تمكن الصياد "محمد درباك" من تغيير روتينه اليومي الذي لازمه أكثر من ثمانية أشهر، باصطياده ثلاث سمكات قرش ضخمة باعها بحوالي خمسة وستين ألف ليرة سورية.

مدونة وطن "eSyria" زارت ساحة السمك في مدينة "بانياس" بتاريخ 16 حزيران 2015، والتقت "محمد درباك" صائد أسماك القرش، فحدثنا قائلاً: «اصطدت ثلاث سمكات دفعة واحدة في موقع "سهم البحر"، الأولى منها والأكبر حجماً وعمراً طولها حوالي خمسة أمتار، وعرضها حوالي المتر، ووزنها حوالي 400 كيلوغرام، ولونها بني مميز، وأسنانها حادة جداً، وفكها كبير وقوي، ومعروف أنها تتغذى على الأسماك البحرية التي تعيش في الأعماق.

هذه السمكة الأنثى بلدية وغير مهاجرة، وأنتجت حوالي 220 كيلوغراماً من اللحم الصافي، بيعت في محافظة "اللاذقية"، وبلغت فاتورة الثلاث حوالي خمسة وستين ألف ليرة سورية، وهي كفيلة لتعويض بعض الخسائر من رحلات سابقة، لذلك بادرت فوراً لإبلاغ زوجتي لتسعد مع بداية شهر الخير والرحمة

وتم اصطيادها بواسطة شرك طوله حوالي 2000 متر يضمّ حوالي 200 سنارة كبيرة مصنوعة من المعدن القوي ليتحمل مقاومة الأسماك الكبيرة، علّق عليها طعوم من أسماك "النايلون والزمبيات"».

في ساحة السمك

ويتابع صائد أسماك القرش: «بعد اصطيادها وجرها نحو المركب، علقت في "خياشيمها" "شنكل" معدني قوي "غرش" لرفعه من المياه، لكن حجمها الكبير تطلب مني استدعاء بعض الصيادين للمساعدة برفعها، حيث ظهرت كل قوته ومقاومته، وهو ما اضطرني لوضع حبل آخر حول رقبته ليساعدنا في الرفع ويخفف من حركته القوية، وهذا أخذ منا حوالي الساعة حتى انتهينا.

أما السمكتان الباقيتان فهما صغيرتان نوعاً ما، ووزن كل منهما حوالي خمسين كيلوغراماً تقريباً، لكنهما من ذات النوع، طول الواحدة منهما حوالي مترين وأربعين سنتيمتراً، والعرض حوالي أربعين سنتيمتراً».

على ظهر المركب

ويضيف: «هذه السمكة الأنثى بلدية وغير مهاجرة، وأنتجت حوالي 220 كيلوغراماً من اللحم الصافي، بيعت في محافظة "اللاذقية"، وبلغت فاتورة الثلاث حوالي خمسة وستين ألف ليرة سورية، وهي كفيلة لتعويض بعض الخسائر من رحلات سابقة، لذلك بادرت فوراً لإبلاغ زوجتي لتسعد مع بداية شهر الخير والرحمة».

وخلال زيارتنا سوق السمك التقينا "سليمان العتم" صاحب مزاد سمك في الساحة، الذي يعد مرجعية بالنسبة للصيادين، حيث قال: «حالة الصيد اليوم مميزة جداً، لكنها ليست جديدة على الصياد "محمد درباك"؛ فهو مختص بهذا النوع من الأسماك الكبيرة، ويعمل على اصطيادها بشباكه المخصصة حوالي ثلاث مرات كل عام.

محمد درباك

وهذا النوع من الأسماك لا نراه عادة في المياه خفيفة الأعماق، إنما يعيش في أعماق تزيد على الألف متر، وفق درجات حرارة متدنية تصل إلى حوالي العشرين درجة تقريباً، لكنها تدخل إلى المياه الخفيفة في شهر أيار تقريباً لإتمام مراحل التزاوج والولادة، وتبقى فيها حتى شهر آب، حيث تختار مناطق بحرية قاعية ضمن المياه الخفيفة لتتناسب وحركتها وأحجامها الكبيرة».

ويقول "محمد بري" أحد الصيادين المتواجدين في الساحة: «منهم من يقول إن أسماك القرش المعروفة في مياهنا لونها أزرق، أما هذا القرش فلونه بني مميز، وهو غير أصلي أي نوع هجين، ونطلق عليه اسم "مبيليط" نسبة إلى بطنه الكبير الرخو، وقلما نرى مثله أو أحداً يختص باصطياده، لأن عملية اصطياده مكلفة جداً تصل إلى عشرات الآلاف، وربما تكون من دون جدوى لرحلات عدة، فهي أرزاق من السماء، لكن الصياد "درباك" كان موفقاً في هذه الرحلة، وستعوضه عن رحلات سابقة».