الخروج عن المألوف حركة فنية تميزت بها الفنانة "فاتن أحمد"، وقدمتها بأعمال فنية حرفية مشغولة بألوان زيتية على القماش والفخار، وكأنها تريد بها تأصيل الفن الشرقي بمعرضها.

الفنانة "فاتن أحمد" خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 2002، يحز بداخلها أمر مهم، بدأت الحديث عنه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 آذار 2015، فقالت: «خلال دراستي الأكاديمية لم أجد ما يخص العرب وأسلوبهم في المجال الفني، وهذا الأمر أعده تجنياً علينا كعرب، وكأننا لا نملك هوية فنية، وهذا حرض مهاراتي ومخزوني البيئي الشرقي لابتكار أسلوب فني يحاكي بقيمته الفنية تراثنا الحضاري، وهي خطوة جريئة برأيي ترددت فيها كثيراً ولكنني فعلتها، فالخروج عن التقليدي والمألوف صفة للفنان وفرصة ليخلق مساحة ومكاناً خاصاً به ضمن الساحة الفنية».

نحن لا نلقى أي دعم أو تعويض عن مشاركاتنا الفنية، رغم الوعود قبل المشاركة، المبنية على علم ويقين بتكلفة المشاركة بالنسبة للفنان، وهذا تجلى بمعرض التراثي الشعبي الحالي الذي ترعاه وزارة الثقافة

وقد كان للبيئة الاجتماعية الدور الكبير في حياتها الفنية التي تمارسها يومياً بكل شغف، وهنا قالت: «أنا ابنة بيئة اجتماعية فنية بامتياز، وشغفت بالفن منذ الصغر، حتى حققت المركز الأول على مستوى المحافظة، والمركز العاشر على مستوى القطر بثانوية الفنون النسوية، وهو ما أهلني للدراسة الجامعية الاختصاصية، وبها حققت حلم الطفولة وأصبحت فنانة أشارك بالمعارض الفنية برؤى وأفكار فيها سمة الشخصية والتفرد الفني».

لوحة الصياد الواقعية

إلا أن المشاركة بالمعارض الفنية والحرفية أمر مكلف بالنسبة للفنانة "فاتن"، وهنا قالت: «نحن لا نلقى أي دعم أو تعويض عن مشاركاتنا الفنية، رغم الوعود قبل المشاركة، المبنية على علم ويقين بتكلفة المشاركة بالنسبة للفنان، وهذا تجلى بمعرض التراثي الشعبي الحالي الذي ترعاه وزارة الثقافة».

"فاتن أحمد" فنانة تشكيلية أكاديمية، وحملت صفة الحرفية نتيجة تناغم أعمالها الفنية مع الحرفة اليدوية، وهو ما ظهر للمتلقي في مشاركتها بمعرض "مهرجان التراث الشعبي"، وهنا قالت: «قدمت في معرض التراث الشعبي سبعة أعمال فخارية تداخلت فيها الألوان الزيتية، وخمس لوحات زيتية، وهو تنوع أردت به العنوان العريض للمعرض وهو "التراث الشعبي"، فالفخاريات التي قدمتها من إبداع التراث، مازجت معها وعليها الألوان الزيتية وفق رؤى أكاديمية وأسلوب فني جديد يعتمد على تداخل العمل الحرفي مع العمل الفني بالألوان الزيتية.

فخارية تراثية

إضافة إلى تجسيد بعض التفصيل يدوياً على السطح الغرافيكي للوحة الزيتية، كوجود شباك الصيد الحقيقية التي يمسكها الصياد، والقبعة الصوفية التي يرتديها».

وفي لقاء مع "سارة زيوت" إحدى الحضور قالت: «وجدت في هذه اللوحات الزيتية المعروضة طاقة حرفية هائلة تعبر عن التراث الشعبي الذي ننتمي إليه، والأسلوب الذي ظهر في الأعمال أراه لأول مرة ضمن الفن التشكيلي، وتقديمه في معرض مشترك خطوة جريئة، سررت بالاطلاع عليها».

الشابة سارة

أما الحرفية "فتاة منصور" فقالت: «أعمال الفنانة "فاتن" متميزة بالفكرة الجديدة التي تعمل على إبداعها، وهي إدخال الواقعية متمثلة هنا بشبكة الصيد الطبيعية ضمن لوحة رسم زيتي؛ وهو ما أعطاها صفة الحرفية كعمل فني، وهذا الأسلوب جديد بالنسبة للرسم الزيتي، علماً أنه يوجد بعض الفنانين أدخلوا إلى اللوحة الزيتية قطعاً قماشية، ومن ثم عملوا بالرسم فوقها، على عكس هذا الأسلوب تماماً».

يشار إلى أن معرض التراث الشعبي الذي تشارك به الفنانة الحرفية "فاتن أحمد" افتتح بتاريخ 15 آذار 2015، في صالة المعارض بـ"طرطوس القديمة"، واختتم بتاريخ 19 آذار 2015.