محل ورود فريد من نوعه؛ هو حلم العمر لـ"سالي عيسى"، وها هو يبدأ أولى خطواته بفكرة بسيطة لمعت وتحولت إلى حقيقة؛ "سالي" اليوم تصمم نبات الصبار بأشكال متميزة وتسوقها وتبيعها عبر الإنترنت.

مدونة وطن "eSyria" وبتاريخ 11 تموز 2015، تحدثت عبر موقع "الفيسبوك" إلى "سالي عيسى"؛ التي قالت حول بداية المشروع: «أملك محلاً للورود هو حلم العمر، لكن لم أتوقع أن يبدأ الحلم التفتح في الوقت الحالي لكوني مازلت طالبة في المرحلة الجامعية، كانت البداية بمصادفة طريفة عندما كنت أبحث عن "صبارة" لأشتريها، وأصبت بالذهول من الغلاء الزائد في أسعار الصبار في السوق، ولأن لدي اهتماماً بأنواع وأشكال النباتات المختلفة، ولأنني أشعر بأن في نفسي حباً للفن والتصميمات يدوية الصنع؛ قررت أن أجرب زراعة صبارة بنفسي وفق التصميم الذي أريده، وفعلاً نجحت الفكرة؛ الأمر الذي دفعني إلى التفكير جدياً بزراعة وبيع نبات الصبار.

بحثت عن مصدر أتعاون معه للحصول على النباتات، وتعلمت كيفية زراعتها والعناية بها في بيئة مناسبة، بدايةً كنت أشتري الصبار جاهزاً وبعد فترة تعلمت كيف أجعله يتكاثر، وأحياناً أعتمد على زراعة البذور، لكن هذه الطريقة تحتاج إلى وقت للحصول على نتائجها، وأحاول دائماً اختيار صبار متميز عما هو منتشر في السوق، وأحرص على صناعة الخلطة المناسبة للتراب

وأصبح الحلم حقيقةً، وبدأت مشروعي منذ حوالي الشهر ونصف الشهر، وأسميته "cactus shop" - "محل الصبارة"، بدأت جلب المواد الأولية وزراعة الصبار في أصص ملونة، وصممت صفحة خاصة بالمشروع على موقع "الفيسبوك" وعرضت المنتجات عليها مرفقة بالأسعار، أحب الناس الفكرة وبدؤوا التواصل معي للحصول على الصبارات التي أعجبتهم، ثم بدأت تصميم الأصيص بالطريقة التي يرغب بها الزبون، وكبر المشروع شيئاً فشيئاً وتواصل معي الناس حتى من خارج مدينة "طرطوس"».

"سالي عيسى"

وتشرح "سالي" للمدونة عن المبيعات وتأثير التسويق والبيع الإلكتروني على المشروع: «المبيعات جيدة لكون المشروع في بدايته؛ خاصة أنه لم يكن ربحياً في انطلاقته الأولى بقدر ما كان نابعاً من حبي للعناية بالنباتات ورغبتي بامتلاك محلي الخاص، واخترت الصبار بوجه خاص لأنه عالم جميل وواسع جداً، وهو كنبات يعيش سنوات طويلة وزهوره بغاية الجمال مع أن عمرها قصير. أما بالنسبة للتسويق عبر الإنترنت فمن مزاياه القدرة الكبيرة على الانتشار والوصول إلى أكبر قدر ممكن من شرائح المجتمع، والقدرة على تقديم المعلومات الكافية المفصلة حول الصبارة التي يراها في الصورة، إضافة إلى سهولة التواصل مع الزبون لتصميم الصبارة بالطريقة التي يريدها وبالألوان والتصميمات التي يطلبها.

