أطلقت الصيدلانية "لما حسن" من صيدليتها مبادرة الإعارة المجانية للكتب وقصص الأطفال، بهدف تعويدهم القراءة والمطالعة اليومية.

خصصت الصيدلانية "لما" جزءاً من صيدليتها في حي "العريض" لإقامة مكتبة صغيرة، تقوم من خلالها بإعارة الكتب للأطفال الراغبين مجاناً، بعد أن اشترت مجموعة من القصص من معرض منشورات وزارة الثقافة الأخير، وهنا تقول خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 آب 2016: «إن الفكرة أتت من إدراكي لأهمية أن يكون للأطفال حصة من هوايتي كعاشقة للقراءة في اقتراح أسماء كتب قد يحبونها، خاصة أن صيدليتي مقابل مدرسة وأتعامل مع الأطفال يومياً، وطرحت الفكرة على الأهالي، فتحمّسوا للفكرة واصطحبوا أطفالهم لاستعارة القصص وقراءتها».

القراءة تساهم في تنمية خيالي وخاصة قصة "أحلام من ذهب" التي أحببتها كثيراً وتأثرت بها، وأدعو جميع الأطفال إلى الاهتمام بالقراءة

وتضيف: «أحاول إيصال فكرة أن القراءة تنمي قدرات الطفل العقلية، وتوسع آفاقه وخياله، وتقوّي لغته ومهارات التعبير لديه، خاصة حين تترافق مع الرسوم التوضيحية، أي تقوية شخصية الطفل ودراسته معاً. ولأشجع الأطفال على التركيز أثناء القراءة وتنبيه الحس النقدي لديهم، طلبت منهم أن يكتبوا لي ملاحظاتهم عما قرؤوه، والحقيقة إن بعض الأطفال احتاجوا إلى شرحٍ لهذا الموضوع البسيط الذي يُفترض أن يكون من أساسيات ما يتعلمه الطفل في المدرسة من حصة القراءة».

المدرسة إحسان

إلى جانب الإعارة المجانية هناك تحفيز لكل طفل مهتم، وهنا تقول: «من أجده مهتمّاً سيكون له هدية رمزية بعد قراءته لعدة قصص، كنوع من التحفيز، علماً أن المكتبة تحوي بعض الكتيبات الصغيرة المناسبة لعمري "14-15 عاماً" عن حضارات "سورية" وأعلام من تاريخنا، ويهمني أن يختار كل طفل أو يافع ما يريد قراءته بنفسه؛ لأن هذا الخيار مع تسجيل اسمه وعمره واسم القصة يزيد من حسّ المسؤولية لديه، حيث يعلم أنّ عليه إعادة القصة حتى يستعير غيرها، إضافة إلى التزامه بقراءتها ذاتياً، وليس لأنها واجب فُرِضَ عليه من أحد».

الطفلة "فاطمة إبراهيم" من سكان مدينة "طرطوس"، مع أنّها نقلت مكان سكنها إلى قرية "بيت الوقاف"؛ إلا أنّها ما زالت تحضر مع والدتها إلى الصيدلية لاستعارة الكتب، حيث تقول: «إن محبة القراءة التي ساهمت بتعزيزها لدي الصيدلانية "لما" أغنت معارفي اللغوية وهوايتي في مجال كتابة القصص والشعر، كما مكنتني من الاطلاع على كتب مترجمة وروايات عالمية ساهمت في تنمية حسّي الأدبي وخيالي الروائي».

الطفلة فاطمة

المدرّسة "إحسان خليل" ترى أن: «هذه المبادرة جديرة بالاحترام والتعميم في كل الأحياء، ليتمكن الأطفال من الوصول إلى الكتب بسهولة، خاصة في ظل الظروف الحالية، حيث يتجه أغلبهم إلى الإنترنت؛ لذلك لا بدّ من إيجاد نوافذ تمكنهم من القراءة».

الطفلة "لوتس صالح" عبّرت عن سعادتها لتمكنها من استعارة القصص من مكان قريب من منزلها، حيث تقول: «القراءة تساهم في تنمية خيالي وخاصة قصة "أحلام من ذهب" التي أحببتها كثيراً وتأثرت بها، وأدعو جميع الأطفال إلى الاهتمام بالقراءة».

الطفلة لوتس

يشار إلى أنّ "لما" من مواليد "طرطوس"، 1981.