسل منذ أكثر من عشر سنوات، ومساحتها عشرة هكتارات مع الأرصفة والفسحات، وهي مزروعة بطريقة عصرية بشتى أنواع النباتات والأشجار والمروج أشجارها من أنواع فيكوس والأروكارية القابلة للتشكيل، وأشجار الزنزرقت الجميلة وكافة أنواع الشجيرات المزهرة كالجوري والمروج المزهرة والخضراء ودائماً نستقدم خبراء ومختصين لتنسيق أشجار الحديقة.

وتضم حديقة الباسل في أحضانها مسرحاً متوسط المساحة للحفلات المدرسية، وكل من يريد الاحتفال بحدث ما، كما تحتضن بحرة مساحتها تزيد عن ثلاثمئة متر مربع وثلاثة نافورات مع شلالات وذلك لجمالية المنظر وتضم أكثر من خمسمئة مقعد وتتسع لحوالي الألف شخص، وهي مخدمة من كل شيئ كـ(دورات المياه، والإنارة القوية، وعدة أكشاك مرخصة).

ويتابع المهندس حسن قائلاً :"سأكشف لموقعكم خبراً وهو أننا سنبدأ الأسبوع القادم العمل الفعلي في حديقة تشرين ومقرها المشروع السادس وسوف تكون مساحتها حوالي أربعة هكتارات".

وأود أن أقول لكل متصفحي الموقع لن يستطيع الآتي إلى طرطوس إلا أن يكون راضياً لأنها وببساطة ملتقى للجمال وتحوي أماكن أبعد مما تتصورون

بعدها تجولنا في الحديقة للتعرف على انطباعات الناس حولها والبداية مع السيدة رقية: "أنا لاأستطيع أن أتخيل يوماً يمر دون أن آتي إلى حديقة الباسل هنا تستطيعين التنفس بحرية وسماع زقزقة العصافير، هنا تحسين كأنك في عالم آخر ودنيا ثانية وأنا أحب كثيراً الإختلاء بنفسي وممارسة الرياضة الصباحية فيها".

من جهتها الآنسة سالي قالت: "أنا من هواة المطالعة والكتابة وأرى في حديقة الباسل بيتاً ومأوى للروح حيث أطلق العنان لنفسي لتكتب بيدها ماتشاء حيث أشعر بأني في غيبوبة وروحي هي فقط الموجودة.

وتبدي السيدة أم بشور حباً كبيراً للحديقة بقولها: "أحب أن أشرب قهوة الصباح في حديقة الباسل وخصوصاً في مثل هذا الوقت من العام الذي أعتبره مهرجاناً للطبيعة برعاية حديقة الباسل، انظري من حولك واستمتعي بهذا الخضار كله ولاتنسي أنه يوجد الكثيرون ممن لايملكون أرضاً في إحدى القرى وللأسف أنا واحدة من هؤلاء الكثيرين ولذلك أجد عزائي في هذه الحديقة التي أراها أرضي الغالية.

وفي أثناء جولتنا تعرفنا على المهندس محمد الذي بدوره قال: أحب كثيراً أن أعمل في حديقة الباسل ولذلك وكلما كان الطقس مناسباً أجلب كمبيوتري المحمول وآتي للعمل وصدقيني لاأحس بالوقت لأن الأوقات السعيدة تمضي بسرعة.

والأطفال هم فعلاً حكاية أخرى في الحديقة وتعرفنا على عدة أطفال أبدوا رأيهم بالحديقة

فالطفلة آلاء قالت: "ماما تصطحبني كل يوم لألعب في الحديقة وأنا أحب ماما والحديقة وبياع الذرة والجاتو".

لقد نالت حديقة الباسل هذا الرضا الشعبي لكونها ملتقى لجميع الطبقات والشرائح في المجتمع إلى جانب كونها متنفساً للعديد ممن يريدون الإبتعاد عن جو المدينة والزحمة وهي تقترب بشكلها إلى القرى ولذلك يتجه إليها كل التواقون للجمال والخضرة.