تمكنت "رها نبهان" من محو آثار غبار الإرهاب، ونثرت ألوان الطبيعة بدلاً من دخانه الأسود باستخدامها ريشتها الصغيرة وألوانها المائية الملونة.

فقد شاركت "رها" ضمن فريق "سلام يا طبيعة" وعدد من الشباب المتطوعين من أبناء مدينة "طرطوس" برسم وتلوين لوحة جدارية في موقع التفجيرات الإرهابية في الكراجات الجديدة؛ محاولين بذلك نشر ثقافة الحياة والأمل بدلاً من الإرهاب والدمار.

الفن بوجه عام هو عمل العقل والجسم والروح، وهو الرد الطبيعي لكل عمل مشين مثل الإرهاب والتطرف

وتقول خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" معها بتاريخ 13 تموز 2016: «أردت من خلال اللوحة إيصال فكرة أن أبناءنا اليوم على الرغم من كل ما يحيط بهم من دمار وأجواء الحرب ينظرون إلى الجانب المشرق المضيء والآمن من الحياة، ويتطلعون إلى المدرسة والعلم آملين بغد أفضل يحقق لهم أمنياتهم بعيداً عن الخوف واليأس».

اللوحة في موقع الكراج الجديد

وتضيف: «جاءت فكرة العمل خلال مشاركتي مع فريق "سلام يا طبيعة" بنشاط خاص، حيث رسمت طفلاً وطفلة يمسكان أحدهما بيد الآخر، ويحيط بهما الدمار والدخان والنار، وإلى جانبهما كتاب يحترق، لكن أنظار الطفلين تتحول إلى شجرة تمثل مدينة صغيرة وأغصانها رموز للحياة فيها، حيث المستشفيات والمدارس والدوائر العامة وغيرها، وقد شاركني أعضاء الفريق في تلوين اللوحة التي تحمل في رمزيتها معاني حب الحياة والأمل بالجيل القادم الذي يعول عليه الاستمرار في بناء الوطن وتحصينه ضد الإرهاب».

وتعدّ "حلا عبد القادر" من المشاركات في تلوين اللوحة أن مشاركتها في التلوين من أهم التفاصيل التي أثرت في نفسها، خاصة بعد قيام الفريق باستقطاب عدد من الشباب في أثناء قيامهم بحملة النظافة للمشاركة بالرسم على الجدار، وقد تعاملوا مع الأمر في البداية بنوع من السخرية، وبعد إتمام اللوحة أحبوا الفكرة ووضعوا أسماءهم على الجدار بجانبها، وقد لاحظت فرقاً كبيراً في نبرة صوتهم وتعابير وجوههم قبل إنجاز اللوحة وبعدها، حيث تغيرت وجهة نظرهم حول أهمية مشاركة كل شخص في مثل هذه الأنشطة لنرسم معاً البسمة بدلاً من التشاؤم والسخرية».

كنان ديب

أما "كنان ديب" من أعضاء فريق "سلام يا طبيعة"، فيقول: «إن اللوحة ترجمت هدف الفريق في إبراز إرادة الحياة لدى الناس وهزم فكرة الخوف والموت، التي حاول مرتكبو العمل الإرهابي زرعها في النفوس، لنرسم إرادة الحياة فوق أثر الموت، تخليداً للشهداء الذين ارتقوا في مركز الانطلاق "الكراج الجديد" لننطلق إلى الحياة من جديد».

ويرى المصور الفوتوغرافي "محمد ستيتية" الذي وثق الحدث بالصور أن اللوحة مميزة وتعبيرية، حيث اليد المغمورة بالتراب تنشئ المدرسة والمستشفى والمباني، وكل شيء جميل في الحياة».

محمد ستيتية

ويضيف: «الفن بوجه عام هو عمل العقل والجسم والروح، وهو الرد الطبيعي لكل عمل مشين مثل الإرهاب والتطرف».

يشار إلى أن الشابة "رها" من مواليد عام 1989.