بعد انقطاع "وسيم بلال" سنوات طويلة عن التحصيل العلمي؛ تحفزت طاقاته الفكرية العلمية للحصول على درجة الماجستير في إحدى مسائل المعلوماتية المعقدة منذ الحرب العالمية الثانية.

المساهمة في حل مسألة ساعي البريد الأحادية والمتعددة الأهداف باستخدام بحوث العمليات، هي العنوان العريض لدرجة الماجستير التي حققها الأستاذ "وسيم حبيب بلال" في العام الدراسي 2014، والتي اعتبرتها لجنة التحكيم المشرفة على الرسالة إنجازاً علمياً على مستوى جامعة "تشرين" ضمن مجال تطبيقات المعلوماتية في بحوث العمليات، وللتعرف على هذا الإنجاز العلمي مدونة وطن "eSyria" تحدثت مع الأستاذ "وسيم" بتاريخ 21 أيلول 2014؛ ليوضح بدايةً ما هي بحوث العمليات: «أثناء الحرب العالمية الثانية قامت بعض الدول بالتوجه نحو العلماء للمساعدة بتحقيق جدوى وحلول مثلى لإصابة الأهداف بدقة عالية وبتكلفة مادية أقل، أي بدلاً من إطلاق مئة صاروخ على هدفين لإصابتهما، يجب إطلاق صاروخين فقط لتحقيق الهدف، وهذا الأمر ليس له علاقة بالخراب والدماء وإنما يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحالة الاقتصادية البحتة لتلك الدول وحلفائها، وهو الأمر المهم في درجة الماجستير التي ثابرت لتحقيقها».

أثناء الحرب العالمية الثانية قامت بعض الدول بالتوجه نحو العلماء للمساعدة بتحقيق جدوى وحلول مثلى لإصابة الأهداف بدقة عالية وبتكلفة مادية أقل، أي بدلاً من إطلاق مئة صاروخ على هدفين لإصابتهما، يجب إطلاق صاروخين فقط لتحقيق الهدف، وهذا الأمر ليس له علاقة بالخراب والدماء وإنما يرتبط ارتباطاً مباشراً بالحالة الاقتصادية البحتة لتلك الدول وحلفائها، وهو الأمر المهم في درجة الماجستير التي ثابرت لتحقيقها

ويتابع لتوضيح مضمون رسالة الماجستير، وتميزها العلمي: «خلال الرسالة كان أمامي تحديان؛ الأول نظري لكونها امتداداً لدراسات سابقة، والثاني أنها مصنفة من المسائل المعقدة التي لا يوجد لها خوارزميات تحقق حلاً أمثل، لذلك لجأت إلى خوارزميات ذكية استخدمت خلالها خوارزميات مستعمرات النمل التي تقلد سلوك النمل الطبيعي الذي يفرز مادة كيميائية "الفورمون" لمساراته الطرقية المناسبة؛ ما يعني أن كثافتها على الطرق مؤشر جيد لبقية النمل ليسلك هذه المسارات، على مبدأ أنها المسارات الأقصر لسابقاتها.

الأستاذ وسيم وعلى يمينه الدكتورة لينا

فقمت بمحاكاة هذا السلوك الطبيعي للنمل، وكتابة برامج بلغة ++c وتطبيقها للحصول على نتائج تضاهي نتائج عالمية موثقة علمياً، من حيث الكفاءة وانخفاض التكلفة الاقتصادية، إضافة إلى إنجاز الحل المطلوب بزمن معقول، وهنا يجب توضيح أن ساعي البريد هو إيحاء لهذه الإشكالية التي شكلت معضلة علمية للعلماء والباحثين في العالم حتى الآن.

إضافة إلى أن هذه النتائج تعنى بالجانب الخدمي الاجتماعي والاقتصادي، ويمكن تطبيقها في بيئتنا السورية في مجال النقل والتوزيع مثلاً، ضمن الخطوط البرية والبحرية والجوية، كانطلاق سيارة الإسعاف من المستشفى إلى وجهة محددة بأقصر مسافة وبأقل تكلفة».

خلال أحد المؤتمرات العلمية في جامعة تشرين

وفي لقاء مع الدكتورة "لينا مقدسيان" المشرفة على الرسالة قالت: «بعد انقطاعه الطويل عن التحصيل العلمي، وعمله في "السعودية"، وجد في ذاته قدرات وطاقات تفوق أقرانه في العمل هناك، فعاد للتحصيل العلمي، وحقق إنجازاً يحتسب على جميع المستويات العلمية والفكرية واللغوية والجامعية، فالفكرة جديدة ولم تطرق أو تعالج على مستوى جامعة "تشرين"، حيث إن المساهمة التي تمت بمجال حل مسألة ساعي البريد، كانت تحتوي على جزئية جديدة على مستوى الجامعات السورية، هي التعامل مع حل المشكلات متعددة الأهداف، أي إيجاد عدة حلول توافق الأهداف المطروقة».

يشار إلى أن الأستاذ "وسيم بلال" من مواليد قرية "المنزلة" في مدينة "بانياس"، عام 1968.