قدّم النحّات "علي سليمان" "تميمةً" نحتها بأدقّ تفاصيلها على كتلة من خشب الكينا، هبةً لبلاده "سورية"، وضعها في ساحة "المشتى" لعلّها تكون مصدراً للحبّ كما في الأساطير القديمة.

ضمن تشكيل نحتي عمل عليه النحّات "علي سليمان" بجهد كبير، نافخاً فيه الحبّ ومتأملاً أن ينتشر بين إخوته السوريين؛ كان العمل النصبي "تميمة الحب" الذي تحدّث عنه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 كانون الأول 2016، قائلاً: «العمل النحتي عبارة عن "تميمة" أو ما يعرف شعبياً بـ"الحجاب"؛ ففي شرق المتوسط وخاصة "سورية" كان معروفاً في الأساطير القديمة أنه يوجد عدة تمائم منها ما يحمي من الحظ العاثر والأمراض، ومنها ما هو خاص بالحبّ؛ وهذه التميمة تحمل تلك الغايات والمعتقدات، ومن هذا المنطلق قدمت عملي النحتي في مهرجان "دلبة مشتى الحلو الرابع" رمزيةً للحب في بلادي "سورية"، وخاصة في "مشتى الحلو" حيث يتربع العمل؛ بهدف نشر الحب في زمن الحرب، وهذا العمل بارتفاع نحو 160 سنتيمتراً، وضمن تشكيله أيضاً تشكيل لرجل يقف خلف المرأة وفقاً لمثيولوجيا سورية، ورمزية لخلق هوية لجغرافية واحدة جمعت السوريين».

قدّم النحّات المهندس "علي" عملاً مأخوذاً من الإرث البشري الإنساني ليكون قريباً منهم، وصاغه بلغته الفنية النحتية التعبيرية، وأضاف إليه شخصية أخرى؛ بهدف نشر الحبّ؛ فهو مؤسس أحد أهمّ المهرجانات الفنية الثقافية، وضمنه أهم الملتقيات النحتية؛ لأنه معطاء

أما عن بداياته، فيقول النحات "علي": «منذ الصغر وأنا أجد داخلي القدرة المتميزة في الفنّ، التي استمرّت حتى المرحلة الجامعية، وخلال سفري واغترابي في "اليونان" تمكّنت من بلورة قدراتي ومهاراتي النحتية بمساعدة أصدقاء فنانين هناك، وقدّمت أول معرض لي، وشمل 100 منحوتة، وبعد عودتي قدمت أول معرض هنا في "طرطوس" ضمن صالة المعارض في "المدينة القديمة"، كما أنني كنت من مؤسسي مهرجان "السنديان الثقافي" في قرية "الملاجة"، واهتممت بالجانب الفني فيه، حيث استمرّ ثلاثة عشر عاماً، قدّمت فيه خمسة ملتقيات نحتية بمشاركة نخبة من نحاتي وفناني "سورية".

النحات علي و"تميمته" النحتية

وفي لقاء مع النحات "إياد منيف البلال"، قال عن "تميمة الحبّ": «أحبَّ النحات "علي" من خلال عمله أن يذهب إلى الجانب السرّي غير المعلن في مرحلة من المراحل، وقدّم تميمة، وكمادة خام قدّم شيئاً قريباً من الناس، واستطاع ذلك من دون أن يرهق تلك المادة الخام، محافظاً على قيمها التعبيرية الظاهرة، ليبقى الرهان؛ هل ما قدّمه كان إيجابياً للمتلقي أم لا؛ أي إن الحكم هنا للمتلقي».

أما النحّات "علاء محمد"، فقال: «قدّم النحّات المهندس "علي" عملاً مأخوذاً من الإرث البشري الإنساني ليكون قريباً منهم، وصاغه بلغته الفنية النحتية التعبيرية، وأضاف إليه شخصية أخرى؛ بهدف نشر الحبّ؛ فهو مؤسس أحد أهمّ المهرجانات الفنية الثقافية، وضمنه أهم الملتقيات النحتية؛ لأنه معطاء».

النحات إياد البلال

يشار إلى أن النحّات "علي محمد سليمان" مهندس ميكانيك من مواليد "طرطوس"، عام 1958.

النحات علاء محمد