سمكة بلدية تتنقل ما بين المياه البحرية السورية الخفيفة والثقيلة، تميزت بتناغم حجمها وقياسها الموحد في الفترة التي يمكن أن يراها بها الصياد، تؤكل كلها عند القلي ما عدا العمود الفقري.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 28 كانون الثاني 2015، السيد "خالد خليل" العامل في "ساحة السمك" في "بانياس"، الذي تحدث عن سمكة "الزمريدا" أو كما يطلق عليها الصيادون "الزمور"، ويقول: «سمكة بلدية وصغيرة الحجم مقارنة مع حجم سمكة "البلميدا" مثلاً، وهي تنتمي إلى فصيلة سمك "البذرة"، وكانت في فترة من الفترات من الأسماك الشعبية، أي إنها مطلوبة بكثرة في ساحة السمك، وذلك عندما كان سعر الكيلوغرام منها يتراوح ما بين 100 و150 ليرة سورية، إلا أنها أصبحت كمثيلاتها من الأسماك، أي ارتفع سعرها نتيجة ارتفاع سعر مختلف أنواع الأسماك، لتتناسب وتكلفة رحلة الصيد التي بات يحكمها غلاء سعر مادة المازوت المخصص لحركة رحلة الصيد البحرية، ناهيك عن ارتفاع تكاليف الصيانة والتحصين للمركب والمحرك.

تميزت سمكة "الزمور" بحجمها الموحد في الفترة التي تظهر فيها خلال الصيد البحري، أي إنها متجانسة إلى حد كبير فيما بينها من ناحية الشكل والحجم، وتحتوي هذه السمكة الصغيرة على قيمة غذائية كبيرة نتيجة ارتفاع نسبة الفوسفور فيها كما هو معروف في مجتمع الصيادين، ورغم صغر حجمها إلا أنها تميزت بنكهة لحمها الشهية، ولها زبائنها بين محبي تناول الأسماك البحرية، الذين يدركون طريقة تحضيرها المثلى، وهي القلي بالزيت في الأغلب، حيث يمكن تناولها بالكامل ما عدا العمود الفقري فيها

وتظهر سمكة "الزمريدا" في هذه الفترة من السنة بالتحديد، أي ما بين شهر كانون الأول وشهر نيسان من كل عام، وهي ببنيتها الجسدية الشكلية تشبه سمكة "الغبص"، لدرجة أن منهم من لا يستطيع التمييز بينهما إن لم يكن صياداً محترفاً، وهذا يعني أنه يمكن اصطيادها مع سمكة "الغبص"».

سمك الزمور

ويتابع السيد "خالد" الذي عمل في صيد السمك عشرات السنين في السابق: «تميزت سمكة "الزمور" بحجمها الموحد في الفترة التي تظهر فيها خلال الصيد البحري، أي إنها متجانسة إلى حد كبير فيما بينها من ناحية الشكل والحجم، وتحتوي هذه السمكة الصغيرة على قيمة غذائية كبيرة نتيجة ارتفاع نسبة الفوسفور فيها كما هو معروف في مجتمع الصيادين، ورغم صغر حجمها إلا أنها تميزت بنكهة لحمها الشهية، ولها زبائنها بين محبي تناول الأسماك البحرية، الذين يدركون طريقة تحضيرها المثلى، وهي القلي بالزيت في الأغلب، حيث يمكن تناولها بالكامل ما عدا العمود الفقري فيها».

أما الصياد "حيدر حيدر" الذي قضى نحو خمسة وثلاثين عاماً من عمره في الصيد البحري، فيقول عن سمكة "الزمور": «من أنواع الأسماك التي لا تغادر مياهنا الإقليمية، وإنما تعيش في الأغلب ضمن المياه العميقة، أو كما يقال عنها بعرف الصيادين "مياه ثقيلة"، لذلك لا يمكن رؤيتها على مدار العام رغم أنها بلدية، وفي هذه الفترة من السنة تدخل المياه الخفيفة للتجهز لمرحلة "البطرخة" أي التزاوج ووضع البيض في هذه المياه، وبحسب خبرتي ومعرفتي وما يتناقله الصيادون، يمكن اصطياد سمكة "الزمريدا" بشباك قياس أربعة عشر ميلمتراً، ووجود سمكة "الزمور" في المياه الثقيلة دليل على أنها سمكة تحب المياه الباردة، وتتبعها في مختلف الفصول، لذلك تتنقل بين المياه الثقيلة والخفيفة».

الصياد حيدر حيدر

وبالعودة إلى السيد "خالد خليل" أكد أن هذا النوع من الأسماك في موسم وجوده وتوافره يمكن أن يقدم حوالي مئتي كيلوغرام من اللحم يومياً لساحة السمك في مدينة "بانياس"، ويضيف: «القيمة الغذائية لهذه السمكة "الزمور" تأتي من طبيعة البيئة التي تعيش فيها فترات طويلة، ونوعية الغذاء الذي تتناوله، وهو القشريات وبعض الأسماك النافقة.

وبالعموم تعيش هذه السمكة في تجمعات سمكية كبيرة جداً، وتتميز بقدرتها على التنسيق العالي فيما بينها خلال التجمعات، فتراها في مجموعات جميلة الحركات، وسريعة التغيير في الاتجاهات، وتتميز بقوتها في تجمعها، حيث تساهم هذه التجمعات وبتنسيقها العالي فيما بينها بتشتيت قدرة وتركيز مفترسيها من بقية الأسماك الكبيرة المفترسة أساساً، فلا تتمكن منها».

الصياد خالد خليل