حدّث "عثمان يمق" حرفة تنسيق الصدفيات التي ورثها عن أجداده، وأدخل إليها تنسيق طوق الياسمين السوري، ليكون مواكباً للتنسيقيات الجديدة الخاصة بالإكسسوارات التزيينية.

منذ ما يقارب نصف قرن وأبناء "يمق" يعملون بحرفة تنسيق الصدفيات بأيدٍ وخبرات أروادية، محافظين على حرفتهم المتوارثة، التي أدخلوا إليها الروح السورية، لتدخل كل منزل في مختلف أصقاع العالم على حد قول الحرفي "عثمان عبد الرزاق يمق" الوريث الحالي لهذه الحرفة، وهنا قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 حزيران 2015: «تعد حرفة تنسيق الصدفيات من الحرف الأروادية الأصل منذ ما يقارب خمسين عاماً، وتوارثناها عن جدنا الأول "عثمان مصطفى يمق" الذي يعدّ شيخ كار هذه الحرفة، وهذا كان دافعاً كبيراً لنحافظ عليها ونستمر بالعمل بها إلى يومنا هذا، وطورناها عبر مختلف الأجيال التي حملت رايتها، وبالنسبة لي أضفت إليها بخبرتي مشغولات صدفية لم تكن تستعمل في السابق، ومنها على سبيل المثال لا الحصر طوق الصدف الذي استوحيت فكرته من طوق الياسمين السوري، فأصبح تذكاراً يقتنيه كل محب وعاشق لذكرى طيبة من "طرطوس" وخاصة جزيرة "أرواد"، ومنهم السياح، حيث لاقى رواجاً بينهم».

جذبني كثيراً شكل الصدف المنسق بطريقة جميلة، وكأنه إكسسوار، فاشتريت منها طوق الصدف وارتديته، وأنا سعيدة به

ويضيف عن التطور الذي أدخل إلى حرفة تنسيق الصدفيات عبر الجيل الجديد العامل بها: «لم يكن العمل بالحرفة سابقاً كما هو حالياً، حيث كان يدوياً بالكامل، أما الآن فقد أدخلنا إليه الآلات التي تشرف عليها الخبرات البشرية، أي إن العمل ليس آلياً بالكامل، وإنما نصف آلي، حيث لا غنى عن العمل الحرفي اليدوي. ويتجلى العمل الآلي بعملية ثقب الصدف، وهو ما وفر الوقت خلال العمل، ودفعنا لابتكار "موديلات" جديدة بالمطلق تناسب الوقت الحالي».

مشغولات صدفية

الأفكار هي وليدة الحاجة والحالة، وهنا قال: «كل صدفة لها شكلها الخاص الذي أوجدها الله به، لكنها لو احتاجت إلى تعديل فهي دليلي لهذا التعديل، حيث أستوحي من شكلها الأولي الشكل الجديد، أي إنني أجري عليها بعض التعديلات البسيطة التي تحافظ على كيانها، فتغدو أكثر جذباً ومواكبة للأذواق، حتى إنني أصنع بالصدف قطعة أو شكلاً يستهويني بغرابته أو جماليته، ومنها الإكسسوارات التزيينية الخاصة بالشابات والفتيات بمقتبل العمر، وخاصة منهم المهتمون بالتميز، واللافت بالأمر أننا وصلنا إلى حوالي 2000 موديل جديد، بعدما كان عددها لا يتجاوز العشرة فقط».

والمحافظة على الحرفة كانت بالنسبة للسيد "يمق" كالمحافظة على التاريخ، وهنا قال: «نحن نعدّ الوحيدين المصنعين للصدفيات وقد ورثنا العمل من الأجداد، أو من أصحابها الحقيقيين، وهم أبناء جزيرة "أرواد"، بينما بقية العاملين بها فقد حصلوا عليها من أجدادنا الذين امتهنوها منذ القدم».

خلال المهرجان

وفي لقاء مع الطفلة "ميرنا علي" إحدى مقتنيات طوق الصدف قالت: «جذبني كثيراً شكل الصدف المنسق بطريقة جميلة، وكأنه إكسسوار، فاشتريت منها طوق الصدف وارتديته، وأنا سعيدة به».

أما الشاب "يوسف نده" فقال: «أتمنى أن تستمر هذه الحرفة بالعمل، لأنها تاريخ وهوية لأبناء جزيرة "أرواد"، واللافت بالأمر التشكيلات الجديدة التي أراها، والتي يمكن أن تكون زينة لكل منزل، وهذا دفعني لاقتناء تذكار سأضعه في صدر المنزل ليزينه».

الطفلة ميرنا علي ترتدي طوق الصدف

يشار إلى أن اللقاء تم خلال "المهرجان الدولي الأول للزهور بطرطوس"؛ الذي أقيم خلال شهر أيار 2015 في "حديقة الباسل".