بلون التوت ونكهته، يعد "صبار ستريكتا" من الصباريات القزمية، المميزة بشكلها وطعمها، وفترة إنتاجها التي تستمر طوال أشهر الشتاء والربيع.

لا يمتلك الصبار الأرجواني "ستريكتا" مزايا الصبار المعروف في بلادنا كفاكهة للاستهلاك، كما أنه قليل الانتشار، وطعمه ليس بحلاوة وطيب الصبار المحلي، وهناك بعض مواقع الصحافة والتوثيق العالمية تتحدث عن هذا النوع كآفة تجتاح الأراضي المفتوحة في أميركا وأفريقيا، وعن زراعة النبات في "سورية" يقول السيد "ظافر ناصر" في حديث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 شباط 2015، وهو مزارع من منطقة "مروج طرطوس" المحاذية لمدينة "طرطوس" من جهة الشرق: «زرعت هذا الصبار بصفته التي يتم تداولها بين المزارعين بأنه "صبر قزمي" لا ينمو بأحجام كبيرة، وهي الميزة التي يتم التسويق على أساسها، وفي أول سنة للتجربة سعدت بطعم الثمار الناضجة، رغم أنها حامضة الطعم مقارنة بالصبار العادي، كما أن اللون البنفسجي يزيد من جاذبية الثمار، عدا قلة الأشواك المنتشرة على الثمرة.

تأتيني أحياناً كميات من هذا الصبار من المراكز التي تزودنا عادة بنباتات الزينة الغريبة، وهو صبر قزمي لا ينمو لأطوال كبيرة، وحين يزرع في أحواض الورد تتغير بنيته وتصبح النبتة صغيرة الحجم بصورة دائمة مع القليل من الثمار، فيغدو كصباريات الزينة المعروفة، من جهة أخرى لا علم لي ما مصدر هذا الصبار، أو معلومات تفصيلية علمية عنه، وهناك طلب جيد عليه حيث تباع كميات الشتول بسرعة

يصل ارتفاع هذا النوع من "الصبر القزمي" إلى متر ونصف المتر، وأحياناً مع حالات التغذية الجيدة يصل إلى مترين، وهو شبيه بالصبار العادي، لكن بنيته أصغر، ولكفوفه أشواك قاسية تصل إلى 4سم، أما الثمار فهي قليلة كالأشواك، وهي دقيقة وناعمة للغاية، وخطرة مثل ثمار الصبار العادي إذا لم يتم التعامل معها بحذر».

تناول "الصبار الأرجواني" بالملقعة وليس تقشيراً

أما في مشتل "الربوة" على مدخل "طرطوس" الشمالي، فيحدثنا السيد "هيثم رمضان" صاحب المشتل عن "الصبار الأرجواني"، فيقول: «تأتيني أحياناً كميات من هذا الصبار من المراكز التي تزودنا عادة بنباتات الزينة الغريبة، وهو صبر قزمي لا ينمو لأطوال كبيرة، وحين يزرع في أحواض الورد تتغير بنيته وتصبح النبتة صغيرة الحجم بصورة دائمة مع القليل من الثمار، فيغدو كصباريات الزينة المعروفة، من جهة أخرى لا علم لي ما مصدر هذا الصبار، أو معلومات تفصيلية علمية عنه، وهناك طلب جيد عليه حيث تباع كميات الشتول بسرعة».

ينتمي الصبار الأرجواني "opuntia stricta"، أو "opuntia dillenii" إلى عائلة "Cactaceae"، وله أسماء عديدة منها: "Australian pest pear, common prickly pear, Dillens prickly pear, Eltham Indian fig, erect prickly pear,..."، ولعدم تواجد معلومات دقيقة عن هذه الصباريات في مراكز تداولها محلياً فقد تصفحنا موقع "http://keyserver.lucidcentral.org" الأسترالي، الذي جاء فيه: «تعد المناطق المعتدلة شبه الاستوائية، والاستوائية الدافئة الموطن الأصلي للصبار الأرجواني "strica"، وأكثرها في المناطق الجنوبية الشرقية من "الولايات المحتدة الأميركية"، والمكسيك، وأجزاء من منطقة البحر الكاريبي، وهي الموطن الأصلي له، ويوجد في الغابات والمناطق الساحلية المفتوحة، والمراعي الواسعة، ويشكل في أماكن وجوده مستعمرات ضخمة تكبر يوماً بعد يوم بفعل تناثر بذوره عن طريق القرود والطيور، والثعالب التي تأكل ثمارها، ومياه الفيضانات...، عدا تكاثره السريع بطريقة التفريع.

عمر مديد للثمار حتى فترة الإزهار التالية

تعطي "كفوفه" أزهاراً صفراء كبيرة خلال فصلي الربيع والصيف، وتتحول إلى ثمار خضراء تتحول شيئاً فشيئاً إلى اللون الأرجواني بدرجاته، وهي تقريباً بيضوية الشكل، خالية تقريباً من الأشواك الوبرية الناعمة التي تحملها ثمار الصبار عادة».

تعد أزهار "الصبار الأرجواني" من أزهار الزينة المميزة، حيث الزهرة كبيرة مقارنة بحجم النبات، ويصل طولها إلى 7سم، وأحياناً كثيرة يدخل مع اللون الأصفر بعض اللون الوردي أو اللون الأخضر لزيادة جمال الأزهار، أما لبّ الثمرة فهو أرجواني مشبع بالصبغة الأرجوانية التي تصبغ اليد بلون أرجواني مائل إلى الأحمر عند تناول الثمرة، ويتم تناولها عادة عبر قسمها إلى نصفين، ثم يتم إخراج المحتوى بالملعقة.

بعض أنواع "الصبار الأرجواني"، والاختلاف في درجة اللون أو الحجم

من جهته يتحدث موقع "http://www.cabi.org" التابع "لمعهد بحوث وقاية النباتات" في مدينة "بريتوريا"، في "جنوب أفريقيا" مطولاً عن "الصبار الأرجواني" باعتباره آفة زراعية تجتاح المناطق الزراعية في أفريقيا، وذلك بسبب سهولة وسرعة تكاثره الكبيرة.

من جهتنا بعد تتبع كثير من الأحاديث والدراسات التي يتم تداولها حول زراعة هذا الصبار، فإننا نتوقع أن موضوع انتشاره في "سورية" ليس كما يتم الحديث عنه، ففي الدول الكبيرة ذات المساحات الشاسعة الفارغة يقل أو ينعدم النشاط الإنساني في بعض مناطقها، لكن هذا لا يمنع من وجود توعية لطريقة زراعة "الصبار الأرجواني" الذي يتم حالياً تداوله دون أي معرفة عن مصدره وكيف دخل إلى البلاد، أو كيف يتم التعامل معه، فالترويج له حالياً على أنه نبتة أحواض زينة، لكن قلة هم الذين يعلمون أنه يتحول إلى نبات ضخم إذا ما زرع في الأرض الزراعية، وغازٍ لأي منطقة يدخل إليها، وهذا الكلام بصرف النظر عن جمال فاكهة "الصبار الأرجواني" وجدوى زراعتها بطريقة منظمة لإغناء منتجات الفاكهة المحلية في "سورية".