زيّن الرسام "بهاء صفية" جذوع أشجار الجزء الجنوبي الشرقي من حديقة "الباسل" برسومات وأشكال وشخصيات قريبة من الناس، بألوان جذابة ثابتة لا تضرّ؛ بهدف جذب المعنيين للاهتمام بالحديقة، فأصبحت نقطة علام يستدل بها الجميع.
وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع الرسام "بهاء صفية"، بتاريخ 14 تشرين الثاني 2018، أكد أن الفكرة انطلقت من أهمية حديقة "الباسل" كرئة يتنفس بها الناس الصعداء ويرتادونها بالمئات يومياً، لكن قدرته المادية المتواضعة لم تسمح له بأن تشمل مبادرته الشخصية كافة أشجار الحديقة، وتابع: «في البداية كانت الفكرة من أهمية المكان والمحافظة على أشجاره، حيث من المعروف شعبياً أن جذوع الأشجار تطلى بالكلس لحمايتها من الحشرات؛ لذلك اخترت ألوان الأكريليك التي أساسها الماء ولا تضرّ بالأشجار، إضافة إلى أنها ألوان ثابتة لا تتغير مع الزمن القريب بفعل عوامل الطقس، وكل ذلك بهدف تزيين المكان وتغيير رتم المشهد اليومي الذي اعتاده الناس، وهذا تحقق وجذب الناس وباتوا يلتقطون الصور إلى جانبها.
عندما يمرّ المرء بجانب تلك الأشجار يشعر بأهمية المكان؛ انطلاقاً من الألوان الزاهية التي زينته، ورسومات الشخصيات التي كوّنت في مرحلة من المراحل جزءاً من ذاكرة الناس، وخاصة منها الكرتونية وشخصية "شارلي شابلن" الفكاهية
وبالنسبة لعدد الأشجار التي قمت بتزيينها، فقد بلغت نحو خمسين شجرة، شملت أشجار الحديقة القريبة من الرصيف أمام مبنى المالية، وكذلك أشجار الرصيف المقابلة لها، ورسمت عليها شخصية "شارلي شابلن" مثلاً وشخصية "الشيف"، وشخصيات كرتونية، وقدح "المتة"، بأسلوب كوميدي كاريكاتوري».
ويضيف: «أحبّ الرسم وأكره الطباعة الإلكترونية منذ كنت صغيراً، وهذا دفعني إلى رسم قواعد الخط العربي بأسلوب احترافي، حتى تمكنت من نقش أغلب الخطوط رسماً، وأصبح الرسم مهنتي التي أعيش منها، وشملت الدعاية والإعلان عبر الرسم والتخطيط والرسم ثلاثي الأبعاد.
حتى إن المشاهد التراثية للمنزل الريفي التي لا تزال مطبوعة بمخيلتي وظّفتها بأسلوب ثلاثي الأبعاد في المنازل والمقاهي كنوع من التزيين التجميلي والمحافظة على هذه القيم الجمالية».
"عزيز خير بيك" أحد المعجبين بالتزيين، أكد أن العمل الذي قام به الرسام "بهاء" بمبادرة شخصية منه عمل إبداعي، أضفى جمالية خاصة على المكان، وجذب الناس لالتقاط الصور التذكارية إلى جانب تلك الأشجار، وتابع: «عندما يمرّ المرء بجانب تلك الأشجار يشعر بأهمية المكان؛ انطلاقاً من الألوان الزاهية التي زينته، ورسومات الشخصيات التي كوّنت في مرحلة من المراحل جزءاً من ذاكرة الناس، وخاصة منها الكرتونية وشخصية "شارلي شابلن" الفكاهية».
الجدير ذكره، أن الرسام "بهاء الدين صفية" من مواليد مدينة "طرطوس" عام 1963، وقد ساعده ولده في تمويل العمل الفني.
