تمكنت الحرفية "عائدة قندلفت" من توظيف ثورة المعلومات والاتصالات لخدمة موهبتها التي أصبحت جزءاً أساسياً من حياتها اليومية، فقدمت تصاميم لملابس صوفية مبتكرة، تحمل حسّها الأنثوي المتجدد مع كل عمل.

مدونة وطن "eSyria" وخلال زيارة "بازار عيد الميلاد" بتاريخ 7 كانون الأول 2015؛ الذي افتتح في "مشتى الحلو" بتاريخ 5 كانون الأول، التقت الحرفية "عائدة قندلفت"؛ وعمرها أربعة وستون عاماً، لتحدثنا عن موهبتها وكيف طورتها وأبدعت بها، وهنا قالت: «عملي بالمشغولات الصوفية بدأ منذ سنوات طويلة كهواية أستعين بها في أوقات فراغي، ورويداً رويداً تعلقت بها حتى أصبحت عملي اليومي، فواظبت على تطوير تجربتي ومهاراتي، بما أن الأفق مفتوح للتطوير».

عملي بالمشغولات الصوفية بدأ منذ سنوات طويلة كهواية أستعين بها في أوقات فراغي، ورويداً رويداً تعلقت بها حتى أصبحت عملي اليومي، فواظبت على تطوير تجربتي ومهاراتي، بما أن الأفق مفتوح للتطوير

وتتابع: «لا أرتكز بمعشيتي على عملي بالمشغولات الصوفية؛ وإنما هو تتمة لمسيرة حياتي، لذلك كانت القطع التي أقدمها مميزة وتعكس محبتي للعمل، وعلى هذا فإن التسويق يعتمد على المعارف والأصدقاء والعلاقات الاجتماعية، حيث أقدم أعمالاً بحسب الطلب وبمردودية مادية بسيطة».

من مشغولاتها الصوفية

السمة الأساسية لحرفتها التطوير المستمر، وهنا قالت: «في البداية اعتمدت على المجلات التخصصية لاستحضار التصاميم، وأدخلت إليها التعديلات الكثيرة لتبدو مميزة، كما أنني استخدمت في المدة الأخيرة الإنترنت للحصول على التصاميم الفريدة من أحدث المتاجر العالمية التخصصية، وأدخلت إليها التعديلات، فأنتجت تصاميم نالت رضا جميع المتسوقين لفرادتها».

وتتابع في توضيح أهمية التسويق: «في "بازار عيد الميلاد" وجدت فرصة سانحة لعرض آخر منتجاتي وابتكاراتي، لأنني -كما أوضحت سابقاً- لا أملك متجراً و ليس لدي معرض دائم أسوق من خلاله، وهذا ساعدني كثيراً بإيصال أفكاري إلى فئة لم تكن تدرك أعمالي لأسباب كثيرة أهمها عدم معرفتهم بموهبتي وعملي.

المحامي وائل صباغ

والأهم من هذا توافر المادة الأولية "الصوف" في الأسواق، لكن أسعارها مرتفعة مقارنة مع السابق، وهذا انعكس على القيمة المالية للمنتج النهائي، ومع ذلك التسويق جيد».

وفي لقاء مع المحامي "وائل صباغ" من مرتادي "بازار عيد الميلاد" قال: «لكون مدينتنا "مشتى الحلو" باردة، تستهويني المشغولات الصوفية، وأجد فيها حرفية عالية بالتصاميم وخاصة منها القبعات، وقد تميزت مشغولات "عائدة" بجودتها ومناسبتها للقدرة الشرائية لأغلب فئات المجتمع؛ لأنها لا تعتمد عليها كمصدر دخل أساسي، فتقبل منها بالأتعاب البسيطة، إضافة إلى أنها تقدم الهدايا من أعمالها لمن ترى أنه يستحقها ولا يستطيع شراءها».

الحرفية عائدة قندلفت

الشاب "فادي حنا" أكد أن تصاميم "عائدة" تختلف تماماً عن تصاميم المشغولات الصوفية المتوافرة بالسوق؛ وهي صناعة آلات ومكنات ميكانيكية، وأردف قائلاً خلال زيارته للبازار: «أشعر بدفء هذه المشغولات وكأنها حصلت على محبة صانعها، وهذه ميزة لا يمكن الشعور بها في الصوفيات الجاهزة، إضافة إلى أن مشغولاتها تنسج حسب طلب ورغبة الزبون، فيمكن أن يطلب تداخل ألوان متعددة يراها تناسب حسّه وذوقه، وهي تلبي رغبته بذلك».