بجهده الشخصي وحرفيته الفنية والثقافية تمكّن الفنان "أيمن نعمة" من تقديم أيقونات وصفها بعضهم بالإبداعية، حملت الحكمة وزخارف البروكار السوري.

الأيقونات حملت قصصاً ومواعظ، جذبت "حبيب عطو" للوقوف مطولاً والتمتع بجمالها، ويقول: «وجدت في الأيقونات قصصاً واقعية تجذب أي متلقٍّ أو زائر للمعرض، وخاصة الحكم المأثورة، إضافة إلى أنها مشغولة بطريقة فنية رائعة ودقيقة حتى أصغر التفاصيل، كما جمعت بين الفن البيزنطي والزخارف الشرقية كتفرد يحتسب للفنان».

وجدت في الأيقونات قصصاً واقعية تجذب أي متلقٍّ أو زائر للمعرض، وخاصة الحكم المأثورة، إضافة إلى أنها مشغولة بطريقة فنية رائعة ودقيقة حتى أصغر التفاصيل، كما جمعت بين الفن البيزنطي والزخارف الشرقية كتفرد يحتسب للفنان

مدونة وطن "eSyria" التقت خلال "مهرجان دلبة مشتى الحلو الرابع"، بتاريخ 3 أيلول 2016، الفنان الحرفي "أيمن فايز نعمة" الذي أكد أن الكثيرين من الناس يعدّون فنّ الأيقونات نخبوياً وليس للعامة، وعليه كانت مشاركاته في مختلف المهرجانات، لعله يكسر رتم هذه القاعدة ويعرّف الناس بهذا الفن، ويقول: «بعض الناس يمتلكون الأفكار الخاصة عن الأيقونة البيزنطية، وبعضهم الآخر لا، لذلك أحاول في كل مشاركة تقديم شيء جديد، واليوم أقدم لأول مرة أيقونات اشتغلتها بجهد شخصي بحت، انطلاقاً من الفكرة، وانتهاءً باللمسات النهائية، واعتمدتُ فيها الحكم وآيات من الإنجيل، إضافة إلى النشرات التعريفية والمخطوطات الموثقة، لتحمل المصداقية المعهودة، فهي رمز يمنع العبث به أو الاجتهاد الشخصي في رسمها، حتى إن الإبداع فيها يكون محدوداً بناء على ما أوضحته؛ فالفن يكمن في الألوان وطريقة صياغتها وفق درجات متفاوتة أو متقاربة».

حبيب عطو

ويتابع: «في آخر مشاركاتي قدمت ثلاث عشرة أيقونة، لكل منها قصة خاصة بها، وأبرزها بالنسبة لي أيقونة ساهمت بإنجازها للمرة الأولى بعد اطلاعي على قصة عنوانها "يسوع"؛ وتمثل الإنسان المشرد على وجه الأرض. ولم يتوقف إبداعي هنا، بل حاولت إضافة حسّي الفني وخبرتي الشرقية على الأيقونات المعروفة والموجودة منذ سنوات، وذلك من خلال زخارف شرقية من المدرسة الحلبية التي أنتمي إليها، كما اقتبست من البروكار والنسيج الشامي الطابع السوري وأضفته إلى الأيقونة لأول مرة».

الأيقونات عادةً مشغولة فنياً وحرفياً من مواد أولية مئة بالمئة، يقول الفنان "أيمن": «تدخل المواد الأولية الخالصة في الأيقونة ابتداءً من سطح اللوحة المصنوع من ورق الذهب عيار واحد وعشرين، وصولاً إلى الرتوش النهائية بالألوان "الكوارتس" المصنوعة بحرفية عالية من بقايا الحيوانات، وتأتي أهمية طبيعتها من مقاومتها لظروف الطبيعة والمناخ، ولأنها تعمّر كثيراً».

أيقونة يسوع

التشكيلي "وضاح سلامة" اطلع على الأيقونة، وعنها يقول: «لقد قدم الفنان "أيمن" أيقونات جميلة حملت العناية بالتفاصيل كالعيون والوجوه التي تحكي قصصاً كثيرة، كما أن الأسلوب حرفي والمواضيع مهمة، ومن الناحية البصرية، فقد قدم شيئاً مريحاً للبصر، وهذا مميز من ناحية الصفاء الذي أضفته على الذائقة الفكرية، وكلها أوقفتني للتأمل بها».

يشار إلى أن الفنان "أيمن نعمة" من مواليد مدينة "السقيلبية"، عام 1972.