بفضل جهود الممرضة "يولا صالح" ومراهمها المبتكرة، تتماثل قدم الشاب الجريح "محمد أبو الريش" إلى الشفاء، بعد أن وصلت إلى مرحلة اقتراح البتر نتيجة الانفجار الذي تعرض له.

ويوضح الشاب "محمد" خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" معه بتاريخ 20 نيسان 2016، أنه تعرض في أثناء تأديته لواجبه الوطني إلى حادث انفجار لغم أدى إلى إصابة بالغة في قدمه اليسرى، حيث يقول: «أدى الانفجار إلى ضياع كبير في عضلة القدم والعظم، وقد أجريت لي عملية تطعيم غير ناجحة، فقصدت الطبيب "نزار حسين" الذي أرشدني إلى الممرضة "يولا"، وبفضلها بدأت جروحي تلتئم بعد أن سببت لي عملية التطعيم جرحاً جديداً طوله اثنا عشر سنتيمتراً، وعمقه أربعة سنتيمترات».

تزورني الممرضة دائماً منذ شهر ونصف الشهر، وهي تستخدم في العلاج مجموعة من المراهم والمعقمات الخاصة التي تحضرها معها، مع الإشارة إلى أنها تتقاضى مني مقابل عملها مبلغاً رمزياً وبسيطاً

ويضيف: «تزورني الممرضة دائماً منذ شهر ونصف الشهر، وهي تستخدم في العلاج مجموعة من المراهم والمعقمات الخاصة التي تحضرها معها، مع الإشارة إلى أنها تتقاضى مني مقابل عملها مبلغاً رمزياً وبسيطاً».

محمد أبو الريش

كما حظيت "يولا" بثقة الدكتور "نزار حسين" اختصاصي الجراحة العظمية الذي يستعين بها في الحالات الحرجة، حيث يقول: «تتفانى في عملها، وفي بعض الحالات تدفع من جيبها ثمن الأدوية للمحتاجين.

وفي الجانب العلمي، فهي مميزة بدأبها بمتابعة المريض، حيث تزوره وتضع الضماد بطريقة فنية علمية، إضافة إلى أنها طورت معلوماتها وأدواتها من خلال تطبيق وتركيب خلطات علاجية تسرع ترميم الجروح والتئامها، فالمواد العادية تحتاج إلى ما يقارب خمسين ضماداً حتى يتحسن الجرح. أما الضماد الذي تصنعه، فإنه يحسّن حالة المريض خلال خمسة عشر يوماً».

الجرح قبل وبعد العلاج

وعن خبرتها العملية والعلمية وتجربتها تقول الممرضة "يولا": «تدربت منذ خمسة عشر عاماً على يد طبيب مختص في معالجة تقرحات "الفراش والغرغرينا" الغازية والعادية والقرحة السكرية، ثم توقفت فترة من الزمن، ومنذ خمس سنوات عدت إلى ممارسة عملي، ومهمتي تقتصر على علاج الجروح المفتوحة والمتقرحة وإيصالها إلى مرحلة التطعيم».

وتضيف: «أعتمد أموراً عدة؛ أولها الحالة النفسية للمريض، واستعداده لتلقي العلاج، وثقته بالشفاء، إضافة إلى حمية خاصة "حمية بروتين" تشمل أنواع اللحوم الحمراء وصفار البيض التي تساعد في الترميم، إضافة إلى نظافة وتعقيم الجرح».

وتتابع: «عندما يكون لدى المريض "إنتان" أقوم بأخذ مسحة من جرحه، ونجري له زرعاً واختبار تحسس لمعرفة نوع الجرثومة ووصف الصاد الحيوي والمراهم المناسبة، ودوري اختيار المراهم في كل مرحلة مع التأكيد أنه لا يمكن وضع مرمم على جرح فيه "إنتان" وجراثيم، إذ لا بد من تنظيف الجرح نهائياً، ثم البدء بعملية الترميم».

وتعتمد "يولا" خبرتها وتجربتها الشخصية، حيث تقول: «من الممكن أن أسأل طبيباً أو أدخل إلى الإنترنت لأبحث عن علاج مثل هذه الحالات في العالم، والأدوية المستخدمة وإمكانية الاستعاضة عنها بأدوية مماثلة، مع الإشارة إلى أنني حين أقوم بتحضير خلطة ترميم لجرح فيه "إنتان" أستخدم أنواعاً مختلفة من المراهم كي أضمن القضاء على أي نوع جرثومي موجود فيه».

يذكر أن "يولا صالح" من مواليد مدينة "طرطوس"، عام 1977.