تعطي "المورينغا" فوائدها كيفما تم طهوها، ومن أوراقها وثمارها وأزهارها "الطعام، والزيت، والشراب الساخن"، أما في بلاد المنشأ فتدعى بسلال الفقراء وأطباق الوافرين.

ليست الفكرة من حديثنا هذا تقديم وصفة غذائية لنبات نادر، فيما يخص الداخل السوري، وإنما رغبة منا بتعريف القراء بأكثر الأشجار أهمية على مستوى العالم، وأسهلها وأسرعها نمواً، وكما علمنا ممن التقيناهم في مقالنا السابق عن شجرة "المورينغا" فإنها حديثة العهد في "سورية"، ولم نصادف سوى عدد قليل ممن زرعوها بالمصادفة، وحتى هؤلاء لا يعرفون عنها سوى النذير، لكنهم يعلمون أن اسمها "شجرة الحياة"، ومن هنا تبدأ الفكرة حيث تعد "المورينغا" بديلاً غذائياً مهماً للغاية، يمنح الكثير من الفيتامينات لجسم الإنسان، ومن جهة أخرى فهي طبق متنوع بأساليب طهوه التي تغطي تقريباً كل فصول السنة، ورغم أن العرب عرفوها قديماً باسم "البان" إلا أن استخداماتها الأكثر تنوعاً نجدها في "الهند وسنغافورا"، وشرق آسيا عموماً، من خلال دخولها في الغذاء اليومي للسكان، وفي أفريقيا اعتمدت على مستوى المنظمات الدولية والحكومات المحلية لعلاج نقص التغذية.

نعد في المنزل شراب المورينغا الساخن، من الأوراق الطازجة أو المجففة، وقد استعضنا بها عن الشاي لطيب نكهتها، كذلك نعد شراب "أزهار المورينغا" الساخن، ومن البذور يمكن الحصول على زيت للطعام بعد عصره، وغليه، كما أن بقايا العصر تستخدم لتنظيف خزانات المياه من الجراثيم الضارة

للخوض أكثر في طرائق طهو "المورينغا" حصلنا من مزرعة السيد "نقولا النجار" على بعض أوراقها الطازجة، وتوجهنا بها إلى المعلمة السيدة "منى محمد" من أكثر المهتمين بصيدلية الطبيعة، ووصفاتها الغذائية، التي طهت لنا وجبة "المورينغا بالأرز"، التي تحدثت عنها "مدونة سينغافورية" تسمى: "My Singapore Kitchen... Food for all Reasons – http://3.bp.blogspot.com/"، حيث ورد فيها: «تباع "المورينغا" في المحال التجارية وأسواق الخضار في مختلف مناطق "سنغافورا والهند"، وهي أهم غذاء للمصابين بسوء التغذية، وللمرضعات والأطفال، خاصة إذا تم تناول أوراقها نيئة مع الكاري والأرز الساخن، ويزرعها الناس في كل مكان حول المنازل والطرقات العامة والحدائق.

في مزرعة السيد "نقولا نجار"

وأهم وصفاتها المطبوخة تلك التي تخص الأطفال الرضع، وتتكون من "3 أكواب أرز طويل، 100غ بطاطا حلوة، 50 غراماً مورينغا، 30غ بذور فاصولياء خضراء مجففة، ملعقة ملح، ربع كوب حليب جوز الهند"، ولطهو المكونات تغلى الفاصولياء لمدة 20 دقيقة وتوضع جانباً، ثم يطهى الأرز لمدة 15 دقيقة وسط 4 أكواب مياه، بعد ذلك تضاف إليه مكعبات البطاطا لمدة 10 دقائق، تليها "المورينغا" وبذور الفاصولياء المطهوة سابقاً، وبعد 5 دقائق يوضع حليب جوز الهند والملح لدقيقتين، وهنا تعد "المورينغا" الإضافة الجديدة لهذه الوصفة، بما يؤمن للأطفال الرضع عناصر استثنائية يصعب تزويدهم بها عبر أنواع عديدة من الخضار والفاكهة».

