للصيد البحري "قناصة" يستخدمها محترفو الغطس، لها نوعان برأس أو ثلاثة رؤوس، سعرها مرتفع جداً لكونها لا تصدأ، وتحتاج إلى الدقة والخبرة ووقت لا يتجاوز الدقيقتين.

الاسم الشعبي في عالم الصيد البحري لـ"قناصة السمك" هو "البارودة"، حسبما يقول الصياد "بسام شاهين" العامل بالغطس البحري الحر منذ خمسة عشر عاماً، لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 26 نيسان 2015، ويضيف: «يعتمد هذا النوع من الصيد على الغطس البحري الحر، ولا يمكن استخدام أداة الصيد هذه من دون احتراف الغوص في أعماق المياه البحرية، وتقوم عملية الصيد على إطلاق ما نسميه بلغة الصيادين بـ"خرتوشه" أو "السيخ"، حيث يوضع ضمن فتحة "البارودة" الأمامية ويسحب إلى الخلف مع المطاط المسؤول عن توليد ضغط الذي يساعد على الإطلاق، ثم يعلق "السيخ" بنتوء مسؤول عن تحريره لحظة التسديد، ومجمل هذه التفاصيل لا تستغرق سوى لحظات للانتهاء منها والاستعداد للحظات أكثر حسماً، وهي لحظة الإطلاق لقنص الهدف وهو السمكة المعروفة بذكائها وسرعتها».

لـ"السيخ" نوعان، الأول ذو رأس واحد، ويحتاج إلى مهارة ودقة في التصويب لاقتناص السمكة في مكان يؤثر في حركتها ويمنعها من الفرار، والنوع الثاني ذو الثلاثة رؤوس، وإصابته محققة دوماً ومؤثرة، ومن يستخدم النوع الأول يثبت لأصدقائه الصيادين أنه ماهر ومحترف، خاصة أن الأسماك المستهدفة بصيد القناصة هي ذات أحجام كبيرة ومتوسطة، أي من وزن الكيلوغرام وما فوق

والصيد البحري بـ"البارودة" يعتمد بجميع مراحله على لحظات قليلة يستطيع صياد القناصة أن يمتلكها، ويقول الصياد "محمود شاهين": «أثناء الصيد هناك لحظات لمراحل العمل من التجهيز والوصول إلى الهدف والقنص لإحضار الصيد، وهذه اللحظات حقيقة واقعية، فأمهر صياد "القناصة" لا يملك أكثر من دقيقتين لإتمام العملية وقنص السمكة الهدف، والمهارة هنا بتوظيف كل ثانية ضمن مدة الغطس القليلة، للتمكن من الطريدة البحرية، فالصياد في مياهنا لا يملك تقنيات الغوص باستخدام أسطوانات الأوكسجين، وإنما يغوص معتمداً على أنفاسه الطبيعية التي يستجمعها قبل القيام بعملية الغطس».

الصياد بسام شاهين مع قناصته وصيده

"قناصة السمك" أداة خطيرة لمن لا يعلم استخدامها، كما أوضح الصياد "حيدر حيدر" الذي مارس الصيد بها نحو خمس سنوات في بداية مسيرته مع الصيد، والممتدة لخمسة وثلاثين عاماً، ويقول: «من تسمية هذه الأداة، يجب أن يدرك الإنسان العادي وحتى الصياد المحترف خطورتها، لأن الخطأ فيها قاتل ومميت، فمن الممكن أن ينطلق "السيخ" باتجاه صياد آخر على المركب أو ضمن المياه البحرية، ومن الممكن أن يلتف خيطها بعد الإطلاق وإصابة الهدف، بفعل قوة السمكة، حول الصياد ذاته، وهو ما يؤدي إلى استهلاك سريع للأوكسجين المحبوس في الرئتين والاختناق، وهنا يجب أن يرافق القناصة سكين حادة يضعها الصياد في جعبته الخاصة لقطع الخيط في تلك الحالة».

وبالعودة إلى حديث الصياد "بسام شاهين" أوضح طرافة الصيد باستخدام "القناصة"، حيث يرافق العمل مهما بلغت صعوبته مواقف مضحكة، ويقول: «سعر "بارودة الصيد البحرية" مرتفع جداً، تبدأ من 35 ألف ليرة سورية، وتصل إلى 100 ألف ليرة سورية، حسب مواصفاتها وجودتها ومكان صنعها، وهذا يدفع الصياد للمخاطرة لإحضار "السيخ" بعد إصابة السمكة في مكان غير قاتل، وفرارها هاربة متحملة الإصابة، فسعر "السيخ" وهو مصنوع من الكروم الذي لا يصدأ عادة، حوالي 10 آلف ليرة سورية، وفي بداياتي مع القنص البحري، في إحدى رحلات البحرية اضطررت لدخول جحر أخطبوط حاولت اصطياده، لإحضار "الخرتوشة" مع الصيد، وبعد جهد استمر لدقيقة كدت خلاله أحشر في الجحر، أدركت أن صيدي هو علبة فارغة اقتنصتها نتيجة عدم وضوح الرؤية».

الصياد محمود شاهين

وللدقة في عملية القنص أهمية تحدث عنها الصياد "بسام" فقال: «لـ"السيخ" نوعان، الأول ذو رأس واحد، ويحتاج إلى مهارة ودقة في التصويب لاقتناص السمكة في مكان يؤثر في حركتها ويمنعها من الفرار، والنوع الثاني ذو الثلاثة رؤوس، وإصابته محققة دوماً ومؤثرة، ومن يستخدم النوع الأول يثبت لأصدقائه الصيادين أنه ماهر ومحترف، خاصة أن الأسماك المستهدفة بصيد القناصة هي ذات أحجام كبيرة ومتوسطة، أي من وزن الكيلوغرام وما فوق».

خلال ممارسة عملية قنص الأسماك البحرية