تمكن "وليم منصور" من توظيف مهاراته في صناعة "الفلافل" من الخضار الطازجة المنتجة في حديقة منزله، ليجذب أبناء قريته "جليتي" موفراً عليهم بعض التكاليف ومؤمناً مصدر دخل يعتاش منه.

ليس الإبداع أن يؤمن الشخص مبلغاً مالياً جيداً، لكن الإبداع بكيفية توظيف هذا المبلغ ليكون منتجاً، وهذا بحسب حديث "وليم منصور" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الثاني 2015، وأضاف: «لدي محل صغير غير مستثمر نتيجة ضعف القدرة المالية، وهذا دفعني إلى التوجه نحو صندوق التنمية المحلية الذي أنشئ في القرية، واقتراض مبلغ خمسين ألف ليرة سورية، حيث كنت قد خططت للمشروع المنتج مسبقاً وهو مطعم "فلافل"، وبقي أن أحصل على المال، ولكوني لا أملك عملاً وإنما أملك القدرة والجهد والخبرة في إدارة رأس المال مهما كان بسيطاً ليكون مصدر دخل بالنسبة لي، كانت الفكرة والمبادرة سريعة التنفيذ».

الفكرة بالنسبة للشاب "وليم" تكمن بتطوير العمل؛ وهو الأمر الذي سعى إليه منذ الانطلاقة ليكون مصدر الدخل أكبر وأشمل، فمن الأرباح الأولية بدأ تسديد الأقساط المستحقة، وعمل على استجرار بعض المواد الضرورية للحياة اليومية كـ"السكر والأرز والشاي والسمنة"، أي أضاف إلى عمله بالمطعم اختصاص البقالة، ليصبح المحل مطعماً و"سمانة"، وهذه خبرة منه

ويتابع في كيفية تنفيذ مشروعه "مطعم فلافل" ليحقق التميز والانطلاقة الموفقة بالاعتماد على أن الفكرة غير مسبوقة في قريته "جليتي"، فيقول: «بعد توفر رأس المال، بدأت تنفيذ ما خططت له وتجهيز الأدوات كماكينة الطحن و"المقلي" وجرة الغاز وبعض المواد الأولية، إضافة إلى الاستفادة من أمور عدة متوفرة لدي ضمن بيئتي الجبلية، وهو ما يخدم العمل ويضفي عليه التميز الذي يؤدي إلى الاستمرارية، كتأمين الخضار اللازمة كالخيار والبقدونس والبندورة والنعناع من بيئتي المحلية وحديقتي المنزلية، فتكون سندويشة "الفلافل" بنكهة جبلية».

وليم منصور

وفي لقاء مع المهندس "سمير ديوب" مدير مكتب التنمية المحلية بالمحافظة قال: «الفكرة بالنسبة للشاب "وليم" تكمن بتطوير العمل؛ وهو الأمر الذي سعى إليه منذ الانطلاقة ليكون مصدر الدخل أكبر وأشمل، فمن الأرباح الأولية بدأ تسديد الأقساط المستحقة، وعمل على استجرار بعض المواد الضرورية للحياة اليومية كـ"السكر والأرز والشاي والسمنة"، أي أضاف إلى عمله بالمطعم اختصاص البقالة، ليصبح المحل مطعماً و"سمانة"، وهذه خبرة منه».

أما المدرس "معن درويش" من أهالي القرية، فقال: «نحن مجتمع ريفي يفضل سكانه الاعتماد على مقوماته المحلية في معيشته، وهنا يجب دعم وتحفيز هذه المقومات على النهوض والارتقاء إلى مستوى الاستفادة المثلى منها، وعلى هذا الأساس كان "وليم" من المبادرين بالاستفادة من خبرته في صناعة "الفلافل"، وما يمكن أن يزرعه في حديقة منزله ليؤمن مستلزمات السندويش وبطريقة جاذبة؛ أي أن تكون المستلزمات من الخضار محلية الإنتاج؛ وهو ما أضفى على المنتج العام وهو السندويشة نكهة مميزة جذبت المستهلكين بوجه لافت، وهذا إلى جانب الرضا بالربح البسيط، إذاً المشروع ناجح بمختلف أبعاده، ووفر بعض مصاريف وأجور التنقل للقرية المجاورة للحصول على المنتج».

المدرس معن درويش
وليم خلال تجهيز ماكينة الطحن