تختلف سنارات الصيد البحرية فيما بينها بحسب استخداماتها، فسنارة "الدس" للمبتدئين وسنارة "المكنة" للمحترفين، وعلى هذا الأساس تختلف طرائق ومواعيد استخدامها في عملية الصيد البحري.

الصياد "علي ضوا" الهاوي للصيد البحري منذ عدة سنوات، يعمل بطريقة صيد بدائية نوعاً ما، وتناسبه ويطلق عليها صيد "الدس"، وتحدث عنها لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 24 كانون الأول 2014، فقال: «صيد "الدس" هو عملية صيد بحري بسنارة عادية، أي ليس لها مكنة كما يقال عنها، أو ما يعرف بعرف الصيادين بـ"المنويل، أو المنويه"، وهي تتميز بعدم وجود فواشة على خيط السنارة أو خيط الطعم كما هو معروف، وأطلق عليها صيد "الدس" لأنها تعتمد في عملية الصيد على إحساس الصياد عندما تتناول السمكة الطعم، لاصطيادها.

تتميز سنارة "المكنة" المصنوعة من الفيبر، بقوتها المضاعفة عن سنارة الصيد العادية، إضافة إلى خيطها المتين وطريقة استخدامها التي تحتاج إلى المهارة. ويمكن فيها استخدام ما يعرف بالقلم الفوسفوري مع الفواشة، ليكون مكانها واضحاً ضمن البحر في ساعات الليل مع غياب ضوء القمر، كما أن لها طريقة رمي خاصة ضمن المياه البحرية، لتصل إلى المسافة المطلوبة، إضافة إلى أطوال متعددة تتراوح ما بين 350-360-400 سنتيمتر، ترتبط بالمسافة البحرية المراد رمي الطعم إليها

ويمكن اصطياد مختلف أنواع السمك القريب من الشواطئ البحرية أو الريف الصخري المحاذي للبحر فقط، وأهم هذه الأنواع سمك "البوري" أو "السمنيس الصغير" و"البذرة" كذلك.

الصياد علي ضوا يصطاد بسنارة الدس

كما يوجد بعض الصيادين المبتدئين أو الذين لا يمكنهم شراء سنارة صيد جيدة، فيصطادون بواسطة خيط سنارة فقط دون وجود قصبة، وهي طريقة لا يمكن استخدامها إلا على الشواطئ البحرية، أي لا يمكن رمي الطعم لمسافات طويلة ضمن البحر».

أما الصياد "حيدر حيدر" الممتهن للصيد البحري بواسطة السنارة منذ ما يقارب خمسة وثلاثين عاماً فقال: «هناك أنواع لسنارة الصيد أو ما يعرف بالقصبة، وبالنسبة لي أصطاد بنوعين منها؛ النوع الأول بواسطة السنارة العادية التي لها فواشة، والنوع الثاني سنارة "المكنة"، وتختلف استخدامات هذين النوعين باختلاف نوعية السمك المراد اصطياده، فالسنارة العادية تستخدم لاصطياد سمكة البوري والسمنيس ذي الحجم الكبير والسردين أيضاً، وبعض الأنواع الأخرى ذات الحجم المتوسط، أما سنارة المكنة فتستخدم لاصطياد الصبيدي، لأنه يحتاج في عملية الصيد إلى سحب الطعم أمامه ومن ثم التوقف لإغرائه وتناوله، وتتميز هذه السنارة بإمكانية رمي الطعم إلى مسافة تزيد على خمسين متراً في عرض البحر، كما أن لها أنواعاً جيدة وعادية وممتازة، والمقارنة هنا بجودة المكنة ومنشأ صنعها، وقد يصل سعرها إلى ما يزيد على عشرين ألف ليرة سورية.

كما يمكن أن نستخدم فيها أنواعاً متعددة من الطعم، كالطعم القريدسي، وهو عبارة عن سمكة صغيرة بلاستيكية تشبه القريدس بألوانها، ولها عدة ألوان ومواصفات، حيث توظف هذه الألوان بحسب ضوء القمر، أو الطعم الثلاثي "برنكا" أو "الشكم"، ولكل منها نوعية أسماك خاصة تصطاد فيها، وحتى أعماق بحرية خاصة، وهنا يجب التأكيد على أن القصبة واحدة في مختلف أنواع الطعم».

ويتابع الصياد "حيدر": «صيد السنارة الفردية أفضل من صيد الشكم الثلاثي، لأن الشكم مجاله ضيق بحكم وجود ثلاثة نتوءات معدنية حادة تشكل مثلثاً، أي إن فتحته التي يمكن أن تدخل ضمن فم السمكة ضيقة، وهذا يعني أن السمكة يمكن أن تتخلص منه بكل ببساطة في بعض الأحيان، أما الطعم الفردي أو ما يعرف بعرف الصيادين بالسنارة الفردية، فعند ابتلاعها من قبل السمكة لا يمكن أن تتخلص منها أبداً، لأنها تدخل ضمن فم السمكة وتكون حرة لحين سحبها، على عكس الشكم، وهو ما يعني أنه عند سحبها تعلق بداخل فم السمكة ولا يمكنها الخلاص منها».

الصيد بسنارة المنويل

أما الصياد "محمد عثمان" فيؤكد أن السنارة المعدنية المسماة بالشكم، تشكم السمكة أي تعلق بجسدها عند الاقتراب منها وتحريكها، وذلك من خلال سحبها بسرعة، لذلك سميت بالشكم، ويضيف: «تتميز سنارة "المكنة" المصنوعة من الفيبر، بقوتها المضاعفة عن سنارة الصيد العادية، إضافة إلى خيطها المتين وطريقة استخدامها التي تحتاج إلى المهارة.

ويمكن فيها استخدام ما يعرف بالقلم الفوسفوري مع الفواشة، ليكون مكانها واضحاً ضمن البحر في ساعات الليل مع غياب ضوء القمر، كما أن لها طريقة رمي خاصة ضمن المياه البحرية، لتصل إلى المسافة المطلوبة، إضافة إلى أطوال متعددة تتراوح ما بين 350-360-400 سنتيمتر، ترتبط بالمسافة البحرية المراد رمي الطعم إليها».