لم تقتصر موهبة "ولاء أحمد" بالرسم على الأوراق والأعمال اليدوية الصغيرة المتنوّعة والنحت، موهبة خجولة، لكنها اليوم تتجرأ بلمسات فنيّة وتزيّن درجاً في قرية "النقيب" التي تبعد عن محافظة "طرطوس" نحو خمسة عشر كيلو متراً.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 18 أيلول 2017، مع "ولاء أحمد"، فتحدثت عن موهبتها الفنية وتجاربها البسيطة وقدرتها على رؤية الفنّ مهما حُجب قائلة: «موهبة بدأت منذ الطفولة، وحين كنت أرى الأشياء أرسمها كما هي وأضيف إليها من أفكاري وأعطيها بصمتي الخاصة. وفي المدرسة تميزت بالرسم، حيث كانت رسوماتي تنال إعجاب المعلمين ودعموا موهبتي بإطراءاتهم الجميلة، لم أدرس ما يتعلق بالفنّ أو ما أستطيع من خلاله تطوير موهبتي، وفي السنوات القليلة الماضية تمكّنت بواسطة الإنترنت والصفحات الفنية التي تهتم بمجال الرسم والأشغال اليدوية من تطوير موهبتي بطريقة ذاتية وتجارب كثيرة، والبحث عن الجمال في الأشياء العادية وإخراجها بأسلوب فنيّ، وتعلمت الأشغال اليدوية بالصوف والخشب، إضافة إلى النحت وإعادة تدوير الأشياء المستعملة؛ فأي شيء يعود إلى الحياة بالفن، وفي المناسبات أعتمد أشغالي لتقديمها كهدية للأصدقاء وأفراد العائلة».

تملك خيالاً غنياً بالجمال والإبداع وحماساً للعمل، وتحبّ نشر السعادة بالألوان؛ وهذا دفعني إلى مساندتها وترك بصمة تنطق بالجمال في ظل الدمار الذي تركته الحرب في ذاكرتنا، نلوّن لنفرح ونحيا، وهي اختارت الألوان والتصميم وترجمت أفكارها بالألوان

وعن الدرج الملوّن الذي زيّنت به قرية "النقيب" وجعل اسمها مرتبطاً بالفنّ والجمال، تقول: «هناك فكرة كانت تراودني باستمرار؛ أن أقوم بعمل فنيّ على نطاق واسع في محافظة "طرطوس"، وحين زرت قرية "النقيب" للتنزه ورأيت الدرج الذي يبلغ طوله 81 درجة، وعرضه 8 أمتار، ويصل بين عدة قرى، أخذتني الفكرة في الخيال ورسمته بطريقة فنيّة وألوان مختلفة، وأخبرت صديقي "علي جنوب" بالفكرة آنذاك، فشجعني وعمل على مساعدتي في العمل ودعمي من الناحيتين المعنوية والمادية، استغرق تنظيف الدرج عشر ساعات، وقمنا بتجهيز الأدوات اللازمة لطلاء الدرج وشرائها من مصروفي الشخصي ودعم من "علي" واختيار ألوان الطلاء وتصميم الشكل، وعملنا عملاً متواصلاً، وبعد عشرة أيام كان الدرج بحلته الجديدة يستوقف المارة من كل مكان، حتى إنهم أصبحوا يتوقفون لأخذ الصور التذكاريّة عليه».

الدرج بعد التنظيف

وتضيف: «الدعم المعنوي من أهل القرية أعطى عملي قيمة كبيرة، وعبارة قالوها لي سأذكرها ما حييت: (أنت لونتيلنا ضيعتنا)، والفرح الذي وجدناه على وجوههم يدفعني إلى إعادة التجربة في مكان آخر من المحافظة وربما في كل "سورية"، وقمت بإيصال رسالتي من خلال رسم الابتسامة ونشر ثقافة الجمال من خلال الفنّ بإمكانيات بسيطة وفردية، وتركت انطباعاً لا يشبه المألوف».

ويقول صديقها "علي جنوب" طالب هندسة مدنيّة الذي ساندها في العمل: «تملك خيالاً غنياً بالجمال والإبداع وحماساً للعمل، وتحبّ نشر السعادة بالألوان؛ وهذا دفعني إلى مساندتها وترك بصمة تنطق بالجمال في ظل الدمار الذي تركته الحرب في ذاكرتنا، نلوّن لنفرح ونحيا، وهي اختارت الألوان والتصميم وترجمت أفكارها بالألوان».

ولاء أحمد أثناء عملها

فيما تتحدث "رنين حسين" من قرية "النقيب" قائلة: «عمل جميل بعثَ الحياة والتفاؤل بين أهل القرية، وخاصة استخدامها للألوان المتعددة، الدرج يصل بين قرى عدّة "بيت السخي" و"بيت باسط"، وإلى جانبه يوجد موقف لـ"سرافيس" القرية التي تنقلهم إلى "طرطوس"، كما أنه يؤدي إلى المراكز الخدمية في القرية، وأصبح علامة فارقة في القرية».

الجدير بالذكر، أن "ولاء أحمد" من مواليد محافظة "طرطوس" عام 1995، وتدرس رياض أطفال.

أطفال على الدرج الملون