يقتصر على مناطق محددة سواء بأماكن زراعته أو بيعه، في حين ينتشر بكثرة كزراعة منزلية رديفة تؤمن طعماً مختلفاً ضمن "خلائط السلطات"، يزرع مرتين في العام، ولطعمه الحار فائدة في فتح الشهية.

لم تصل "الروكا" بعد إلى أهمية نباتات فصلية مثل "البقدونس، النعناع، الخس، الهندباء..." لعدم معرفة الكثيرين بفوائدها وأهميتها الغذائية، في حين يلجأ كثيرون إلى استهلاكها كتنويع في "سلطات" المائدة، وفي جولة ضمن "سوق الباعة" بجانب "الكراج القديم" في مدينة "طرطوس" بتاريخ 4 أيار 2015، التقت مدونة وطن "eSyria" البائع "محمد محمد" الذي تحدث عن "الروكا" ويقول: «تعيش -كنبات فصلي- عمراً طويلاً نسبياً، من فصل الربيع إلى فترة متقدمة في الصيف، معتمدة على ما يقدم لها من عناية، بالتالي يمكن التحكم بعمر النبات من خلال توفير الأسمدة والمبيدات الحشرية، وقد انتشرت زراعة "الروكا" مؤخراً في المنطقة وخاصة في قرية "ضهر صفرا" حيث معظم ما يرد إلى السوق يأتي من هناك، في حين تقتصر زراعتها في أي مكان آخر من المحافظة على تلبية الحاجة المنزلية فقط، وفي الزراعة التجارية يلجأ المزارعون إلى "الأنفاق البلاستيكية" لزراعته حيث العناية مركزة، والتحكم بحاجة النبات أكبر، وهو ما يعطي النبات فرصة أكبر لبلوع حجم ولون مميزين، بعكس الزراعة الخارجية».

نشتري من سوق الخضار المركزي ما يرد إليه من نباتات "الروكا" الطازجة، لتباع في نفس اليوم قبل أن تذبل وتتلف، ويبيعها هنا في "سوق الباعة" عدد محدود من الباعة على الأرصفة ضمن "بسطات الخضار والفاكهة"، حيث يقبل عليها العارفون بقيمتها والمحبون لطعمها

ويضيف: «نشتري من سوق الخضار المركزي ما يرد إليه من نباتات "الروكا" الطازجة، لتباع في نفس اليوم قبل أن تذبل وتتلف، ويبيعها هنا في "سوق الباعة" عدد محدود من الباعة على الأرصفة ضمن "بسطات الخضار والفاكهة"، حيث يقبل عليها العارفون بقيمتها والمحبون لطعمها».

حصاد "الروكا" لتسويقه

تمتلك هذه النباتات طعماً مميزاً تتخلله نكهة حارة، تزيد أو تقل بمقدار المياه والشمس التي تحصل عليها خلال مدة حياتها، وفقاً لرأي "كمال بدريس" من قرية "دوير طه" من خلال تجربته، ويقول: «عرفت نبات "الروكا" من خلال عرض ظروف صغيرة لبذورها في المراكز الزراعية برفقة النباتات الفصلية الأخرى، فبدأت زراعتها في حقل المنزل، بما أن نباتات الزراعة المنزلية مكشوفة فهي تعطي لوناً أخضر قاتماً، ونكهتها الحارة تكون أوضح، وأنا شخصياً أفضلها مقارنة بتلك التجارية التي تباع في الأسواق، على الرغم من أن إنتاج الأولى أقل من حيث عدد مرات القطف.

تزرع "الروكا" على فصلين في نهاية البرودة بعد فصل الشتاء، وبداية البرودة في فصل الخريف، وهذا يعني أنها تنقطع عن الإنتاج فترة قصيرة خلال السنة وهي أشهر "تموز، آب، كانون الثاني، شباط"».

إعداد سلطة الروكا

من خلال التعرف إلى زراعة "الروكا" فإننا لاحظنا إمكانية زراعة كمية تكفي الأسرة في أحواض زراعة الورود على شرفات المنازل المشمسة، وهذه الطريقة سعت "مدونة وطن" منذ عدة سنوات على تشجيعها، وعرض كافة الطرائق، وأنواع النباتات القابلة للزراعة الضيقة، بما يؤمن حاجة الأسرة ضمن سياسة الاعتماد على الذات في الظروف القاسية والاستثنائية للمجتمع، من جهتها تقول "فاتن فرحة" من سكان المدينة عن تجربتها مع نبات "الروكا": «يؤمن هذا النبات كمية كافية من المعادن، وبالنسبة إليّ أستهلكه بكثرة خلال فترة الحمل كفاتح للشهية لطعمه المميز، عدا محبة الأسرة لاستهلاكه كـ"سلطة" مستقلة عن غيرها من الأنواع الأخرى، حيث يتم تحضير "الروكا" من دون إشراك أي نوع آخر من النباتات المستخدمة عادة في تحضير السلطة، وتضاف إليه التوابل المناسبة كغيره من النباتات، وكنت أستهلكه بطريقة بسيطة عبر لف الوريقات بقطعة خبز وغمسها في الزيت فقط، وهذه طريقة شهية للغاية».

يجري تحضير الأرض لزراعة "الروكا" من خلال فلاحة الأرض، وخلطها بالسماد الطبيعي الذي يؤمن نباتاً خالياً من المواد الكيماوية، هذا بالنسبة للزراعة المنزلية، وبالنسبة لزراعة الأحواض يفضل إزالة بعض الشتول بعد نموها لإعطاء الشتول الباقية فرصة للنمو بحجم أكبر وأكثر قابلية للاستخدام في تحضير "سلطة الروكا"، ويفضل أن يكون البعد بين النبتة والأخرى 5سم كأقل حد، كما يمكن زراعتها مع أي نبات آخر حيث لا يؤثر ذلك في جودة النبات، وفي الزراعة التجارية تتم نفس الخطوات مع إضافة الأسمدة بكميات كثيرة لتأمين النمو السريع.

مع "محمد محمد" في سوق الباعة