وجدت "مطيعة سليمان" في الطبيعة مصدر رزقها الوحيد، فجنت منها النباتات البرية ووضبتها ضمن باقات مع مزروعاتها المنزلية، وكوّنت بها "بسطتها" التي استمرت خمسة عشر عاماً، فكانت نموذج المرأة المنتجة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 14 أيار 2016، الجدة "مطيعة سليمان" خلال عملها على "بسطة" النباتات الغذائية أمام مدرسة "الراهبات" في مدينة "بانياس"، لتحدثنا عن أهمية أن تكون ربة المنزل منتجة، وتقول: «أفخر بنفسي لأنني منتجة في بيئة أصبح أغلب أفرادها مستهلكين، كما أنني أطعم أولادي من إنتاجي، ولست مضطرة إلى شراء حاجياتي اليومية فهي بين يدي.

نباتاتها نظيفة المصدر وخاصة منها المزروعة في حديقة منزلها كما أخبرتني، لذلك تحافظ على نكهتها المعروفة، كما أن طريقة توضيبها على البسطة جاذبة، ويكفي أنها سيدة منتجة ضمن مجتمع تحول إلى مستهلك

أكون في عملي الساعة السابعة صباحاً بعد أن أغادر منزلي في الخامسة تقريباً، وأعود إليه بعد ثماني ساعات تقريباً، فأجني من الطبيعة مختلف أنواع النباتات الغذائية، مثل: "الهندباء، والقرص عنه، والبلغصون، والسلبين"، وغيرها. وأضيف إليها ما أزرعه في حديقة منزلي الصغيرة مثل: "الخس، والبقدونس، والرشاد، والسلق، والسبانخ"، وأنواع أخرى تلزم لكل ربة منزل يومياً لوجبات طعامها.

من نباتات الطبيعة

أحاول أن أكون متميزة بعملي من ناحية نظافة النباتات وجمال مظهرها وطريقة توضيبها ضمن باقات صغيرة، وحتى طريقة عرضها على بسطتي المستمرة فيها منذ خمسة عشر عاماً».

وتتابع: «أهم ما في الأمر أنني لا أطلب يد العون من أحد، فما أنتجه وأجنيه من الطبيعة وأبيعه يكفيني أغلب الأحيان، وإن لم يكن كذلك أقتصد في حاجياتي ومستهلكاتي اليومية، لأحافظ على حالة توازن بين الدخل والاستهلاك، وهذا أمر بعض النساء لا يتمكنّ منه، فتراهن في حاجة دائمة إلى يد العون».

الجدة مطيعة مع الشاب نواف شدود

وكيف وفقت بين عملها على "البسطة" وبين عملها في جني النباتات البرية قالت "مطيعة": «أحاول دوماً في كل رحلة "تسليق" أن يكون معي أكبر عدد ممكن من أبنائي، لتكون حصيلتنا كافية ليومي بيع، فأضع قسماً منها في الثلاجة والقسم الآخر أقصد "البسطة" به، وفي اليوم التالي أزود بسطتي بما تبقى لدي من النباتات، إضافة إلى النباتات المزروعة في حديقة منزلي».

الشاب "نواف شدود" زبون لدى الجدة "مطيعة"، يقول: «تميزت نباتاتها بالنضارة الدائمة؛ وهذا بالنسبة إلى زوجتي شيء مهم، لذلك كل عدة أيام أعود إلى منزلي حاملاً ما لذ وطاب من النباتات الغذائية لصناعة مختلف الوجبات المغذية والمفيدة، وهذا ناهيك عن وفرتها مادياً مقارنة مع بقية أسعار المواد الغذائية، لأن "مطيعة" تميزت بأسعارها المنخفضة والمناسبة لمختلف الشرائح الاجتماعية».

من نباتات حديقتها

أما الشاب "ضياء برهوم" وهو زبون أيضاً، فيقول: «نباتاتها نظيفة المصدر وخاصة منها المزروعة في حديقة منزلها كما أخبرتني، لذلك تحافظ على نكهتها المعروفة، كما أن طريقة توضيبها على البسطة جاذبة، ويكفي أنها سيدة منتجة ضمن مجتمع تحول إلى مستهلك».

يذكر أن الجدة "مطيعة سليمان" من مواليد قرية "عين غنام" التابعة إلى ناحية "الدالية" في ريف مدينة "جبلة".