ولكن أكثر المشكلات التي تواجهني عندما أعرض منتجاتي بهذه الطريقة هي أن أكثر الزبائن يرغبون برؤية الصبارة أمامهم؛ فكثيراً ما يحصل أن يعجب الشخص بالقطعة لكنه يتردد في الشراء قبل رؤيتها، وهذه هي المشكلة الوحيدة التي وجدتها في التسويق عبر الإنترنت؛ لهذا فإن فكرة تحويل المشروع إلى محل على أرض الواقع قائمة دائماً للتطبيق في المراحل القادمة، إلى جانب رغبتي بإدخال فن الرسم بالخط العربي على الأصيص، وغيرها من الخطط التي سأعمل على إضافتها وتطويرها في المستقبل، وسأحاول المحافظة على الأسعار المقبولة قدر الإمكان».

أشكال ملونة وجذابة من الأصص مع السعر الخاص بكل منها

وحول كيفية زراعتها للصبار تقول: «بحثت عن مصدر أتعاون معه للحصول على النباتات، وتعلمت كيفية زراعتها والعناية بها في بيئة مناسبة، بدايةً كنت أشتري الصبار جاهزاً وبعد فترة تعلمت كيف أجعله يتكاثر، وأحياناً أعتمد على زراعة البذور، لكن هذه الطريقة تحتاج إلى وقت للحصول على نتائجها، وأحاول دائماً اختيار صبار متميز عما هو منتشر في السوق، وأحرص على صناعة الخلطة المناسبة للتراب».

وتكمل بالقول: «مؤخراً انتشر الصبار كثيراً في الأسواق، لكن إضافة إلى التسويق الإلكتروني فإن التميز الذي أحرص عليه في مشروعي يكمن في طريقة التقديم والتزيين؛ حيث أنوّع في اختيار الأصص ما بين الزجاج والفخار والقش والخشب والميلامين والبورسلان وأحواض السمك وغيرها، وأزينهم بجمل وكتابات حسب طلب الزبون، كما أختار الأحجار الملونة لأغطي بها التراب بطريقة منسقة وجذابة تتناسب مع القطعة ككل».

صبارة مزروعة في أصيص بشكل حوض سمك

وتقول "مي محفوض" إحدى "الزبونات" التي تعاونت مع "سالي": «هذا المشروع متميز جداً؛ فأغلب الناس يعتقدون أن الأساس في هكذا مشروع هو المكان، لكن "سالي" تغلبت على عقبة المكان في الوقت الحالي، وأثبتت قدرتها على النجاح معتمدةً على صفحة للمشروع على موقع "الفيسبوك"، وأثناء بحثي عن هدية وجدت في الصبارات التي تصممها "سالي" جمالاً وتنسيقاً وأسعاراً مقبولة بذات الوقت، والأمر الجميل أنها تصمم الأصيص بالطريقة التي يطلبها الزبون؛ حيث يختار شكل الصبار الذي يريده وشكل ولون الأصيص، ويحدد ما يرغب بكتابته من عبارات على الأصيص، ووجدت تعاوناً كبيراً من "سالي" التي تسعى بسعادة إلى تحقيق رغبة الزبون بالكامل؛ فيحصل على هدية يشعر وكأنه صممها بنفسه. وبالنسبة لي لم تنته الأمور بمجرد شرائي للصبار وإنما استمرت "سالي" بتقديم المساعدة لكيفية العناية بها فيما بعد؛ الأمر الذي أشعرني بأن العملية ليست تجارية بحتة».

وتضيف: «تحرص "سالي" أثناء تسليم الصبارة أن تلتقي الزبون في مكان لا يبعد عنه كثيراً كي لا يرتبك في الحصول على القطعة، ولكيلا يشعر بالقلق حيال عملية الشراء عبر الإنترنت؛ كل هذه التسهيلات المقدمة للزبون تشعره بالراحة، وتبعده عن الأجواء الحذرة التي تسود عادةً بين التاجر والزبون، فيلمس المحبة الكبيرة التي تبديها "سالي" أثناء عملها والعناية والاهتمام اللذين تغدقهما على كل قطعة؛ فيجدها تعتني بالتفاصيل بكل دقة ورعاية في محاولة للوصول دائماً إلى الأفضل».