في موسم الإزهار تملأ محيطها رائحة زكية، ومن ثمارها فاكهة تشبه الحليب بطعمها، وتُجاريه بلونها، أما زراعتها فيسيرة تلائم الشريط الساحلي الدافئ.

دخلت "اتشلموجا" إلى الساحل السوري في تسعينيات القرن الماضي عبر المغترب السيد "عبدالله ونوس" من قرية "دوير الشيخ سعد"، وعن هذه الفاكهة المميزة يحدثنا في لقاء مع مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 19 كانون الأول 2014، حيث يقول:

تعرفت إلى هذه الشجرة منذ 12 سنة عند الصديق العزيز "عبدالله ونوس"، وكانت حينها غير معروفة إطلاقاً وانتشارها محدود بمزرعته، ومازلت أتذكر مذاقها الأكثر من رائع، كما حصلت على شتول من إنتاجه، وأعطيتها بدوري لأصدقاء آخرين، وتجربتي مع هذه الثمار الاستوائية ليست جديدة؛ فأنا أهتم بمختلف الأنواع الجديدة لما تحتويه من خصائص غذائية وعلاجية فريدة

«كنت أعمل في إسبانيا، وفي إحدى جولاتي في الريف الإسباني شاهدت فاكهة مميزة بشكلها، تباع إلى جانب البرتقال، فاشتريت منها 1كغ، وكان السعر حينها يعادل 300ل.س، وهي أعلى سعراً من البرتقال بكثير، بصرف النظر إذا كانت إسبانيا موطنها الأصلي أم لا، وبعد تناولها صمّمت على اصطحاب البذور إلى "سورية" لشدة إعجابي بطعمها، حيث نما معظمها بعد زراعتها، وهذا يعني أن الأجواء المتوسطية السورية لاءمت هذه النباتات، وبعد عدة سنوات بدأت الإنتاج الغزير من الثمار التي وصل بعضها إلى 1كغ، من دون أي رعاية خاصة للشجرة، ومنذ ذلك الوقت بقي استهلاكها ضمن نطاق العائلة والأصدقاء، إلى أن سوقت منها عام 2013 وبعت الـ"1كغ" بحدود 600ل.س، حيث بيعت الكمية كاملة في غضون دقائق».

فاكهة ملساء كبيرة الحجم في مزرعة السيد "عبدالله ونوس"

يتابع: «تعطي "اتشلموجا" عدة أفواج من الزهر، متزامنة مع إزهار البرتقال، لتعود وتعطي أزهاراً جديدة أقل أهمية خلال المراحل التالية، في حين تنضج الثمار في شهر أيلول، مع بداية قطاف الحمضيات، أما أزهارها فتمتلك رائحة زكية، تنتشر في محيط الشجرة خلال فترة الإزهار التي قد تدوم شهراً كاملاً، وهذه الأخيرة لم أتعمق في تفاصيل استثمارها وإمكانية الاستفادة منها».

منذ أن زرع السيد "عبد الله" أولى شجرات "الشلموجا" وزع قسماً من الشتول للأصدقاء، وتابع على هذا المنوال حتى امتلك عدداً كبيراً من المزارعين هذه الشجرة وبعضهم توسع في زراعتها على غرار تجربته، وهنا لا بدّ من ملاحظة مهمة استشعرناها في مشروع مدونة وطن لتوثيق ونشر الفاكهة الاستوائية والمدارية في "سورية" وتتعلق باستغلال ندرة وحداثة هذه الأنواع من الفاكهة لبيع شتولها بأسعار غير منطقية مقارنة بسهولة وسرعة إنباتها.

الثمار الناضجة بعد قطافها بعد أيام

وفي متابعة لحديث السيد "ونوس"، يقول: «تشبه هذه الثمرة بشكلها ثمرة "القشطة"، وتسمى خطأ بالقشطة الناعمة، حيث يتناولها بعضهم من دون تقشير، رغم أنها تحتاج إلى التقشير، حيث نجد داخلها لبّاً أبيض ناصعاً، يميل طعمه إلى نكهة قشطة الحليب، وفي داخل الثمرة الكثير من البذور السوداء، التي يمكن إنباتها بسهولة كبيرة، وخلال فترة 15 عاماً من زراعتها قاومت "اتشلموجا" كافة العوامل الجوية الطارئة على المنطقة الساحلية، إضافة إلى حجم الشجرة الضخم بقطر 6م، وفي إسبانيا شاهدتها في المزارع بأسلوب الصفوف الطولانية بين صفوف الحمضيات، حيث تجد صف برتقال وصف "اتشلموجا" على متداد المزرعة».

كنا قد تعرفنا إلى شجرة "اتشلموجا" عبر المعلمة السيدة "منى محمد" المهتمة بالفاكهة الاستوائية وأساليب استهلاكها، التي أعدت برفقة مدونة وطن تجربة طبخ أوراق شجرة "المورينغا"، وحينها حدثتنا عن "اتشلموجا" بالقول: «تعرفت إلى هذه الشجرة منذ 12 سنة عند الصديق العزيز "عبدالله ونوس"، وكانت حينها غير معروفة إطلاقاً وانتشارها محدود بمزرعته، ومازلت أتذكر مذاقها الأكثر من رائع، كما حصلت على شتول من إنتاجه، وأعطيتها بدوري لأصدقاء آخرين، وتجربتي مع هذه الثمار الاستوائية ليست جديدة؛ فأنا أهتم بمختلف الأنواع الجديدة لما تحتويه من خصائص غذائية وعلاجية فريدة».

السيد "عبدالله ونوس" في مزرعته

لا بدّ لنا خلال حديثنا من ذكر بعض الملاحظات التي قد تفيد أي شخص في سبيل الحصول على نبتة "اتشلموجا"، فمثلاً يمكن شراء ثمرة واحدة من الأماكن المخصصة لبيع الفاكهة الاستوائية، للحصول على ما يزيد على 20 بذرة، يمكن خلال شهر واحد إنبات معظمها بالطرائق الاعتيادية لإنبات أية بذور، وسط الظروف الطبيعية لمنطقة الشريط الساحلي القريب من البحر، وذلك أواخر شهر شباط، والشتول الناتجة قادرة على إنتاج الثمار من دون حاجة إلى التطعيم، وهذه أيضاً نقطة يستغلها بعضهم لبيع شتول بأسعار مرتفعة بحجة أنها شتول مطعمة.

و"اتشلموجا" نبتة نصف متخشبة، بمعنى أن خشبها غير قاسٍ، مثل خشب "الأفوكادو"، ويمكن أن تعطي الثمار خلال ثلاث أو أربع سنوات.