صعوبة التعامل مع قلم الفحم وتشكيل الأفكار الفنية به كانت الحافز للفنانة "مروى أيوب" لتقديم لوحاتها الواقعية خلاله؛ فهي تسعى إلى جذب المتلقي المهتم والمدرك للرسم بهذا الأسلوب.

مدونة وطن "eSyria" التقت الفنانة "مروى أيوب" بتاريخ 2 أيلول 2016، لتحدثنا عن خطوتها الأولى في استخدام قلم الفحم لتقديم صورة بصرية تغني المتلقي فنياً، فقالت: «لقد استهواني التعامل الفني مع قلم الفحم، على الرغم من ابتعاد بعضهم عن استخدامه لصعوبة التعامل معه، فمن وجهة نظري قلم الفحم يساهم في إبراز عناصر الفكرة، ويقدم لها تشكيلاً جميلاً يعتمد من جهة الظل والنور، ومن جهة أخرى تقنية التميز باستخدامه.

أفكارها جميلة وتصويرها بقلم الفحم أيضاً لافت، حيث يعدّ التصوير الفني بقلم الفحم مهماً، وتكمن أهمية منتجاته البصرية بصعوبة التعامل معه، وهنا أؤكد أنها تمكنت من استخدامه بسهولة؛ أي إنها امتلكت ملكة الأسلوب الجميل

ومن جانب آخر، أرى أن قتامة اللون الأسود بقلم الفحم والصورة الذهنية المكونة لدى الجميع عن مضمون السواد، يمنح اللوحة دفئاً مختلفاً، إضافة إلى أنني أشعر بتمكني الكامل من التعامل معه بخلاف الريشة، حيث يسير على سطحي الغرافيكي بسهولة ويسر، ويعبر عما يجول في مخيلتي كما أريد».

من أعمالها بقلم الفحم

الرسم بالنسبة لـ"مروى" هواية اشتغلت عليها بمحبة ويقين فأنتجت لوحات تحمل أفكاراً مجتمعية بنّاءة، وهنا قالت: «جميع أعمالي من الواقع المحيط بي؛ أي إنني أصيغ الواقع كفكرة وأصورها من منظوري الفني الخاص، وهنا لا أنكر وجود لوحات اعتمدت فيها التخيل بالكامل كلوحات تعبيرية؛ لأنّ الفن بالنسبة لي هواية يجب منحها حقها المنطقي من التنمية والعمل المجد لتطويرها، وقد حاولت إظهار هذا في لوحاتي كقراءة بصرية صادقة للواقع».

وتتابع: «لدي لوحة تعبر برمزية عن الجندي السوري الشهيد وهو بكامل عتاده، وصغت هذه الفكرة بصرياً؛ لأننا في مرحلة زمنية أقرب ما تكون تصالحاً مع الذات ونقل الأفكار كما هي، كلٌّ بحسب موقعه أدبياً وتشكيلياً، وفي لوحات أخرى قدمت بيئتي الدمشقية برمزية ساحلية، فأنا ابنة البيئتين بطباعهما وحيويتهما، أظن أن هذا التمازج سرّ اندفاعي إلى الرسم إضافة إلى الموهبة الفطرية».

الحرفية انتصار محسن

المدرّسة "محاسن حسن" متابعة لأعمال "مروى" في معرضها الأول، قالت: «يجب تشجيع الرسامين المنطلقين بالموهبة، ويجب أن يعتاد مجتمعنا ذلك، وهنا تأتي أهمية متابعة أعمال "مروى" كتحفيز لها وتقديم ما يلزم لإظهار مكامنها الفنية، وخاصة أنها تحمل أفكاراً متجسدة في واقعنا، ولكننا نحاول تجاهلها بطريقة أو بأخرى».

أما الرسامة والحرفية "انتصار محسن"، فقالت: «أفكارها جميلة وتصويرها بقلم الفحم أيضاً لافت، حيث يعدّ التصوير الفني بقلم الفحم مهماً، وتكمن أهمية منتجاته البصرية بصعوبة التعامل معه، وهنا أؤكد أنها تمكنت من استخدامه بسهولة؛ أي إنها امتلكت ملكة الأسلوب الجميل».

يشار إلى أن الفنانة "مروى أيوب" من مواليد "دمشق"، عام 1988.