على الأوتوستراد الدولي "دمشق - اللاذقية" تقع قرية "دير البشل" التابعة لمدينة "بانياس" والتي تتمتع إلى جانب موقعها بأجمل إطلالات طبيعية تجمع الجبل والبحر ما أعطاها المزيد من الجمال.

مدونّةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 15 كانون الثاني 2020 مدرّسة الجغرافيا "مرح داود" لتتحدث عن موقع القرية والسكان فيها حيث قالت: «"دير البشل" قرية جميلة تتربع على هضبة متوسطة الارتفاع تكسوها الأشجار، وأغلبها أشجار زيتون، وهي مطلة على البحر المتوسط، حيث ترتفع عن سطح البحر ما يقارب 65 متراً فقط، ويحاذيها كل من الأوتستراد الدولي "دمشق - اللاذقية" وخط السكة الحديدية، والقرية تتبع من الناحية الإدارية لبلدية "بانياس"، وتبعد عنها حوالي تسعة كيلومترات، كما تحيط بها مجموعة من القرى منها قريتي "بستان الحمام" و"بلغونس" من جهة الشرق، وقريتي "ابتله" و"حريصون" من جهة الشمال، أيضاً قريتي "الزللو" و"حرف بنمرة" من الجنوب، أما من الغرب مصفاة "بانياس" والبحر، ويقسمها الأوتستراد الدولي إلى قسمين، تحت الأوتستراد ويسمى الحارة التحتانية، وأغلبها أراضٍ زراعية وبيوت بلاستيكية، وبعض المنازل الإسمنتية المتواضعة التي تتألف في أغلبها من طابق أو اثنين، والقليل من البيوت القديمة التي هجرها سكانها، ويستخدم بعضها حالياً كمستودعات، أما الجزء العلوي منها، فيعتبر المركز البشري لوجود منازل أغلب الأهالي فيه، وبشكل عام تتألف القرية من عدة حارات وهي "بنمرة"، "سلم القط"، "الحارة الفوقانية"، "الحارة التحتانية"، "وادي الزاروب" "تحت الرعش" "طبيت البلشة"، "الفلحانة" "المعرة"، "الكسارة" "جورة السويدي"، "العجالات "القصايم"، "المزرعة"، "الشكاير"، و"الشويدر"، أما السكان فيها فيزيد عددهم على ثلاثة آلاف نسمة.

أهالي القرية يقتاتون لقمة عيشهم من عرق جبينهم، وأغلبهم يعملون في الزراعة، حيث تشتهر بزراعة الزيتون إلى جانب الزراعات المحمية يأتي في مقدمتها البندورة، أيضاً القرية غنية بأشجارها المتنوعة كالحمضيات و(التين والرمان والجوز واللوز والكينا) وغيرها، والبعض من الأهالي يشغلون بعض الوظائف الحكومية، وهناك أقلية ما يزالون يعتمدون على تربية بعض أنواع الحيوانات والدواجن، وبشكل عام فالوضع المعيشي هنا يعتبر مقبولاً. أيضاً يمر ضمن أراضي قريتنا نهر "جوبر" الذي يشكل بحيرة صغيرة قبل أن يكمل طريقه إلى البحر

ومن أبرز العائلات فيها؛ "شاويش"، "دلول"، "الزنك"، "محمد"، "سليمان"، "اسماعيل"، "محفوض"، "خليل"، "زيدان"، "عيسى"، "عباس"، "طراف"، "أحمد"، "شاهين"، "علي"، "حسن"، "اهر"، "يوسف"، "ابراهيم"، "سعد"، "حبيب"، "العص"، "داود"، وجميع الأهالي يتميزون بمحبتهم وتعاونهم واجتماعهم في كل المناسبات».

