لأمراض القلب والشرايين، لإنقاص الوزن وتنظيم عمل الغدد، حتى لبعض السرطانات، تعد "الليتشي" فاكهة الصحة، التي اجتازت اختبار التأقلم في التربة الساحلية.

لا يحتاج الإنسان إلى استهلاك عدد زائد من فاكهة "الليتشي"، فقدرتها على التأثير السريع والمباشر تجعلها فاكهة الصحة بالدرجة الأولى، علاوة على نكهتها المميزة، التي تجعلها مع اللون الأحمر المميز من أشهر الفاكهة العالمية، والتي يعود أصلها إلى المناطق "الاستوائية "في جنوب الصين وأميركا الجنوبية.

تعد هذه الفاكهة من مضادات الأكسدة، ولها دور في رفع قدرة الجهاز المناعي، لاحتوائها على "البولي فينول، وفيتامين ج"، كما أنها تساهم بإنقاص الوزن، مع بعض المزايا المساعدة ضد مرض "سرطان الثدي"، وتفيد في حالات فقر الدم، وعلاج ضعف الأعصاب، كما يفيد تناول ثمارها المجففة في زيادة القدرة البدنية

أما التجربة السورية فهي موجودة منذ عدة سنوات، وحققت الشروط الاقتصادية للاستثمار، لكنها محدودة الانتشار، وقد عزا ذلك بعض المزارعين المهتمين إلى عدم رغبة من امتلكها بنشر زراعتها، على اعتبار أن القنوات الزراعية المعتمدة تقوم ببيع هذه الشجرة، وعن ذلك يقول السيد "علي الدويري" مزارع من منطقة "دوير الشيخ سعد" خلال زيارة مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 22 كانون الأول 2014، لمزرعته الاستوائية:

ثمرة "الليتشي" من الخارج والداخل

«بما أن رغبتي كبيرة جداً في امتلاك الفاكهة الاستوائية ونشر زراعتها، فقد كانت "الليتشي" أحد أهدافي، كأجمل الفاكهة الاستوائية التي شاهدتها، لكن امتلاكها ليس بهذه السهولة لقلة انتشارها، وقد علمت حديثاً من صديق لي في مدينة "جبلة" أنه أصبح بالإمكان الحصول عليها -مع الاعتقاد أن ثمنها مرتفع جداً- وأعتقد أن حصولي عليها مسألة وقت لا أكثر».

تعني كلمة "ليتشي" باللغة الصينية "هدية من أجل حياة سعيدة"، وتعد فاكهة ملكية لكونها قديماً الفاكهة المفضلة لدى الملكة "يانج يوهان" زوجة الإمبراطور الصيني "لي لونج جي"، وقد خصصت لها مواقع إلكترونية ومدونات للحديث عنها بمفردها، وذلك للوصول بها إلى أقصى درجات الإفادة والاستخدام الطبي التجميلي، وتأكيداً على أهميتها الكبيرة، ومنها موقع "http://www.lycheesonline.com/" الذي ورد فيه: «"الليتشي" فاكهة استوائية، موطنها الأصلي "جنوب الصين"، وتتكون ثمارها من قشرة حمراء صلبة، سهلة التقشير، ولبها الأبيض شبيه بالعنب ويشبهه نسبياً في الطعم، في حين تحوي داخلها بذرة قابلة للزراعة، وتنتشر زراعتها انتشاراً واسعاً في آسيا وأستراليا وأميركا، وبلغت درجة أهميتها وعمقها في الثقافة الصينية أن كان حمل 200كغ من ثمارها والركض بهم؛ عقوبة رسمية يعاقب بها المخالفون لأوامر الإمبراطور الصيني.

الشجرة في بلادها الأصلية "جنوب الصين"

تحتوي سبع ثمرات "ليتشي" على كامل حاجة الإنسان اليومية من "فيتامين ج"، ونسب جيدة من "البروتين، والدهون غير المشبعة، والطاقة من الكربوهيدرات، الألياف، الكالسيوم..."، وتتراوح السعرات الحرارية لكل 100غ بين 64 للفاكهة الطازجة، و277 للمجففة.

أما الاستخدامات الشائعة للثمار، فتؤكل طازجة -ولا تقطف إلا حمراء ناضجة- ويصنع منها "الآيس كريم"، والحلويات، و"سلطة" الفواكه».

أما للراغبين بزراعة "الليتشي" فإن الزراعة باستخدام البذرة لا يؤدي النتيجة المطلوبة؛ حيث لا تعطي الأشجار ثمارها بهذه الطريقة قبل 8 إلى 15 سنة، لذا لا بد من استخدام أسلوب التطعيم لإضافة نوع قابل للإنتاج باكراً، وهي مشكلة تنطبق على كثير من الأشجار بأنواعها.

ويضيف نفس الموقع السابق عن فوائد "الليتشي" فيقول: «تعد هذه الفاكهة من مضادات الأكسدة، ولها دور في رفع قدرة الجهاز المناعي، لاحتوائها على "البولي فينول، وفيتامين ج"، كما أنها تساهم بإنقاص الوزن، مع بعض المزايا المساعدة ضد مرض "سرطان الثدي"، وتفيد في حالات فقر الدم، وعلاج ضعف الأعصاب، كما يفيد تناول ثمارها المجففة في زيادة القدرة البدنية».

رغم أننا اعتدنا في مدونة وطن استقصاء الحقائق من مصدرها وعلى أرض الواقع، إلا أن التحفظ الشديد عليها لدى زارعيها جعل الأمر يبدو كاستقصاء إلكتروني عبر مواقع زراعتها على الإنترنت، لكن في نفس الوقت حصلنا على التأكيد اللازم بأن زراعتها ممكنة وناجحة اقتصادياً مثل: "المنغا، القشطة، الشلموجا،..."، وقابليتها للنمو في البيئة المتوسطية الساحلية تماثل تقريباً بلاد المنشأ الاستوائية

كما يقدم السيد "علام أحمد" بائع فاكهة استوائية من مدينة "طرطوس"، نصائح لزراعة ونمو سليم لشجرة "الليتشي" عبر وجوده عدة سنوات في "لبنان"، حيث قال: «تحتاج "الليتشي" إلى كمية كافية من الشمس، وتزرع بعيداً عن الأشجار الكبيرة الأخرى، حيث تحصل على كمية كافية من التهوية، وحرارة الشمس، أما الرياح القوية فتسبب ضرراً بأوراق الشجرة وأغصانها الغضة، لذلك يفضل وجودها خلف مصدات الرياح، إضافة إلى العناية العضوية الطبيعية، حيث يوصي المختصون باتباع التسميد العضوي، والابتعاد عن التسميد الكيماوي "نيتروجين، فوسفور، بوتاسيوم"، الذي يقتل العديد من الكائنات الحية الأساسية فيما يسمى "النظام الإيكولوجي" للتربة التي تزرع فيها "الليتشي"، بمعنى أن الشجرة تحتاج إلى التعامل الطبيعي في مختلف مراحل وظروف حياتها، كما يجب ملاحظة حاجة الشجرة إلى بعض "الفوسفور" في دورة الحياة في فصل الربيع، ولذلك يفضل تزويدها بحمض الفوسفور لنمو أفضل، كما أنها تحتاج إلى الزراعة أساساً في تربة عضوية جيدة التهوية وغنية بموادها العضوية الطبيعية، وتصلها كمية كافية من المياه».