طور الحرفي "لؤي حلواني" ما ورثه عن أجداده في صناعة الحلاوة التي بدأت من المحمصة اليدوية والرحى الحجرية في "مئذنة الشحم"، لتبقى أسرته في صدارة مصنعيها بـ"سورية".

لم تغب الخصوصية الدمشقية في عمل الجد "محمود حلواني" كأول حرفي يعمل بصناعة الحلاوة الطحينية في "سورية"، وبادر إلى وضع اللمسات النهائية كما أسماها "لؤي حلواني" أحد أحفاده لعلامته التجارية الصناعية "الخاروف"، لتبقى الحرفة التي تناقلتها حتى يومنا هذا أكثر من أربعة أجيال، مواكبة لكل تطور، وهنا قال السيد "لؤي حلواني" خلال لقاء مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 1 أيار 2015، خلال مشاركته بفعاليات مهرجان التسوق الذي أقامته غرفة صناعة "دمشق وريفها": «بدأ جدنا الأول "محمود حلواني" صناعة الحلاوة الطحينية بعد أن تعلم الطريقة من مختصين بها في دولة مجاورة، بطبخة صغيرة كتجربة، حضر لها السمسم المحمص يدوياً، وطحنه بواسطة الرحى الحجرية اليدوية أيضاً، وأضاف إليها المقادير كـ"شرش" الحلاوة ودبس العنب، وبعدها تحول إلى استخدام السكر المغلي، وأوجد سوق التصريف لها ضمن محله القديم في منطقة "مئذنة الشحم"، وهنا قرر الاختصاص والعمل بها كحرفة يعتاش منها وأسرته».

أحب الحلاوة كثيراً، وأستمتع بتناول هذا النوع، لأن طعمها اللذيذ وطراوتها تناسبني كثيراً خاصة أن أسناني ليست أساسية

وتابع: «طور جدي "محمود" عمله بحسب السجلات الشخصية للعائلة، وذلك بعد تنامي عمله ورواجه بين الناس، وبدأ تحميص السمسم على الحطب الذي يقطعه من الطبيعة، واستخدم المكسر الخاص بالزيتون الذي تديره المواشي لطحن السمسم، وتابع مراحل العمل بدقة وأضفى عليه الصفة الدمشقية عبر نسبة الحلاوة في المنتج النهائي والطراوة التي عمل عليها، ليكون بهذا الأمر قد حسن المنتج الأساسي كمنتج سوري مئة بالمئة، وهذا وفقاً للذوق السوري، وانتقل إلى محله الجديد في "دمشق القديمة"، ومجمل هذه التفاصيل في عام 1830، وكان في الثانية والعشرين من عمره، ليكون أول حرفي صناعي يعمل بصناعة الحلاوة في "سورية"، وتحول هذا العمل الحرفي في وقتنا الحالي إلى معامل بمواصفات ميكانيكية وإنتاجية عالمية».

محل "الحلواني" لبيع الحلاوة في مئذنة الشحم

وفي لقاء مع "وسام محمد" من زوار السوق قالت: «يكفي أن ندرك تفاصيل انطلاقة هذه الحرفة لندرك الذوق الدمشقي فيها، ولذة طعمها، فهي منتج بدأ الدخول إلى "سورية" من أقدم أسواقها السورية، وبعد تجربتي لها لن أشتري سواها».

أما "عزيز محمد" فقال: «أحب الحلاوة كثيراً، وأستمتع بتناول هذا النوع، لأن طعمها اللذيذ وطراوتها تناسبني كثيراً خاصة أن أسناني ليست أساسية».

صورة العبوة المعدنية التي كانت تستخدمها حلواني إخوان لتعبئة الحلاوة