عملان تشكيليان "ولادة" و"لقاء" قدمهما النحات "علاء محمد" دلالة على علاقة أهالي "مشتى الحلو" بتراثهم المتمثل بجانب منه بشجرة "دلب" عمرها 700 عام.

شجرة الدلب تلك باسقة في منتصف "مشتى الحلو"؛ وبسابقة غير متوقعة سقط فرع منها بتاريخ 13 حزيران 2013، فاستقى النحات "علاء محمد" فكرة عمله الأول "ولادة" لتكون ولادة حياة فنية فكرية ثقافية تجسدت بملتقى دلبة مشتى الحلو، وعن هذا العمل تحدث السيد "علاء" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 15 آب 2014: «لم يهن على أبناء المشتى فرع شجرة الدلب الذي سقط في منتصف ساحة المشتى، فقرروا المحافظة على الشجرة والعناية بها لأنها تمثل تاريخهم وإرثهم الحضاري، والاستفادة من الفرع الذي سقط ثقافياً بدلاً من تحويله إلى حطب تأكله النيران، فتشكلت لدي فكرة عمل نحتي بالتنسيق مع المحامي "وائل صباغ"، أطلقت عليه اسم "ولادة" وكان عمل بسيط خجول.

بعد الانتهاء من العمل تم وضعه بجانب جذع الدلبة، أما عمل الأستاذ "نزير أبو عفش" فكان بعنوان "ندم" كرمزية لسبعين عاماً من حياته الفكرية الثقافية، قدم له خلال فعاليات الملتقى

أما التشكيل النحتي الثاني فكان بعنوان "لقاء" وهو عبارة عن وجه رجل كهل يحاكي ويصور عمر شجرة الدلبة الأم 700 عام الذي هو جزء منها، إضافة إلى أربعة أشخاص بأعمار متفاوتة يشكلون عائلة صغيرة كرمزية لأسرة المشتى والملتقى، والعمل يبدأ من رؤية واقعية يدخل من خلالها المتلقي بهدوء إلى رؤية تعبيرية تحاكي الفكرة العامة له.

"ولادة"

كما تم تنفيذ نحو ثلاثة وعشرين عملاً نحتياً آخر من بقايا ذات الفرع المنكسر، وزعوا على شعراء ومثقفين بالوطن العربي بانتقائية عالية لقيمة هذه الخطوة في نفوس أبناء المشتى، وممن قدم لهم عمل نحتي الشاعر "نزيه أبو عفش"».

وفي لقاء مع المحامي "وائل صباغ" القائم بأعمال ملتقى "دلبة مشتى الحلو"، قال: «جاءت تسمية أهم عملين نحتيين وأضخمهما "ولادة" و"لقاء" من قيمة هذه الشجرة المكانية والجغرافية والاجتماعية بين أبناء وأهالي "المشتى"، فهي محطة لجميع أبناء المنطقة للاستراحة فيها ومن ثم المتابعة في طريقهم أينما اتجهوا.

النحات علاء محمد مع عمله النحتي "لقاء"

وعمل "ولادة" هو عبارة عن أنثى يدها ممدودة إلى السماء دليل انتصار الإنسانية والحياة فينا، واليد الثانية متدلية نحو الأسفل كرمزية على التشبث بالأرض والبقاء فيها، العمل النحتي فيه ضخامة تعبيرية مقصودة ليكون رمزاً للعطاء، وهذا دليل على أن القادم أفضل، ونحن نرى أن عمر الأعمال من عمر الفرع الشجري الذي نحتت منه وقدر برأي الخبراء بحوالي 365 عاماً بعدد الحلقات أو الدوائر ضمن الفرع».

ويتابع السيد "وائل": «بعد الانتهاء من العمل تم وضعه بجانب جذع الدلبة، أما عمل الأستاذ "نزير أبو عفش" فكان بعنوان "ندم" كرمزية لسبعين عاماً من حياته الفكرية الثقافية، قدم له خلال فعاليات الملتقى».

المحامي وائل صباغ