تحدّت الحرفية "نسرين إبراهيم" ضعف تسويق المشغولات الصدفية في الفترة الراهنة واستمرت بالإبداع اليدوي، لأنها تجد فيه تفريغاً لشحنات إيجابية وطاقة مكنونة تبحث عن التوظيف.

والعمل بحرفة تنسيق الصدفيات بالنسبة للحرفية "نسرين إبراهيم" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 16 آذار 2015، ليس وليد يوم أو اثنين بل هو وليد سنوات طويلة، وهنا قالت: «بدأت حرفة تنسيق الصدفيات منذ حوالي عشر سنوات، وتعلمتها من أسرة زوجي المهتمة والعاملة بها منذ عدة عقود، كحرفة متوارثة في العائلة، حيث غدت مورداً مادياً جيداً يمكن الاعتماد عليه في مواسم معينة يكثر فيها الزوار والسياح من خارج المحافظة، علماً أنها تعاني الضعف في هذه المرحلة، نتيجة الأزمة الحالية».

قدمت مجسماً لطائر الطاووس، وهو عمل حرفي مؤلف من حوالي عشرين قطعة صدف متناسقة الشكل والحجم، ومركبة مع بعضها بعضاً بواسطة السيليكون

وحرفة تنسيق الصدفيات برأي الحرفية "نسرين" إبداع فني لأنها أحد الفنون التي تحتاج إلى فكر متقد وولع بصري بالجمال، مضيفةً: «هي حرفة تعتمد على الدقة في العمل والمهارة لدى من يعمل بها، وتحتاج إلى إحساس عالٍ ومرهف، لأن الجمال البصري أساس الجذب فيها، فجميع الأعمال الحرفية الناتجة عنها بالنسبة لي هي من نسج خيالي، وليست انعكاساً لأعمال شاهدتها أمامي بصرياً، ليأتي دور تطبيق الصدفيات يدوياً على الخشب بطريقة حرفية إبداعية سمتها الأساسية المهارة».

لينا إبراهيم

إضافة إلى أن سر التميز بالنسبة لها رغم أنها حرفة شبه شائعة بالمحافظة، هو الابتكار المتجدد والصبر، وهنا قالت "نسرين": «يجب خلق حالة تميز فردية لكل حرفي، وهذا أمر حاولت التمكن منه بالصبر و"طول البال"، لإنتاج أعمال صدفية مميزة أدخلت إليها الأصداف الملونة والرمل البحري الأحمر ومادة اللكر، حيث أقدم منها علب المحارم وما يعرف بصواني الضيافة وصناديق المكتنزات الثمينة».

وعن أهم ما قدمته في معرض التراث الشعبي قالت: «قدمت مجسماً لطائر الطاووس، وهو عمل حرفي مؤلف من حوالي عشرين قطعة صدف متناسقة الشكل والحجم، ومركبة مع بعضها بعضاً بواسطة السيليكون».

طائر الطاووس

وفي لقاء مع الشابة "لينا إبراهيم" زائرة لمعرض "مهرجان التراث الشعبي" ومقتنية منه، قالت: «من خلال اقتنائي لبعض القطع الصدفية وتعريف الأصدقاء والمعارف بها في محافظة "اللاذقية" أساهم بالترويج لهذه الحرفة المرتبطة بالساحل السوري، وأشجع على الاقتناء منها، وهي خطوة كما أراها جيدة في مجال التسويق لهذه الحرفة خارجياً».

أما السيدة "فكتوريا عروس" إحدى الحضور فترى أن المشغولات الصدفية مثيرة للفضول والاهتمام، خاصة أن مراحل العمل بها كما تراها تحتاج إلى دقة متناهية وحرفية عالية، وهذا أمر مشجع على اقتناء الأعمال.

من أعمالها

يشار إلى أن جناح تنسيق الصدفيات للحرفية "نسرين إبراهيم" هو ضمن أجنحة معرض "مهرجان التراث الشعبي"، الذي افتتح بتاريخ 15 آذار في صالة "طرطوس القديمة"، ويستمر لغاية 19 آذار 2015.