شغفه بمادة الرياضيات وتمتّعه بمحاكمة منطقية عالية، أهلّاه لاستنباط مكنونات ومقدرات العديد من الطلاب المبدعين، وإحرازهم مراكز متقدمة بمسابقات عالمية، وهذا كان نتيجة منطقية ليحوز "حبيب عيسى" ذهبية الأولمبياد العلمي للمدرّسين في دورته الثانية.

«الرياضيات تبني العقول كما تبني التربية الجسد، وتميزي بهذه المادة وعشقي لها جعل من امتهانها متعة لا حدود لها»؛ هذا ما بدأ به المدرّس "حبيب عيسى" حديثه لمدونة وطن "eSyria"، التي تواصلت معه بتاريخ 27 آب 2016، وعن بداياته يقول: «منذ صغري وأنا أهتم بالألعاب التي تعتمد التفكير والمحاكاة المنطقية للحلول كالشطرنج، كما أنني تربّيت في بيت يهتم بالعلم والمعرفة، ويعطي لمادة الرياضيات أولوية. لاحظ والدي أنني متميز عن أقراني بهذه المادة، فبدأ تطوير قدراتي الذهنية والاهتمام بي، وتواصل التشجيع والاهتمام من قبل أساتذتي، وهذا كله كان السبب لتتحول الرياضيات إلى عشق ومتعة بآن معاً».

الرياضيات تبني العقول كما تبني التربية الجسد، وتميزي بهذه المادة وعشقي لها جعل من امتهانها متعة لا حدود لها

وتابع: «الأوقات التي جعلتني أشعر بالمتعة عند تدريسي لطلاب مركز المتميزين وطلاب مسابقات الأولمبياد العلمي، فحبهم للمعرفة وعشقهم للبحث عن المعلومة أعطاني حافزاً للمتابعة ومعرفة كل جديد، واستنتاج الأمثل والأفضل من طرائق التدريس، ولا شك أن وجود الإنترنت وتقنيات الاتصال ساهم بإيصال أفكاري إلى طلابي، حيث أعلمهم كيف يفكرون، وليس كيف يحلّون مسألة بعينها؛ وهذا جوهر العمل برأيي بعيداً عن أسلوب التلقين. أتطلع إلى أن يطبّق هذا المبدأ في التعليم في مؤسساتنا التربوية».

الأستاذ حبيب مع الطلاب الحائزين على جوائز محلية وعالمية

وعن حصوله على المركز الأول بأولمبياد المدرّسين، قال: «تحضيري للمسابقات يتطور باستمرار، وهذا التطور يستوحى من الطلاب أنفسهم، ومن طبيعة القضايا والمسائل التي نناقشها، والحافز الأكبر الذي كان يدفعني إلى الاستمرار، هو حصول طلابي على مراكز عالمية في أغلب المسابقات التي شاركوا فيها، فالخبرة التي اكتسبتها من التدريس وضعتني أمام أهم الطرائق التي تعلم الطلاب استنباط الحل وكيفية التعاطي مع المسائل، وخاصة المسائل غير النمطية؛ فأنت لا تحتاج إلى معلومات عالية المستوى، وإنما طريقة مختلفة في التفكير، وبما أنني طالب دكتوراة، فأنا على تماس بأغلب الطرائق والمعارف الجديدة».

بدوره الدكتور "عبد اللطيف هنانو" عضو اللجنة العلمية للأولمبياد العلمي السوري، قال: «أولمبياد المدرّسين هو فرصة للمدرّس للتعرف بعمق إلى المفاهيم العلمية، وطرائق توظيف المعرفة في حل المشكلات العلمية بعيداً عن الأساليب الحفظ والتلقين المتبعة في مدارسنا. فمن خلال الأولمبياد يصبح المدرّس مواكباً لاختصاصه؛ إذ تصيغ اللجنة العلمية الأسئلة، حيث تقيس مهارات التميز والإبداع والمحاكمة المنطقية للاستنتاج والاستنباط والتفكير الناقد، والقدرة على توظيف المعرفة، وغيرها.

أثناء تكريمهم من قبل المسؤولين لحصولهم على المراتب الأولى في أولمبياد المدرسين

وقد عرفت الأستاذ "عيسى" طالباً متميزاً بجامعة "دمشق"؛ فهو أحد طلابي، كما عرفته مدرّساً ناجحاً يسعى دائماً إلى التجدد والابتكار بطريقة تقديم المعلومة، ولديه شغف بالرياضيات ويتمتع بمحاكمة منطقية عالية، والخبرة التي اكتسبها من خلال تدريسه وتدريبه للطلاب على مسابقات أولمبياد "الرياضيات" في جميع مراحلها، وجاء تفوّقه بأولمبياد المدرّسين نتيجة منطقية».

يذكر أن المدرّس "عيسى" من مواليد مدينة "طرطوس"، عام 1985، وهو حالياً طالب دكتوراة بجامعة "البعث"، كلية العلوم قسم الرياضيات.

الأستاذ حبيب مع الطالب خالد إسماعيل الحائز على جوائز بمادة الرياضيات