يهدف مركز البحوث الزراعية في "طرطوس" من خلال تنفيذه للعديد من الدراسات والتجارب والابحاث العلمية إلى تطوير واقع وأساليب الزراعة في المنطقة الساحلية ودراسة المشكلات التي تعترضها وإيجاد الحلول المناسبة لها إضافة إلى ايجاد وابتكار أصناف وبذور ملائمة اكثر لظروف المنطقة وتتمتع بانتاجية عالية.

وأنجز المركز مؤخرا بحثا علميا حول ملاءمة زراعة شجرة الاكدنيا في الساحل السوري شمل أحد أصناف الإكدنيا المطعمة على أصل بذري بواقع 6 أشجار بعمر ثماني سنوات مزروعة في حقل واحد و في ظروف تربة موحدة وبمسافات 5 ضرب 5 أمتار.

ويهدف البحث إلى تفهم طبيعة نمو شجرة الإكدنيا وتحديد مكان تجمع الجذور الأعظمي لها ودراسة آلية نمو المجموع الجذري والخضري خلال موسم النمو في ظروف المنطقة الساحلية اضافة إلى معرفة مدى تأثير الأصل والظروف المناخية والعمليات الزراعية على بيولوجيا الشجرة ما يسهم في معرفة أفضل موعد للتسميد والري والمكان الانسب للزراعة.

وقال "ابراهيم شيحا" رئيس مركز البحوث العلمية الزراعية ب"طرطوس" إن البحث يساعد على تحديد أساليب الخدمة الزراعية المقدمة لها ومواعيد دورات النمو الجذري والخضري للشجرة خلال موسم النمو الأمر الذي يقلل الهدر ويزيد من الجدوى الاقتصادية لبعض العمليات الزراعية مثل التسميد حيث يساعد على تحديد أفضل موعد لإضافتها.

وأضاف أن البحث يتعمق في دراسة الإكدنيا كنوع من أنواع الأشجار المثمرة المؤهلة لزراعتها بمساحات واسعة مستقبلاً في المنطقة مبينا أن أهمية البحث تاتي من كون زراعة شجرة الإكدنيا مربحة وعالية المردود لقلة تكاليفها وسهولة خدمتها ومقاومتها للكثير من الأمراض والحشرات.

وأوضح "شيحا" أن دوافع تنفيذ هذا البحث تتلخص في غياب الأصناف المطعمة ذات النوعية التجارية المرغوبة حيث أن الاصناف المتوفرة حاليا عبارة عن أشجار ذات أصل بذري وعدم ممارسة عملية خدمة هذه الشجرة بطرق علمية صحيحة ما يؤدي إلى انخفاض المردود وزيادة تكاليف الإنتاج. وبين "شيحا" أهمية شجرة الإكدنيا الاقتصادية حيث انها تنضج في فترة تكون السوق الداخلية قليلة الفاكهة أي في فترة انتهاء موسم الحمضيات وقبل بدء موسم اللوزيات إذ أن فترة النضج تكون اعتباراً من منتصف نيسان حتى نهاية شهر أيار لذلك فإن أسعارها تكون دائماً مرتفعة لقلة المنافسة من قبل الفواكه الأخرى .

وبين رئيس مركز البحوث الزراعية ان الثمار تستعمل للأكل الطازج أوالتصنيع مثل المربيات والعصائر أوكثمار محفوظة كما تستخدم كأشجار زينة لتجميل الطرق نظرا لجمال شكل الأوراق والأزهار والثمار.

وقال "شيحا" إن نتائج البحث اكدت ان الظروف الجوية في المنطقة الساحلية تلائم نمو شجرة الاكدنيا حيث يتم انتقال السكريات والعناصر المعدنية من المجموع الجذري للشجرة إلى الأوراق بسرعة.

وتوصل البحث إلى ضرورة إعطاء دفعة من السماد خلال شهر آب ومتابعة عملية التسميد من شهر تشرين الأول حتى كانون الثاني والقيام بالري والتسميد في منطقة التجمع الأعظمي للجذور تحت مسقط التاج لتسريع الازهار ونضج الثمار في النسب العليا.

وتعد الاكدنيا من الأشجار المثمرة مستديمة الخضرة وتزدهر زراعتها في المناطق الدافئة نسبيا وهي شجرة شبه استوائية تنتمي إلى العائلة الوردية وتعرف بأسماء أخرى مثل المشمش الهندي أو البشملة.

وتؤكد معظم المصادر أن موطنها الأصلي المنطقة الشرقية الوسطى في الصين حيث زرعت هناك منذ عدة قرون ثم انتقلت إلى اليابان وانتشرت زراعتها بشكل واسع وأخذت تسميتها بالبشملة اليابانية ثم انتقلت إلى الهند وجبال الهيمالايا.

كما أدخلت إلى جنوب أوروبا وسواحل البحر الأبيض المتوسط كشجرة تزيينية ثم ما لبثت أن أخذت مكانها كشجرة مثمرة لاسيما في فرنسا و إيطاليا وإسبانيا وسورية ولبنان ومالطا ودول شمال أفريقيا.