مبادرة الحرفي "أحمد محمود" بالمحافظة على حرفة أجداده بصناعة "السانونة"، أوجدت له مشروعاً متعطشاً إلى التراثيات، شغل جل وقته بعد إحالته إلى التقاعد، فبات يتفنن بها بما اكتسبه من خبرة أبيه.

اعتادت بعض عائلات قرية "بو منقار" في ريف مدينة "الشيخ بدر" صناعة "السانونة" الخاصة بمقلي الفخار، لكنها في مرحلة ما توقفت صناعتها لندرة العاملين بها، حتى إنها أصبحت من التراث المادي قولاً وفعلاً، وهذا كان حافزاً للحرفي "أحمد محمود" لإعادة إحيائها وتطويرها، بحسب ما أكدّه خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" به بتاريخ 7 حزيران 2016، مضيفاً: «في بداية العمل بالحرفة لم أكن أتخيل أن تكون جزءاً مني في يوم من الأيام، ولم أعتقد أن سوقها رائج ومتعطش لها، فهي حرفة ورثتها من أبي وأجدادي منذ سنوات بعد أن اختصوا بصناعتها، وكان لزاماً عليّ مواصلة المسيرة وإعادة إحيائها، ومن هنا انطلقت وبدأت القطع تباع قبل إتمام إنجازها».

لقد منح الحرفي "أحمد" الحياة لهذه الحرفة بعد أن كانت مهددة بالانقراض، وكذلك ما يقدمه يوحي بخبرته ومهارته بصناعة الأحجام الكبيرة منها وتسمى "القفة"

ويتابع: «السوق متعطش إلى التراثيات؛ وهذا دفعني إلى تطوير المنتجات بما اكتسبته من خبرة على مدار عقدين من الزمن، فصنعت "القفف" الخاصة بنقل القمح المسلوق، والسلال الصغيرة للخضار، إضافة إلى الأطباق، وهذا خلق فرصة عمل ومشروع لخريف العمر لم يكن بالحسبان، ملأ أوقاتي بعد سن التقاعد وبدت أشارك بالمهرجانات والمعارض التراثية، وآخرها مهرجان "الشيخ صالح العلي" بدورته التاسعة عشرة».

سلة الخضار

وعن خطوات العمل قال: «الخطوة الأولى زيارة البرية والبحث عن أعواد الريحان الطرية واختيار الأفضل بينها، ثم تشذيبها من بقاياها ووضعها في الهواء تحت أشعة الشمس لتجف وتصبح جاهزة للتعامل الحرفي، ومن هنا طورت العمل وبدأت أختار أحجاماً متعددة للأعواد بحسب نوع المنتج واستخداماته، وكذلك التطور طال الزمن الخاص بصناعة الأدوات؛ الذي لا يتجاوز ثلاث ساعات إن كانت المواد الأولية جاهزة للاستخدام».

الحرفية "جنان ديب" أكدت أن الحرفي "أحمد" ينتج "سانونات" ذات جودة جيدة، وخير دليل أنه باع منتجاته بكاملها في آخر معرض شارك به، مضيفة: «لقد منح الحرفي "أحمد" الحياة لهذه الحرفة بعد أن كانت مهددة بالانقراض، وكذلك ما يقدمه يوحي بخبرته ومهارته بصناعة الأحجام الكبيرة منها وتسمى "القفة"».

طبق الريحان

أما الحرفية "جمانة إبراهيم" فقالت: «أعماله جميلة ودقيقة في مراحل إنتاجها وتستحق الاحتفاظ بها كتراث مادي، حتى إن استخدامها يمنحها الرونق الحقيقي لها، فالجميع يضع المقلي ضمن "السانونة" ويزينون صالوناتهم بها، والحرفي "أحمد" يبدع منتجات صغيرة الحجم لم تكن تصنع بأعواد الريحان سابقاً كسلة الخضار».

يشار إلى أن الحرفي "أحمد سليمان محمود" من مواليد عام 1950.

الحرفية جمانة إبراهيم