على الرغم من قلّتها في مياهنا البحرية التي يعزيها بعض الصيادين لمواسم الهجرة، تلقى سمكة "الزبيدي" رغبة كبيرة لدى الزبائن في شرائها لنكهتها المميزة عن قريناتها، ودسم لحمها الذي كان سبباً رئيساً في تسميتها.

سمكة "الزبيدي" أو كما هي معروفة شعبياً بين الصيادين "الجمل"، متعددة الأحجام والأوزان، ومع هذا لا تختلف طراوة لحمها تبعاً لعمرها أو حجمها؛ هذا ما أكده الصياد "خالد خليل" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 6 آذار 2017، مضيفاً: «يصل حجم سمكة "الزبيدي" إلى خمسة كيلو غرامات، وهذا يجعلها ذات كثافة لحمية كبيرة تغني في فوائدها وكميتها عن اللحمة الحمراء».

يصل حجم سمكة "الزبيدي" إلى خمسة كيلو غرامات، وهذا يجعلها ذات كثافة لحمية كبيرة تغني في فوائدها وكميتها عن اللحمة الحمراء

ويتابع: «تعيش "الزبيدي" أو "الجمل" في الجونات البحرية؛ أي المناطق البحرية المحمية من التيارات والمعروفة جغرافياً بالخليج، وهي تحب المياه الخفيفة التي يتراوح عمقها ما بين متر وعشرين متراً على أكثر تقدير، وكثيرون من الناس وبعض البحارة الصيادين لا يدركون سمكة "الزبيدي" الحقيقية التي تميزت بلونها الفاتح أو الفضي المتماهي مع اللون الأخضر، وقد يكون هذا له علاقة بعملية البيع؛ لأن هناك أسماكاً تشبه في شكلها "الزبيدي"، والصيادون المحترفون هم الوحيدون القادرون على تمييزها».

محمود

الصياد وتاجر السمك "أحمد موسى"، قال عن شكلها: «مميز من عدة نواحٍ؛ فالناحية الأولى أنها لا تملك الشكل الأسطواني المعروف للسمك، وإنما تأخذ الشكل العريض من أسفل البطن وحتى أعلى الظهر، وهذا لا ينسحب على طول قطرها ابتداءً من الجهة اليمينية وحتى الجهة اليسارية، حيث لا يتجاوز طول هذا القطر سوى 5 سم، وذلك بحسب عمرها.

ومن ناحية أخرى تتميز مقدمة رأسها بجبهتها العريضة المتناسبة مع ارتفاعها العرضي، ووفقاً لهذا أسماها بعضهم "الجمل"».

رائد

ويتابع: «من ناحية أخرى تملك "الزبيدي" دفة قيادة متميزة تتناسب وشكلها، وتتمثل هذه الدفة بالزعنفة الظهرية الطويلة التي يطلق عليها بعض الصيادين "الريشة"، وعددها اثنتان، التي تمكنها من الحركة السلسة جداً في المياه، والمناورة السريعة أيضاً، إضافة إلى التوازن الدقيق المتنافي مع شكلها وحجمها لولا هاتين الريشتين».

تاجر السمك "محمود مراد"، قال: «تتميز بلذة لحمها وبياضها لو تمت مقارنتها من سمكة "السردين" أو "البوري" أو "السكمبري"، وبعضهم يفضلونها على لحم الذبائح لارتفاع نسبة المواد الدسمة فيها. وأكثر الأسواق التي تطلبها هي الأسواق الدمشقية، علماً أن وجودها قليل في المياه البحرية مقارنة مع بقية الأنواع لكونها عابرة ومهاجرة، حيث كانت تأتينا في السابق من الدول المجاورة مثلجة».

أما الصياد "حيدر حيدر"، فقال: «تعيش في المياه الخفيفة، ووجودها قليل في مياهنا البحرية، وبحسب معلوماتي وخبرتي بالصيد هي من أنوع الأسماك التي تتكاثر أينما كان؛ أي إنها تضع بيوضها عشوائياً؛ وهذا يجعلها عرضة للخطر من قبل الأسماك الأخرى التي ترى هذه البيوض وجبة دسمة؛ لذلك لا يسلم منها إلا القليل لينمو ويكبر، حيث تعيش ضمن تجمعات كبيرة؛ أي إنها اجتماعية في طبعها؛ وهذا يجعلها مصدر صيد سهل وبسيط عند رؤية السرب».

الصياد "رائد بشير"، قال عن طريقة صيدها: «تعتمد شباك "التحويق" التي لها شكل شبه دائري عندما تكتمل؛ وهذا يجعل صيدها سهلاً لجميع أفراد السرب الذي يبقى يجول ضمن دائرة موحدة، يعينها وجود السرب أساساً إلى أن تقع في الشباك.

وما يعين وجود السرب السمكي لونه المميز اللامع تحت أشعة الشمس، وموقع وجوده في المياه الخفيفة أيضاً. وهي من أفضل الوجبات لو تم شواؤها على نار هادئة».