حافظ "ياسر أمين" على 200 قطعة تراثية، جمعها بجهده وعلاقاته الشخصية، وأغلبها من النحاس والخشب؛ لأنّه يرى فيها الجذور التي يجب التمسك بها.

كان همّه من جمع القطع التراثية وخاصة منها النحاسية؛ تأصيل العلاقة بين القديم والحديث، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 9 تشرين الأول 2016: «أدركت العلاقة بين الحاجة إلى الشيء والإبداع الذي أوجد الأداة لهذا الشيء، وهي علاقة حاولت تأصيلها بين القديم والجديد، فالقديم له لمسته الدافئة ومظهره الجاذب، والجديد فيه الدقة الناتجة عن تطور الأدوات المصنعة لها؛ فالحضارات القديمة قدمت لنا الكثير من خلال تلك المقتنيات التي انتقلت إلينا عبر الأجيال، ومن خلالها أدركت مجريات الحياة اليومية وطرائق العيش، وذلك بمحاكاة بسيطة لم تكلفني شيئاً، سوى التمعن بالأدوات الموروثة».

منذ البداية كان هدفي الأبعد من جمع التراثيات تحفيز الوعي المجتمعي تجاه المحافظة على هذا التراث المادي، الذي أكاد أصل إلى تحقيقه؛ فهناك من لم يعد يتساهل بالتخلي عنها مهما كانت بسيطة أو مستهلكة

ويتابع "ياسر أمين" المزارع من قرية "العليقة": «جمعت القطع بعلاقاتي الشخصية، ودفعت من أجل بعضها المال مع عدم قناعتي بهذا الأسلوب، والقسم الجيد منها حصلت عليه من أناس أرادوا المحافظة عليها ووضعها بأيدٍ يثقون بها؛ وهذا الأمر منعني من المشاركة بالمعارض التراثية، إضافة إلى الخوف من إهانة القطع التراثية بمحاولة دفع المال لشرائها مني، علماً أنني منحت الكثير منها كهدايا لمن يدرك قيمتها الوجودية».

بعض المقتنيات النحاسية

اقتناء الأدوات التراثية موروث تناقلته أفراد العائلة على حدّ قول "ياسر"، مضيفاً: «محبتي للنحاسيات التراثية وبقية الأدوات التي استخدمت في الحياة اليومية؛ كانت نتيجة معاصرة أبي وجدّي وهما يهتمّان بها اهتماماً كبيراً، وأجدها مرتبطة بهما في جغرافية المنطقة بكاملها، وكأنها علامة فارقة في حياتهما».

يملك "ياسر" في منزله الصغير نحو 200 قطعة تراثية جمعها على مدار خمسة عشر عاماً، لهدف نجح في تحقيقه، يقول: «منذ البداية كان هدفي الأبعد من جمع التراثيات تحفيز الوعي المجتمعي تجاه المحافظة على هذا التراث المادي، الذي أكاد أصل إلى تحقيقه؛ فهناك من لم يعد يتساهل بالتخلي عنها مهما كانت بسيطة أو مستهلكة».

اللباد الصوفي

الدكتور "مضر حسن" من أهالي القرية، قال: «يملك "ياسر" "اللباد" المصنوع من صوف الغنم، والمشغول يدوياً، وبحجم كبير، واللافت استخدامه له كفرش شتوي؛ وهذا دلالة على تعلقه بما يهوى، ولديه "مدراية القمح" المصنوعة بطريقتها البدائية الأولى حيث أدخل فيها جلد البقر».

"هيثم حسون" من أهالي القرية، قال: «حفظ "ياسر" تراثنا المادي بمقتنياته النحاسية التي جمعها بأقدم النسخ المصنوعة، التي كانت الحاجة سبباً في ابتكارها؛ وهذا دلالة على إبداع أجدادنا، والأهم أنه يحافظ على تراث عائلته في اقتناء التراثيات ضمن منزله الصغير».

"الكلكة" للتقطير

"حسن محمود" مهتم بالتراثيات، قال: «يملك "ياسر" منجل حصاد عمره يتجاوز 200 عام، وله شكل وحجم مميز لم أرَ مثله سابقاً، وأظنّ أنّ دلالات هذا التميز تعود إلى قوة الحاصود وسرعته في العمل؛ وهذه معلومة تثبتها تسمية رجل الحصاد القوي بـ"الطارود"».

يشار إلى أن "ياسر أمين" من مواليد قرية "العليقة"، عام 1972.