زراعات محمية

وعن الوضع المعيشي والزراعات فيها قالت: «أهالي القرية يقتاتون لقمة عيشهم من عرق جبينهم، وأغلبهم يعملون في الزراعة، حيث تشتهر بزراعة الزيتون إلى جانب الزراعات المحمية يأتي في مقدمتها البندورة، أيضاً القرية غنية بأشجارها المتنوعة كالحمضيات و(التين والرمان والجوز واللوز والكينا) وغيرها، والبعض من الأهالي يشغلون بعض الوظائف الحكومية، وهناك أقلية ما يزالون يعتمدون على تربية بعض أنواع الحيوانات والدواجن، وبشكل عام فالوضع المعيشي هنا يعتبر مقبولاً. أيضاً يمر ضمن أراضي قريتنا نهر "جوبر" الذي يشكل بحيرة صغيرة قبل أن يكمل طريقه إلى البحر».

وفي ما يخص الجانب الخدمي قالت: «القرية تحتوي على العديد من المراكز التجارية، وفيها سوق الهال الممتد من جسر القرية إلى جسر "العنازة"، بمحاذاة الأوتوستراد، وحالياً يتم إنشاء مركز لتوضيب الخضار والفواكه، وسيكون ضمنه سوق الهال، ليصبح مجمعاً تنموياً متكاملاً، ما سيساهم في توفير المزيد من فرص العمل، أيضاً يوجد بالقرب من القرية أحد المجمعات السياحية والذي بدوره أسهم في إنعاش المنطقة بشكل كبير ووفر العديد من فرص العمل.

أ. بسام وطفة

كما تتوافر في القرية نقطة طبية تقدم الخدمات الأولية، وتوجد داران للعزاء، وفي القرية المجاورة "حرف بنمرة" يوجد فرن يخدم القريتين معاً بمادة الخبز، هذا وتتوافر أيضاً شبكة كهرباء، وشبكة لمياه الشرب، لكن هناك بعض المشكلات منها في خطوط الهواتف ما يؤدي إلى سوء خدمات الإنترنت، والمشكلة الأكبر والتي يعاني منها الأهالي بشكل كبير هي عدم وجود شبكة صرف صحي، ما يضعنا أمام خطر التلوث الكبير، إلى جانب انتشار الروائح الكريهة وبعض الأمراض وأصناف من الحشرات، وهناك مشكلة التلوث البيئي الذي تسببه المصفاة نتيجة القرب منها، ومن ناحية الطرقات فالقرية تحتوي على ثلاثة طرقات رئيسية، وعدد من الطرقات الفرعية بين حاراتها، وفي العام 2004 شهدت القرية أكبر توسع في الطرق الزراعية لكنها ما زالت بحاجة للمزيد من الاهتمام.

وبخصوص الوضع التعليمي في القرية فهو ممتاز، وتحتوي الكثير من الطلاب المتميزين في مختلف الاختصاصات الطبية والهندسية وغيرها، وتحتوي بشكل عام على مدرستي تعليم أساسي حلقة أولى وثانية، إلى جانب روضتين للأطفال».

القرية من غوغل

أما عن تاريخ القرية ومعنى التسمية يقول "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «القرية حتى اليوم لم يتم مسحها أثرياً، لكن يوجد فيها بقايا من دير قديم في الجهة الشرقية هذا ما تم ذكره في أحد المعاجم، وأشير إلى نقطة مهمة بأن وجود الأديرة في منطقتنا هو مرتبط بالفترة البيزنطية، وإذا بقي شيء مما ذكر في هذه المنطقة فهو حتماً عائد إلى تلك الفترة، وعن تسميتها فكلمة دير تدل على مركز للراهبات أو معبد للتعبد، أما البشل فهي كلمة سريانية صيغة مبالغة لنضوج الثمر مبكراً، أو الزرع قد أينع وحان حصاده، وعلى هذا الأساس يكون المعنى الدير أو مركز الرهبان الذي يقدم الأطعمة الناضجة للجائعين، وهذا مثبت عبر التاريخ من خلال وجود محطات للقوافل، وأيضاً بشل تسمية سريانية مركبة من الباء وتعني مكان أو بيت، وشل بمعنى سكَن وهدأ واختلى، أيضاً تأتي بمعنى استقى الماء ورفعه من حوض أو بئر، وبهذا يكون المعنى مكان الهدوء والسكينة وخلوة الرهبان، أو مكان الاستقاء».