أدرك الخطاط "زكريا عمار" نسب وتناسب شكل الحرف العربي ضمن اللوحة الفنية، فأنتج لوحاته وفقاً لذلك، منها لوحة "البسملة"، فزينها بزخارف عربية على الخشب.

لم يكن العمل بالخط العربي وتشكيلات الحرف وليد يوم، ولن يكون مرتبطاً بزمن كذلك، وهنا قال الخطاط "زكريا عمار" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 حزيران 2015: «البدايات كانت منذ الصغر، بفضل أخي الكبير الذي علمني المبادئ الأساسية لكتابة الحرف بمختلف أساليبه وأشكاله، فنحن نهتم بالحرف كثيراً، ونعدّ أنفسنا من عشاقه، وعشاق اللغة العربية التي لا يمكن أن تحفظ إلا بهذا الخط العربي بمختلف تشكيلاته، فهو حاميها وحاملها عبر قرون، والله سبحانه وتعالى حفظ القرآن به وقدمه لنا بمضمونه.

لوحات الخطاط "زكريا" جميلة وتحمل بين طياتها الطابع الشرقي الذي يحاول بعضهم تغييبه، وهي مهارة وبادرة جيدة منه أن يساهم بمتابعة إحياء الخط العربي

فالخط العربي برأيي رسالة حضارية وإنسانية، ورسالة فنية كذلك، تجمع العلم والحضارة بتشكيل الحرف، وهذا كان دافعاً كبيراً بالنسبة لي لتعلم فنون الخط العربي، إضافة إلى أنني وعائلتي من هواة الأدب والثقافة، وهو حاضن للثقافة ويحتوي الفن، فتعلمته منذ الصغر وتعبت كثيراً حتى وصلت إلى هذه المرحلة التي أسعى للتجديد الدائم بها».

لوحة البسملة من أعمال الخطاط زكريا

ويتابع الخطاط "زكريا": «مهما تعددت سنوات العمل بالخط العربي لا يمكن الإحاطة به، وهذا يشعرني دوماً بالتقصير تجاهه، فأسعى إلى التجديد، إضافة إلى أن الحرف العربي لا يعطي كماله وجماله لأحد، فكلما وصلت إلى مرحلة أشعر بأنني ما زلت بنقطة الصفر، وأن الخط العربي قد سبقني بكثير».

لكل حرف شخصيته وكيانه المميز الذي يعبر عن قصة ورواية، وهنا قال: «تعاقب على كتابة الحرف العربي كثيرون من الخطاطين، حتى وصل إلينا بشكله الحالي، وكان هذا وفق ميزان يتناسب فيه الطول مع العرض، والشكل مع المحتوى والرسالة، وهذا خلق لدي فكراً خاصاً بالعمل، دفعني لإضافة الكثير من ذاتي خلال مراحل كتابته وتشكيله بمهارتي اليدوية.

من أعمال الخطاط "زكريا عمار"

فعلى سبيل المثال لوحة "البسملة" التي شاركت بها بمعرض "تحية إلى روح فريد سويدان"؛ الذي أقيم الشهر المنصرم في ثقافي "بانياس"؛ تعدّ شكلاً وميزاناً جديداً للخط والحرف العربي، لأنه يكتب للمرة الأولى بهذه الطريقة وهذا التشكيل، وساعدني على ذلك إتقاني لميزان الحرف والنسب الخاصة به وتناسبه مع محيطه، إضافة إلى تناسب الطول والعرض.

فأدخلت الخشب الحر إلى التشكيل عبر اللوحة الفنية، لأنه شيء من التراث، وهو أفضل من بقية التشكيلات الفنية، وهذا الخشب مصنوع بطريقة حرفية يدوية تتناسب وتشكيل اللوحة أساساً، لتكون متكاملة برأيي».

الخطاط "نداء سويدان" قال: «لوحات الخطاط "زكريا" جميلة وتحمل بين طياتها الطابع الشرقي الذي يحاول بعضهم تغييبه، وهي مهارة وبادرة جيدة منه أن يساهم بمتابعة إحياء الخط العربي».