لم تكتفِ مدرّسة الفنون "إقبال شاش" بتعلم إعادة تدوير المخلفات الورقية وفن طيها والاستفادة منها بمجسمات تزيينية تنقذ بيئتها من تشوه بصري محتمل، بل تعمقت بالمعرفة وعلمت طلابها ما تعلمته.

العثور على الموهبة وتجسيدها واقعياً وتحقيق المنفعة منها، هدف المدرّسة "إقبال شاش" بحسب حديثها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2016، خلال معرض "القرى الصحية"، مضيفة: «تعلمت فن طي الورق وإعادة تدويره فنياً خلال إحدى دورات المناهج المدرسية، على يد مدرّس أتقن هذا الفن في محافظة "حمص"، ولم أكتفِ بما قدمه لي من معلومات، لأنه لم يرضِ فضولي، بل سعيت عبر المواقع الإلكترونية التخصصية إلى تطوير معلوماتي وقولبتها بطريقة أفضل، وهذا ما أسميه تطوير الموهبة، ومثال عليه أنني استخدمت خوافض اللسان الطبية وأعدت تدويرها لتكون مجسمات فنية رديفة لمجسمات الطي، وهي خطوة غير مسبوقة».

ضخامة معلوماتي تجاه ثني الأوراق، وممارسة العمل باستمرار منحني ما يمكن تسميته إبداعاً بتغيير طريقة تكوين المجسمات عما هو معتاد، حيث يمكن إنتاج مجسمات خلال مراحل العمل تختلف تماماً بفكرتها عن المجسمات المعتادة لذات المراحل المتبعة

وتتابع: «ما بين طي الورق وإعادة تدوير مخلفاته لحماية البيئة، حكاية إنتاج أعمال فنية ذات مشهدية بصرية جميلة، وهنا تكمن قيمة التوظيف، إضافة إلى أن لكل عمل طريقة خاصة بطي أوراقه المختلفة الألوان إن رغبنا بذلك، وهنا تكمن قيمة التمكن من الموهبة، فبالنسبة لي أحاول دائماً أن تكون أبعاد الأوراق الداخلة في الأعمال تختلف فيما بينها لأحصل على حالة تميز ترضي شغفي، كما غرست هذا الشغف بداخل طلابي مع خلال تدريبهم، وهذا كان دافعاً لمشاركة بعضهم في معارض فنية حرفية».

المدرسة "إقبال" وإلى يسارها مي معماري

الدقة بثني الورقة أساس نجاح العمل الفني، حيث أضافت: «ضخامة معلوماتي تجاه ثني الأوراق، وممارسة العمل باستمرار منحني ما يمكن تسميته إبداعاً بتغيير طريقة تكوين المجسمات عما هو معتاد، حيث يمكن إنتاج مجسمات خلال مراحل العمل تختلف تماماً بفكرتها عن المجسمات المعتادة لذات المراحل المتبعة».

وفي لقاء مع الطفلة "نور إبراهيم" أكدت أنها بعدما تعلمت فن طي الورق من المدرّسة "إقبال" توسعت مداركها الفكرية؛ وهو ما انعكس على ذائقتها البصرية إيجاباً، فأصبحت تدرك مكامن الجمال، وأضافت: «لقد قدمت المدرّسة "إقبال" ما أدركته من معلومات حول فن طي الورق، بكل شفافية بهدف نشر هذا الفن، وهذا دلالة على أنها كريمة معطاءة في المجال الفني، فهي تهدف إلى نشر وعي كبير لتعليم الأطفال وتنمية ذائقتهم وقدراتهم كما حدث معي؛ وهو ما دفعني إلى التشجع والمشاركة بمعرض فني ضم خيرة الخبرات الفني والحرفية على مستوى المحافظة».

من أعمالها

أما مديرة صالة المدينة القديمة "مي معماري"، فقالت: «تعدد الأفكار التي تحملها المدرّسة "إقبال" يضفي جمالية على ما يمكن اعتباره حرفة وموهبة يجب رعايتها، حيث يمكن لأي ربة منزل أن تستفيد من مخلفات أولادها الورقية لتشكل مجسمات فنية متعددة، عوضاً عن رميها وتحويلها إلى نفايات، وأظنه هدفها الأسمى».

بقي أن نذكر، أن المدرّسة "إقبال شاش" من مواليد عام 1978 قرية "رأس الكتان".

الطفلة نور إبراهيم