لم تستسلم الحرفية "هالة نادر" لروتين الحياة اليومية؛ بل وظفت حرفتها في حياكة "الكروشيه" لتكون المعيلة لأسرتها، وتمكنت من بيعها بالأسعار المناسبة، مشهرة هذه الحرفة التراثية في "فرنسا".

من "بازار عيد الميلاد" الذي أقيم في "مشتى الحلو" على مدار ثلاثة أيام، أعلنت الحرفية "هالة نادر" أن أمنيات عيدها تحققت، وهنا قالت لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 7 كانون الأول 2015: «لم تخذلني مشاركتي في "بازار عيد الميلاد"، بل كانت ناجحة على مختلف الصعد؛ أهمها الجانب الاجتماعي، حيث تمكنت من بيع إحدى قطعي المشغولة على مدار عام كامل بسعر تستحقه، وقدره خمسة وأربعون ألف ليرة سورية، وهو رقم قياسي لم تحصله أي قطعة أخرى، لتكون هدية عيد الميلاد قد وصلتني، لأنني كنت بحاجة ماسة إلى هذا المبلغ لأعيل أسرتي وزوجي المريض، وهنا انتابتني فرحة كبيرة تكللت بفرحة ثانية عندما عرفت أن هذه القطعة ستقدم هدية لسيدة في "فرنسا"، أي إنني ساهمت بنشر هذه الحرفة والتعريف بها على مستوى دولي؛ وهو ما يعني أن أسواقاً خارجية ستفتح لي إن شاء القدر ذلك».

تعلمت حرفة صناعة "الكروشيه" من والدتي التي امتهنتها لسنوات طويلة، وكذلك أنا، حيث تعلمتها في سن العاشرة من عمري، غير مدركة أنها ستكون في يوم من الأيام مصدر رزقي الأساسي

خبرات الحرفية "هالة" كانت لمصلحتها، لأن هذا العمل ليس سهلاً أو بسيطاً، وإنما يحتاج إلى وقت كبيرة وتركيز عالٍ، وتضيف: «القطعة التي سترسل إلى فرنسا صُنعت على مدار عام كامل، لأنها عبارة عن قطع مشغولة فردياً، يسمى كل منها "عد"، ومن ثم تم تجميعها لتكون قطعة متكاملة من "الكروشيه" اليدوية كتراث مشتاوي، وهي بعرض 160 سنتيمتراً وطول 260 سنتيمتراً».

الكروشيه

وخبرة "هالة" في العمل اليدوي ليست وليدة اليوم، وإنما هي من تراثيات العائلة، وهنا قالت: «تعلمت حرفة صناعة "الكروشيه" من والدتي التي امتهنتها لسنوات طويلة، وكذلك أنا، حيث تعلمتها في سن العاشرة من عمري، غير مدركة أنها ستكون في يوم من الأيام مصدر رزقي الأساسي».

وعن التحديات التي تواجهها في العمل قالت: «لم استسلم لضغوط الحياة اليومية، بل وجدت الحيز المناسب لخلق فرصة عملي، أساسها موهبتي وحبي للعمل الحرفي، فبعد أن أنتهي من جميع أعمالي اليومية، أستجمع قواي وتركيزي في سهرة كل مساء وأبدأ العمل، فمن أساسيات حياكة "الكروشيه" التركيز والدقة والصنارة الواحدة والسيدة الواحدة، لكيلا تختلف قطعة عن أخرى عند تجميعها».

الحرفية هالة نادر

وفي لقاء مع "عصمت قندلفت" من مرتادي "بازار عيد الميلاد" قالت: «تسوقت من قطع الأشغال اليدوية لأنني وجدت سعرها مناسباً، على الرغم من أن الدقة المشغولة بها عالية وتحتاج إلى تركيز كبير، وهي ميزات عُرفت بها "هالة" لأنها اختصت هذا العمل لنفسها لتكون معيلة لأسرتها مع وجود ظرف خاص يعيشون ضمنه.

وما سرني أكثر أنها تمكنت بحسب ما تواردت الأخبار من بيع "كروشيه" بمبلغ جيد كانت تحتاج إليه، وأعتقد أنها حصلت على حقها المناسب لتعبها».

يشار إلى أن الحرفية "هالة نادر" من مواليد عام 1963.