حيوان زاحف يراه أهالي قرية "بيت الكرم" ضمن مياه نبع "عين السريجيات"، شكله ولونه مميزان، وعلى الرغم من هذا أسموه "كلب العو" من دون ربط أو دلالة بين الاسم والشكل، ويعتقدون أنه نادر.

ضمن المياه الخارجية لنبع "عين السريجيات"؛ أي ضمن تجمع المياه خارج الغرفة الحجرية التراثية للنبع، يعيش "كلب العو" باسمه الشعبي الذي تناقلته الأجيال كما هو عن أجدادها، وهذا بحسب حديث مقتني الأدوات التراثية "نمير علي محمد" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 11 آب 2015، مضيفاً: «الأمر المميز الذي أود أن يصرح به للعلن عبر المدونة، هو وجود حيوان زاحف غريب الشكل ضمن مياه نبع "عين السريجيات"، النبع الرئيس في قرية "بيت الكرم" على طريق عام "طرطوس- الدريكيش"، وهذا الحيوان الزاحف نادر الوجود على أقل تقدير في القرية ومحيطها، حيث لم يصادف أن شوهد مثيل له في مختلف الينابيع أو الطبيعة البرية الرطبة، ومنهم من قال إنه يسمى علمياً "سلمندر" وهو شائع الوجود، لكنني أخالفهم الرأي تماماً، لأنني رأيت الكثير من أشكال وألوان "السلمندر"، وهذا يجعلني أؤكد أنه مختلف عنه تماماً بالحجم والشكل وطريقة الحياة في المياه وألفته للناس، حيث يمكن إمساكه بكل بساطة من دون أن ينزعج أو يهرب ممن يريد ذلك، وقد أعزي هذا إلى بطء حركته ضمن المياه.

خلال مراحل جمع القطع والأدوات التراثية، حاولت الحصول على معلومات عن هذا الحيوان الزاحف "كلب العو" من المعمرين، لكنهم لا يعرفون عنه شيئاً، وما يعرفونه أنه يعيش ضمن هذه المياه دون سواها، حتى أنهم لا يعلمون معنى وسبب تسميته بهذه التسمية الغريبة

شكله المميز والمختلف تماماً عن بقية الحيوانات الزاحفة التي تعيش في منطقتنا يجعلني متأكداً من أنه نادر الوجود خارج مياه النبع».

نمير محمد

ويتابع: «خلال مراحل جمع القطع والأدوات التراثية، حاولت الحصول على معلومات عن هذا الحيوان الزاحف "كلب العو" من المعمرين، لكنهم لا يعرفون عنه شيئاً، وما يعرفونه أنه يعيش ضمن هذه المياه دون سواها، حتى أنهم لا يعلمون معنى وسبب تسميته بهذه التسمية الغريبة».

المعمر "منذر علي" من أهالي وسكان القرية قال: «"كلب العو" حيوان زاحف غريب الشكل والطبع، فشكله مختلف عن بقية الحيوانات الزاحفة، وتميز بانسيابيته وطوله الذي لا يتجاوز العشرة سنتيمترات مهما بلغ عمره الحياتي، مع وجود ما يشبه الزعانف ما بين نهاية الظهر ومنتصف الذيل، إضافة إلى حجم رأسه الكبير مقارنة مع حجم جسده العام.

حجم كلب العو

كما أنه يوجد ضمن المياه بلونين هما: الرمادي الفاتح، والرمادي الغامق، وهذا من جهة الظهر فقط، أما من جهة البطن فتبهرني ألوانه وانسجامها عبر البقع السوداء الداكنة عبر السطح البطني الأصفر المائل إلى اللون البرتقالي، حيث يتناغم لون الجانب الأنسي من الرأس مع لون الجسد من الجانب الوحشي، مع استمرار انتشار التبقعات السوداء المتواجدة على البطن ضمنه».

السائق الذي رافقنا بسيارته إلى النبع "رامز يوسف" من أهالي وسكان القرية، قال: «أؤكد أن هذا الحيوان الزاحف مميز ونادر الوجود، بدليل أننا لم نرَ مثله في أي نبع مياه آخر موجود في القرية أو القرى المجاورة، فهو كما "السحلية" العادية بشكل أرجلها رباعية الأصابع، كما أن له خطاً لونياً أبيض طولانياً مميزاً على جانبي الجسد، رائع الجمال يبدأ من نهاية الرأس وينتهي عند بداية الذيل».

الجانب الأنسي من جسد كلب العو تظهر فيه الألوان الزاهية

أما المعمر "طه محمود" مالك العقار بجانب النبع، والمقيم فيه ضمن مزرعته الخاصة، قال عن النبع وموقعه الجغرافي: «نبع "عين السريجيات" الدائم الجريان، نبع تراثي قديم جداً له غرفة حجرية تراثية مبنية بطريقة العقد الحجري وفق قنطرة ارتفاعها حوالي المتر وربع المتر، ويقع بجوار أو ما بين ثلاثة جبال متلاصقة بعضها ببعض سميت "السريجيات" نسبة للنبع، وهذه الجبال الثلاثة عبارة عن جبلين متوسطي الحجم مقارنة مع الجبل الثالث الذي يقع بينهما، وموقعها بالنسبة لمركز القرية في الجهة الشرقية منها، حيث إن النبع يتربع في سفح التلة الجنوبية منها».