رغم صعوبة مراحل تصوير فيلم "دو مي صول" المقتبس بجزء منه من قصة واقعية وبجزئه الآخر من الشغف بالآثار؛ تمكنت "غادة زغبور" من إنهاء مشاهده الأخيرة بنجاح.

مدونة وطن "eSyria" تحدثت مع المخرجة "غادة زغبور" بتاريخ 24 أيلول 2014، لتوضح لنا بداية فكرة الفيلم، فتقول: «تدور الأحداث حول تحدٍ واقعي يقع فيه شاب موسيقي، يعاني من مرض زوجته، وتعرض عليه إغراءات في منتهى الخطورة، فهل يبيع وطنه؟ هنا التداعيات تأتي بأشكال شتى، جعلت من طاقم الفيلم يستجيب للطريقة التي أحببت أن ينجز بها الفيلم، كما كان لانضمام الأستاذ "رضوان جاموس" فائدة بالاستشارة الدرامية للفيلم».

تم التصوير في منزل السيد "محمد علي"، و"مستشفى الباسل"، وشاطئ البحر، والمتحف، وأزقة المدينة القديمة

وتتابع، فتقول: «القصة أتت من شغفي بالآثار، واعتزازي بماضيي وتراث أجدادي وحزني العميق لما آلت إليه، وحضوري لورشة عمل حول إدارة وتطوير المواقع الأثرية في "عمريت" و"طرطوس القديمة" و"أرواد"، التي أفرزت توصيات تخولها أن تضعهم على لائحة التراث العالمي، وإنما باءت بالفشل، وهذا ما دفعني لإلقاء سيناريو في المؤسسة العامة للسينما، حيث تمت الموافقة.

خلال مراحل التصوير

جزء من فيلم "دو مي صول" مستوحى من حياة الموسيقي "عبد الله خضور" العصامي الذي رفض الكثير من مغريات الحياة، كما أن العنوان هو اسم مشغله، وجميعنا آمنا بفكرة الفيلم وخصوصاً في الفترة الحالية التي نعيش فيها صراعاً على البقاء في زمن تدمر آثارنا وتنهب ويمحى ماضينا أمام أعيننا، لذلك لم أواجه أية مشكلات مع الأهالي خلال التصوير، بل على العكس كانت الشهامة عنواناً مميزاً».

تعدد أمكنة التصوير بحسب رأي المخرجة "غادة" صعّب تنفيذ مراحل التصوير، إضافة إلى ضيق الوقت وانقطاع التيار الكهربائي: «تم التصوير في منزل السيد "محمد علي"، و"مستشفى الباسل"، وشاطئ البحر، والمتحف، وأزقة المدينة القديمة».

الممثل رضوان جاموس

وفي لقاء مع الممثل والمسرحي "رضوان جاموس" قال: «قدمت شخصية الجد التي أحببتها وعشقتها وتماهيت معها وجسدتها في الفيلم القصير، وهي شخصية كانت قد عاشت في أزمنة وأمكنة مختلفة، استحضرها الحفيد من ذاكرته، استحضر جده وتذكر نفسه معه عندما كان صغيراً، وتذكر الأرجوحة والزواريب الضيقة في "طرطوس القديمة"، والأقواس الحجرية، والطائرة الورقية، والبحر، والصخرة التي جلسا فوقها.

وهنا تحول الجد بنظر الحفيد إلى فكرة وقيمة، وهذا ما حاولت أن أنقله عبر العلاقة مع الكاميرا والمكان والحفيد بطبيعة الحال، فاستحضرت ما لدي من قدرات ذهنيه ونفسية وجسدية للتعامل مع هكذا دور.

في طرطوس القديمة

وهذه التجربة إضافة جديدة لي أغنت توقي المعرفي، وأضافت إلى مخزوني الحياتي والفني الشيء الكثير».