أما التجربة المحلية لطهو "المورينغا" فتمت بالتعاون مع السيدة "منى محمد" خلال زيارة مدونة وطن "eSyria" لمنزلها في منطقة "دوير الشيخ سعد" بتاريخ 14 كانون الأول 2014، التي أبدت رأيها فيما طهته بالقول: «تعد الوصفة التي طهوتها اليوم تقليدية من حيث مكوناتها التي جمعت الخضار مع الأرز، لكن إضافة المورينغا إلى المزيج غيّر من خصائص الطبخة من حيث نكهة الطعام الناتج، ومن حيث القيم الغذائية التي دخلت مع المكونات التقليدية، ورغم عدم معرفتي بـ"المورينغا" قبل هذه التجربة، إلا أنها إضافة إلى فوائدها، فهي طبق جديد جميل الشكل وشهي المذاق».

مع السيدة "منى محمد"

ضمت الوصفة السابقة عدة مكونات: "نصف كوب لوبياء حمراء أو بيضاء، بصلة مفرومة، جزرة مقطعة، 3 ملاعق زيت، قرنا فليلفة خضراء مقطعة حارة أو حلوة، كوب أوراق مورينغا، نصف كوب أرز، ثلاثة أرباع كوب طماطم مفرومة، ملعقة كرفس أو نوع آخر من التوابل، و3 أكواب ماء"، حيث ينقع الأرز لمدة ساعة، ويقلى البصل في الزيت حتى يطرى، ثم تضاف الطماطم، ومع بداية غلي الخليط يضاف الأرز مع التحريك، ومع وصول الخليط لمنتصف مرحلة النضج تضاف المكونات الباقية، ويترك الخليط حتى يغلي ينضج، وبعضهم يصنعونها باللحم والدجاج.

وهناك ما يقارب 10 وصفات لطهو "المورينغا"، نذكر منها "الذرة الشامية مع أوراق المورينغا"، وتتكون من "كوبي ذرة شامية طرية، بعض الثوم، كوب مورينغا، بصلة، ملعقة بهارات، 3 أكواب ماء، وملح حسب الذوق"، كما تطهى المورينغا مع الخضار بوصفات عديدة، وأهمها الحساء بأنواعه، والجدير بالذكر أنه يجب المحافظة على خصائص الأوراق بدرجة طهو قليلة عند إضافتها حتى لا تفقد خصائصها الغذائية.

مكونات "المورينغا"

يقول السيد "نقولا نجار" وهو صاحب مشتل زراعي على مدخل "طرطوس" الشمالي في مزراع "دوير طه": «نعد في المنزل شراب المورينغا الساخن، من الأوراق الطازجة أو المجففة، وقد استعضنا بها عن الشاي لطيب نكهتها، كذلك نعد شراب "أزهار المورينغا" الساخن، ومن البذور يمكن الحصول على زيت للطعام بعد عصره، وغليه، كما أن بقايا العصر تستخدم لتنظيف خزانات المياه من الجراثيم الضارة».

وبناء على ما ورد في "المدونة السنغافورية" فإن استخدامات "قرون المورينغا"، وبذورها كثيرة جداً، وتسمى "البازلاء الهندية"، حيث يصل طولها إلى 30سم وأكثر، ونذكر من أساليب طهو البذور إحدى الوصفات التي ورد فيها: "تقطع القرون إلى قطع صغيرة، وتغلى مع البصل والملح والزبدة النباتية لمدة عشر دقائق، ثم يضاف إليها القليل من الماء المالح، وخليط من "الزيت، الخل، الفلفل، الثوم، البقدونس"، وحتى بعد نضج الثمار فهناك الكثير من أساليب طهوها.

يذكر هنا، أن كثيراً من مواقع الطبخ والمدونات العربية تناقلت بعض أساليب طهو المورينغا، وفوائدها، وقيمها الغذائية بالتفصيل، بانتظار أن تصبح زراعة حقيقية في "سورية"، وهذه عملية سريعة للغاية حيث لا يتطلب نمو الغراس لطول 3 أمتار سوى شهرين.