أبدعت الحرفية "ثناء" بطريقة جديدة لتزيين العبوات الزجاجية من توالف الطبيعة، بعد أن أنهكتها الأسعار المرتفعة لتقوم بتزيينها بطرائق غير تقليدية مستخدمةً توالف عرائش العنب.

مدونة وطن "eSyria" التقت الحرفية "ثناء سلمان" بتاريخ 28 آب 2015، فقالت: «أعمل في حرفة تصنيع الإكسسوارات التزيينية والهدايا المنزلية، لعلها تكون سنداً معيشياً يقدم لي شيئاً من الدخل المادي في هذه الظروف الصعبة، علماً أن عملي بها جاء نتيجة الحاجة إلى تفريغ الطاقات والأفكار التي تعتليني، بعد أن تقولبت بطريقة تخصصية نتيجة الدراسة».

لا يوجد محل تجاري أسوق منتجاتي عبره، وإنما أعتمد على الأصدقاء والمعارف والمعارض بوجه أساسي، وهذا على الرغم من انتسابي لاتحاد الحرفيين العاجز عن مساعدتنا

وتتابع: «من منطلق أن لكل حرفي بصمته الخاصة، كان تفكيري منحصراً بتكوين وتشكيل هذه البصمة، لتكون مختلفة ومميزة عن بقية زملائي، وهذا دفعني في لحظة صفاء فكري وضيق مادي إلى التفكير باستخدام توالف عرائش العنب الطبيعية مئة بالمئة، أي القشور الخارجية للسوق، وتزيين القوارير الزجاجية بها، وهذا بخلاف ما هو سائد باستخدام أوراق الجرائد وفوارغ أطباق البيض المكلفة من ناحية احتياجاتها إلى لاصق بكمية كبيرة، وزمن طويل أيضاً حتى تمام الجفاف.

أعمالها من توالف الطبيعة

وهنا كان لا بد من متابعة موسم تقشير السوق طبيعياً لأتمكن من الحصول عليها، وبعد المتابعة تمكنت من الحصول على قشور طويلة وجميلة جداً، وبعدها وضعتها بالماء حتى تنقع وتصبح طرية وسهلة التعامل، ثم وضعت اللاصق بكمية بسيطة على الزجاجة ووضعت عليها القشور بالشكل الذي وجدته مناسباً».

عملت الحرفية "ثناء" أيضاً بالخيزران، لكنها توقفت عن العمل في المرحلة الحالية لارتفاع أسعاره، فتفرغت للعمل بتوالف الطبيعة، وهنا أضافت: «لا يوجد محل تجاري أسوق منتجاتي عبره، وإنما أعتمد على الأصدقاء والمعارف والمعارض بوجه أساسي، وهذا على الرغم من انتسابي لاتحاد الحرفيين العاجز عن مساعدتنا».

أعمالها من الخيزران

"ثناء سلمان" أحبت الأعمال الحرفية قبل أن تدرس معهد الفنون، ووجدت في دراستها حالة من التخصص والمنهجية نحو الأفضل في الإنتاج، وهذا ما شجعها لاستثمار أعمالها في المعارض الحرفية الجماعية، لعلها تحصل منها على مردود مادي، هذا على حد تعبير "منذر رمضان" رئيس مكتب الثقافة والإعلام باتحاد الحرفيين بـ"طرطوس"، وأضاف: «علينا كمعنيين التفكير مطولاً لاستثمار هذه الطاقات الشابة وتشجيعها على الاستمرار بالعمل كتحدٍّ للظروف الصعبة عليهم، وهذا يكون بتأمين أسواق تصريف لهم عبر معارض دائمة في أماكن مخصصة لإنتاجهم المستمر».

وفي لقاء مع الحرفية "روجيه إبراهيم" قالت: «تمتلك الحرفية "ثناء" الكثير من الإرادة والتصميم والتحدي للواقع، وهذا جعلها مبدعة بما تنتجه وبما تفكر فيه، كما أنها امتلكت الكثير من المهارات التي مكنتها من توظيف توالف الطبيعة لتنتج أعمالاً جميلة وجديدة، كما قشور سوق العنب المميزة».

السيد منذر رمضان