تمكّن الموسيقي "مصعب فاضل" من تشريق آلة الغيتار الغربية وعزف ألحان التخت الشرقي، فاستقطب محبي الموسيقا لساعات حوله على الكورنيش البحري لمدينة "بانياس" يومياً، وبات يعرف بمدرّس الهواء الطلق.

حضوره اليومي وهو يعزف الموسيقا الشرقية على آلة غربية جذب أغلب مرتادي الكورنيش، خاصة أنه اختار موقعاً درسه بكل عناية على حدّ تعبيره؛ فهو نقطة دخول وخروج رئيسة، لكن الأهم أنه حقق هدفه من هذا الحضور، حيث قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 23 كانون الثاني 2017: «أجلس يومياً في هذا المكان على الكورنيش، وأرتب تجهيزاتي الصوتية البسيطة المكونة من مكبّر صوت مزوّد ببطاريات وموصول بآلة الغيتار، حيث أبدأ العزف لجذب المارة والمتنزهين من مختلف الأعمار، وحين يجتمعون أطلب منهم اختيار أي مقطوعة لعزفها، لخلق حالة من الحميمية تغني الأجواء، فيبدون ارتياحاً كبيراً ويشاركونني بالغناء، ونستمر لساعات، وأحول المتنزه العابر إلى متفاعل دائم، فتنجلي مختلف المشاعر مهما كانت، وتبقى السعيدة منها.

أحاول الحضور إلى هنا يومياً للاستماع إلى الموسيقا، والاستمتاع معها بجمال المشهد البصري لانعكاس أشعة الشمس على سطح مياه البحر، فهذا يريحني نفسياً ويعدّل مزاجي

لهذا الحضور اليومي أهداف ومشاريع، منها الترفيه، وأيضاً الترويج لنفسي كعازف موسيقي في الهواء الطلق، وهي ظاهرة قلما نجدها، لأن أغلب الموسيقيين يقدمون معزوفاتهم في الصالات أو الاستوديوهات وما سواها فقط، وكذلك لتقديم معلوماتي الموسيقية لمحبي تعلم العزف، وهم كثر، وبأجور رمزية بسيطة مقارنة مع بقية الموسيقيين».

علي العص وسهيل شاهين يستمعان للموسيقا

بعد أن تعلم الموسيقي "مصعب" العزف سماعياً لم يقتنع ببقاء آلة الغيتار غربية الألحان، وهنا قال: «منذ خمسة وثلاثين عاماً بدأت علاقتي مع هذه الآلة التي سمعتها في أحد المجالس بمدينة "بيروت"، وقرّرت التعلم عليها سماعياً، وخلال أقل من شهر بدأت العزف، وطورت قدراتي بالمثابرة اليومية حتى بتّ أقدم أي مقطوعة موسيقية عليها، لكن خلال عزف بعض المقامات وجدت خللاً لعدم قدرته على تقديمها بالطريقة المثلى، نتيجة تركيبته الموسيقية الغربية، وقررت حينئذٍ محاولة تشريقه، وجعله متوازناً مع جميع المقطوعات، وهنا عدلت بعد عدة تجارب على نصف درجة لمقدمة الأوتار، ووضع "حباسة" خشبية لأحصل على ربع درجة وترية؛ وهذا مكنني فعلياً من عزف أصعب الأغاني الشرقية التي لا يمكن لأي آلة وترية غربية تقديمها».

"علي العص" أحد مرتادي الجلسة الموسيقية، قال: «أحاول الحضور إلى هنا يومياً للاستماع إلى الموسيقا، والاستمتاع معها بجمال المشهد البصري لانعكاس أشعة الشمس على سطح مياه البحر، فهذا يريحني نفسياً ويعدّل مزاجي».

مجموعة من الشباب تجذبهم الموسيقا على الكورنيش البحري فيستمتعون

"سهيل شاهين"، قال: «أتفق مع مجموعة من الشباب لزيارة الكورنيش بعد معرفتنا بعزف الموسيقا في الهواء الطلق، ومنهم من يغني معها، وآخرون يستمعون إليها، والأهم الحالة العامة للمكان التي تغيرت إيجاباً بفعل الموسيقا وما يقدمه الموسيقي "مصعب فاضل"».

يشار إلى أن الموسيقي "مصعب فاضل" من مواليد عام 1952 في حيّ "الزبدية" محافظة "حلب".

الموسيقي مصعب فاضل