انطلقت "ريتا بطرس" بحرفتها في صناعة الشمع الطبيعي من موهبتها بتصنيع "الصمديات"، وتقديم منتجاتها كتبرع للكنيسة، فدفعها حب تطوير المهارات من تحقيق مصدر دخل إلى التخصص بهذه الصناعة، وبأشكال متجددة باستمرار.

دورة تخصصية اتبعتها "ريتا بطرس" بصناعة الشمع الطبيعي على يد أمهر من عمل بها، وأضافت إلى مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 آذار 2016: «منذ أكثر من عامين رأيت أنه يمكن لحرفتي صناعة "الصمديات" أن تتطور وتصبح مصدر دخل يمكن الاعتماد عليه في معيشتي، خاصة أنني بحاجة ماسة إلى تحقيق وجودي الأنثوي كمنتجة تعيل أسرتها، وهذا دفعني إلى التواصل مع البطريركية لتقديم المساعدة عبر دورة تخصصية بصناعة الشمع، على يد أحد الحرفيين المعمرين الذي قدم لي خبرته وتقاعد عن العمل، لأبقى أنا الوحيدة التي تعمل بها يدوياً، وأرث الحرفة وأحافظ عليها بالعمل المستمر، وأقدم المعلومات والخبرة لمن يرغب بالعمل.

بالعموم أنا مهتمة باقتناء أشكال غريبة للشموع، وما فاجأني في أعمال الحرفية "ريتا" أنها تعتمد المنتج الطبيعي بنسبه الحقيقية من دون إدخال أي مواد صناعية إليه

تفاعلت مع الحرفة بكل إخلاص وقدمت لها خيرة طاقاتي، وأنتجت الشمع بمختلف الأشكال والألوان والأحجام، وهذا لاقى رواجاً كبيراً بين أبناء منطقتي، وفتح الأفق أمامي لتقديم المزيد، فأدخلت الروائح العطرية إلى الصناعة لتغدو الشموع مصدر فرح بنورها ورائحة احتراقها بعدما كانت للنور فقط، مع رائحتها المزعجة».

شموع بمقاسات كبيرة مقاومة للكسر

وتتابع: «قدمت منتجات شمعية جاهزة للاستخدام بأشكال جديدة كلياً عن الموجودة في الأسواق، وهذا فتح أسواق تصريف متعددة في المحافظة وخارجها، كما طورت عملي واقتنيت قوالب خاصة لصناعة أنواع محددة من الشموع، أما البقية فصنعت قوالبها بنفسي، لتكون مختلفة ومميزة عن بقية الأصناف المعروفة».

وعن طرائق التصنيع التي عدلتها بخبرتها ووضعت بصمتها فيها قالت: «أضيف مواد خاصة تمنح أصابع الشمع طراوة ومرونة تمنعها من التكسر، وهذا انعكس على جودة المنتج والطلب عليه، وهو الأمر الذي أنافس به في الأسواق، كما أحاول إحضار الشمع الخام بكميات تمكنني من المنافسة وسط الغلاء المستمر للمنتج، وكذلك خيوط الحرير المخصصة له».

المهندسة ريم خضور

وفي لقاء مع الدكتورة "غنوة خضور" رئيسة برنامج "القرى الصحية" ومنظمة المعرض الحرفي في صالة المدينة القديمة؛ الذي تشارك فيه "ريتا بطرس"، قالت: «آثرنا مشاركتها بالمعرض لأنها موهبة تستحق الدعم، فهي تصنع منتجاتها بحرفية عالية، وتعمل بها بمهارات يدوية ليس فيها تقنيات ميكانيكية مساعدة، حيث أصبحت الحرفة مصدر دخلها، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على إخلاصها لموهبتها وتنميتها لتكون جديرة بالمتابعة بها».

أما المهندسة "ريم خضور" من المطلعات على جناح الشمع، قالت: «بالعموم أنا مهتمة باقتناء أشكال غريبة للشموع، وما فاجأني في أعمال الحرفية "ريتا" أنها تعتمد المنتج الطبيعي بنسبه الحقيقية من دون إدخال أي مواد صناعية إليه».

شموع بأشكال مختلفة

يذكر أن الحرفية "ريتا بطرس" من مواليد قرية "صايا"، عام 1970.