في بادرة تؤشر إلى إصرار وزارة الاتصالات والتقانة السورية على استكمال التعاون مع التجربة المعلوماتية في جمهورية مصر العربية، أقيم أمس الندوة التعريفية الثانية حول «آليات تنمية قطاع المعلوماتية- التجربة المصرية»،

في مبنى مؤسسة الاتصالات السورية والتي حضرها مختصون من هيئة تنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات في مصر مع مجموعو من المهتمين بهذا القطاع وعلى رأسهم مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ولجنة الشركات في الجمعية. هذا وقد أطلقت وزارة الاتصالات والتقانة منذ مطلع العام الماضي، مجموعة من الندوات وورش العمل بالتعاون مع الجانب المصري، آخرها تناول سبل الاستفادة من التجربة المصرية في ميدان تنظيم قطاع الاتصالات والتشريعات الخاصة في هذا الجانب.كما تم في أيار من العام الماضي توقيع مذكرة تفاهم سورية مصرية تعنى بتأهيل الشركات المعلوماتية المحلية، كما تضمنت إنشاء مركز سوري لتقويم واعتماد البرمجيات، عبر نقل الخبرة المصرية في ميدان «تطبيق وممارسة الأنظمة القياسية ومعايير الجودة» إلى الجانب السوري.

وفي آب الماضي شهدت المؤسسة العامة للاتصالات ورشة عمل خاصة حول تنظيم قطاع الاتصالات تمخضت عن اتفاق سوري مصري بتقديم المشورة الفنية حول آليات «تنمية صناعة المعلوماتية» و«التوقيع الإلكتروني وأثره في إثبات الحقوق والالتزامات» و«الحماية الجنائية» لهذا التوقيع.

التجربة المصرية والتي أثبتت نجاحها وكان لها دور حقيقي في دعم شركات المعلوماتية في جمهورية مصر حيث أن الهيئة المصرية بدأت بدعم خمس شركات وهي الآن تقدم المعونة والاستشارات لأكثر من 23 شركة. الدكتور عماد صابوني وزير الاتصالات والتقانة السوري أكد أن الندوة هي خطوة تخطوها وزارة الاتصالات والتقانة لتحقيق الإستراتيجية التي تبنتها الوزارة تحت عنوان عريض وهو تنمية قطاع المعلوماتية، ومن ضمن هذه الإستراتيجية سيتم تناول قطاع البرمجيات السورية واقعها وآفاقها. صابوني الذي لم يخف الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها السوق المعلوماتي السوري بل أكد أن الجهود لا بد أن تنصب على دعمه بما يعود بالفائدة على القطاع والعاملين فيه.

eSyria التقت المشاركين في الندوة للتعرف على أهمية هذه الندوة وأهمية النتائج والتوصيات التي ستخرج بها. الدكتور عماد صابوني الذي قال لنا: " التجربة المصرية ناجحة وهي تجربة عمرها أكثر من ثمان سنوات قطاع المعلومات السوري يبحث عن نقطة البداية ونحن نهدف إلى النجاح، نحن لن نأخذ التجربة المصرية بل سنعيد تشكيلها بما يتناسب مع حالة البيئة السورية المعلوماتية، سنرى في البداية العناصر التي ستؤدي إلى نجاح التجربة أو فشلها وسنتلافى عناصر الفشل وسنعمل لتحسينها".

أما الدكتور جمال محمد علي رئيس مركز التقييم بهيئة تنمية وصناعة تكنولوجيا المعلومات في مصر والذي حدثنا عن مشاركة الوفد المصري وما سيقدمه للفعاليات السورية العاملة في الميدان المعلوماتي الراغبة في تطوير عملها إضافة إلى أسباب نجاح التجربة المصرية :" هدف الندوة هو نقل التجربة المعلوماتية التي اكتسبتها مصر في الأعوام الماضية، إضافة إلى تقديم كل ما يمكن لنجعل شركات البرمجيات أن تتبع أسلوب العمل الصحيح وذلك باستخدام المواصفات القياسية والمعايير المتعارف أنها على مستوى عالمي. التجربة طبقت في الولايات المتحدة الأمريكية خلال نموذج اسمه نموذج استحقاق القدرات CMMI يتم من خلاله تقييم مستوى أداء الشركة وتصنيف الشركات طبقا لإمكانياتها وللمستوى الفني الذي تقوم فيه بتنفيذ مشاريعها وإدارتها وتقيمها من المستوى الثاني حتى الخامس. التجربة المصرية ارتقت بثلاث وعشرين شركة مصرية أصبح مستواها يرتقي إلى المستوى الدولي، ما فتح أمامها آفاق العمل والمشاركة وبالتالي توسيع حجم أعمالها وإيراداتها".

أما المهندس محمد حمشو رئيس لجنة الشركات في الجمعية السورية للمعلوماتية قال:" تفعيل دور القطاع الخاص مع العام ضروري جدا لأن صناعة البرمجيات لها دور في كل الصناعات الأخرى، الرغبة اليوم في إنشاء هيئة تحت مظلة وزارة الاتصالات ذات إنفاق حكومي وتقدم المعونة للشركات والدعم للشركات، دورنا نحن كلجنة شركات هو تأمين التواصل بين الوزارة والقطاع الخاص للوصول إلى أهداف الشركات وبالتالي تطوير آليات عملها".

حضور كثيف من جانب الشركات العاملة في صناعة البرمجيات في السوق السورية ورغبة حكومية جادة في تقديم الدعم لهذه الشركات ..أسئلة كثيرة ..إجاباتها ستكون عندما نرى وزارة الاتصالات السورية تقطف ثمار جهودها في دعم قطاع المعلوماتية في سورية.