تعدّ سمكة "اللمبوك" من الأسماك التي تعيش في الأعماق الخفيفة، ولكنها تدخل الأعماق الكبيرة بحثاً عن الطعام، وتتابع حياتها متخفية أسفل البقايا البحرية وضمن مجموعات صغيرة، وهي تزور سواحل "سورية" تبعاً لحركة سمك "السردين".

إن صيد سمكة "اللمبوك" صيد دسم بالنسبة للصياد "خالد خليل" التاجر في "ساحة السمك" بمدينة "بانياس"، مع أن سعرها يصل إلى 1700 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وهو سعر متدنٍّ مقارنة مع سمكة من ذات فئتها كسمكة "الغزال" أو السفرني"، وذلك لأن حجمها ووزنها يعوض عن سعرها، وهذا ما أدركه بخبرته في صيد وتجارة السمك، مضيفاً لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 8 أيلول 2016: «بوجه عام هذه السمكة لذيذة ودسمة، ويمكن طهوها بحسب حجمها، فعندما يكون حجمها كبيراً يمكن أن تطهى كـ"سمكة حرة"، وعندما يكون حجمها صغيراً تشوى على النار من دون إضافة أي قطع دهنية لها، على عكس سمكة "البلميدا" التي تحتاج إلى قطع دهنية لتصبح دسمة، كما يمتاز لحمها بقربها من شكل قطع التون الكبيرة، ولونها وردي».

شكلها العام كبقية السمك، ولكن الاختلاف يكمن في مقدمة الرأس، حيث تمتلك السمكة جبهة عريضة تجاه الأعلى وضيقة تجاه اليمين واليسار؛ وهذا ما أضعف حركتها ضمن المياه، فاستعاضت عنها بقوتها البدنية وضاعفت السرعة

بعضهم يطلقون على هذه السمكة اسم "شيطان البحر"، وآخرون يسمونها "الخمخوم"، ولكل تسمية دلالة، قال عنها "خالد": «تعيش "اللمبوك" متخفية أسفل بقايا الطبيعة البحرية والحياة الإنسانية وكل ما يرمى في المياه البحرية، وهذا ما يدركه الصيادون ويتوقون لوجودها عندما يرون مثلاً قطعة خشبية في المياه، فهي تعتاش على بقايا البحر والكائنات الحية وغير الحية المتوفرة في المياه، لذلك يطلق عليها بعضهم تسمية "الخمخوم"، كما أنها تبحث عن الأسماك ذات الحركة الجاذبة وتقتنصها كالسمكة الطائرة أو السردين، أو النافق منها».

خالد خليل

ويتابع: «وبعض الصيادين يطلقون عليها اسم "شيطان البحر" لحركتها السريعة، وهي تنطلق بقفزاتها فوق المياه بوجه عام، وقد تكون قفزاتها عدة أمتار فوق المياه البحرية، وهذا دليل على أن بنيتها قوية، حتى إنه خلال عملية صيدها لا يمكن سحبها بسهولة، بل تحاول أن تسير بالعرض لتكون أكثر مقاومة لعملية الصيد والسحب».

الصياد "حيدر حيدر" قال عن طريقة صيد سمكة "اللمبوك": «يمكن صيدها بالصنارة أو ما يعرف بـ"الشلفة" بين شهر آب وشهر تشرين الثاني، حيث يوضع في مقدمة الصنارة المعدنية الطعم، وهو في الأغلب قطعة صغيرة من سمكة "البلميدا" وترمى في المياه، حيث يكون هذا الطعم جاذباً لها، فتعلق بسهولة وسرعة بالصنارة؛ لأنها تحب تناول الكائنات البحرية بشراهة، وتتسابق فيما بينها لتناولها، فهي تعيش ضمن مجموعات صغيرة».

محمود مراد

تاجر السمك "محمود مراد"، قال عن حالة نمو السمكة: «تتعدد أحجام "اللمبوك" وتختلف بين مدة وأخرى؛ لأن نموها سريع ومتزايد إلى أن يصل إلى أحجام كبيرة، حيث يمكن أن يصل وزن السمكة الواحدة إلى ثلاثين كيلوغراماً، وطولها نحو مترين؛ وهذه ميزة تضاف إليها مقارنة مع بقية الأصناف ضمن فئتها».

التاجر "أحمد موسى"، قال: «بما أن السمكة متعددة الأحجام ويمكن أن تكبر كثيراً، يرغب الزبائن بالحجم الصغير ليتناسب وقدرتهم الشرائية، علماً أن طبيعة ونكهة اللحمة لا تختلف مع تغير الحجم، وهذه السمكة لا توجد في مياهنا البحرية باستمرار، إذ تهاجر وتتنقل خلف أسراب سمك "السردين" الذي يدخل مياهنا مع ارتفاع درجات الحرارة، ويغادرها مع انخفاضها، وعليه نرى تغيراً في شكل وبنية السمكة وحتى قوتها وحركتها».

حيدر حيدر

وفيما يخص شكل سمكة "اللمبوك"، قال "خالد خليل": «شكلها العام كبقية السمك، ولكن الاختلاف يكمن في مقدمة الرأس، حيث تمتلك السمكة جبهة عريضة تجاه الأعلى وضيقة تجاه اليمين واليسار؛ وهذا ما أضعف حركتها ضمن المياه، فاستعاضت عنها بقوتها البدنية وضاعفت السرعة».