ثمارها للطبخ، وبعد النضج بذورها للتنظيف، أوراقها للشراب وجذورها للدواء، أما نموها فمعجزة الثلاثة أمتار في الشهر، ومن وحي رشاقتها توصف المرأة بـ"غصن البان".

تنتشر "المورينغا" بكثافة في جميع أنحاء العالم، ولدى العرب تسمى "البان" يستفيد كثيرون من الناس حول العالم من إمكانياتها في استخدامات كثيرة، أما في "سورية" فقد لمسنا ضمن مشروعنا الهادف في مدونة وطن "eSyria" لتوثيق "الفاكهة الاستوائية" المزروعة في "الساحل السوري" مدى نجاح هذه الزراعة، وقدرة الشجرة على التأقلم مع التربة المتوسطية، وإعطاء ثمار وبذور ممتازة، تسمح كما قيل لنا باستثمارها في مجالات كثيرة، يحدثنا عنها الأستاذ "نقولا النجار" صاحب مشتل زراعي من سهول قرية "دوير طه"، بتاريخ 3 كانون الأول 2014، فيقول: «يمكن الاستفادة من جميع مكونات شجرة "المورينغا"، بدءاً من الأوراق التي تجمع بمعظمها خلال الموسم ليصار إلى تجفيفها، وتناولها كشراب ساخن، أعتقد بعد تجربتي له أنه يتجاوز بطيب نكهته طعم الشاي، أما ثمارها التي تشبه "ثمار البامية" فيمكن طبخها في بداية تشكلها، بعد الزهر مباشرة، كما تطبخ "البامية والفاصولياء"، ولها طعم رائع إذا تم طهوها بطريقة جيدة.

زرعت "المورينغا" قرابة عام 2007، ثم اضطررت لقلع الشجرة بسبب توسيعات طرقية، ثم أعدت الكرة مرة ثانية، باعتبار زراعتها ميسرة وسريعة النمو، وقد وجدت فيها جمال الشكل، وطيب المذاق مع الشراب الساخن، حيث تعطي الشجرة الواحدة كمية ضخمة من الأوراق التي نجففها للشتاء، وبشأن تنظيف خزانات المياه فقد وصلت الفكرة إلى مسامعي لكن لم أجربها، مع أني أشجع أي استخدام بديل للمواد الكيماوية لأغراض التنظيف، ومن جهة الطهو فهي طيبة المذاق ولها طعم خاص لحد ما لكنه لذيذ، ويشترط في الثمار قطافها في موعد مبكر بعد الإزهار لضمان طراوتها وسهولة طبخها

كل ما سبق كان على صعيد استثمار الشجرة كطعام، أما بعد نضج ثمارها فنلاحظ استثمارات أكثر ديمومة وفائدة، فبذورها الناضجة يمكن أن تكون وسيلة فعالة لتنظيف أحواض المياه المخصصة للشرب من الجراثيم وأي مكونات أخرى ضارة، وذلك لخصائص علمية أجهلها حقيقة، لكن المعلومات وصلت مع الشجرة عند دخولها إلى البلاد، ومع التجربة أثبتت هذه المزايا، وفي ناحية أخرى يمكننا استخراج "زيت المورينغا" عبر طحن البذور وغليها بالماء لفصله عن الزيت، وهي تعطي نتائج مهمة على صعيد الاستثمار، حيث يمكن استخدام الزيت لاحقاً في عدة مجالات أهمها كدواء، أيضاً لا أعلم تفاصيله بالضبط، لكن بالتأكيد لديه استخدامات كثيرة، يمكن التعرف إليها تدريجياً من خلال رواج هذه الشجرة وإقبال الناس على زراعتها».

تشبه "المورينغا" في نموها وشكل لحائها بعض الأشجار الاستوائية والمدارية "قشطة، منغا"، من حيث لون اللحاء الأبيض، وسرعة النمو، وطريقة تفرع الغصون، وسواء كان من حديث الأستاذ "نقولا" أم من خلال المعاينة، فإننا لاحظنا درجة نجاح هذه الشجرة في البيئة الساحلية، كشرط أولي قبل الحديث عن أي استثمار، ثم يعد الشتاء المتوسطي وظروفه المناخية التحدي الأكبر لنجاح أي زراعة جديدة، ومن خلال النتائج التي تابعناها فإن ثمار "المورينغا" بلغت حجمها المثالي مع كمية إنتاج كبيرة جداً.

أما عن استخداماتها فالزراعة جديدة ولم تصل لفكرة الاستثمار، باستثناء التجارب المحدودة لبعض المزارعين ومنهم السيد "أحمد الفيصل" منطقة مزارع "طرطوس"، الذي حصل عليها من أحد أقاربه المغتربين وزرعها بقصد الزينة ولكونها شجرة غريبة، وفي ذلك يقول: «زرعت "المورينغا" قرابة عام 2007، ثم اضطررت لقلع الشجرة بسبب توسيعات طرقية، ثم أعدت الكرة مرة ثانية، باعتبار زراعتها ميسرة وسريعة النمو، وقد وجدت فيها جمال الشكل، وطيب المذاق مع الشراب الساخن، حيث تعطي الشجرة الواحدة كمية ضخمة من الأوراق التي نجففها للشتاء، وبشأن تنظيف خزانات المياه فقد وصلت الفكرة إلى مسامعي لكن لم أجربها، مع أني أشجع أي استخدام بديل للمواد الكيماوية لأغراض التنظيف، ومن جهة الطهو فهي طيبة المذاق ولها طعم خاص لحد ما لكنه لذيذ، ويشترط في الثمار قطافها في موعد مبكر بعد الإزهار لضمان طراوتها وسهولة طبخها».

العناية بالشجرة بداية الشتاء كغيرها من الأشجار المتوسطية

لم نستطع من جهة أخرى إيجاد انتشار كافٍ لزراعة "المورينغا"، لكن مزايا زراعتها مذهلة بكل معنى الكلمة، التي اضطلعنا عليها عبر الإنترنت من موقع مجلة "رؤى الإلكترونية - http://www.ruoaa.com"، ومما ورد في مواصفات وخصائص "المورينغا": «شجرة "المورينغا أوليفيرا"، منشؤها الهند، تسمى بالإنكليزية "Moringa Oleifera"، تسمى شجرة "الرحمو، اليسر، البان،.."، يمكنها التكيف مع أي بيئة، إذ تتميز بقدرتها العالية على تحمل الجفاف، وتكفيها مياه الأمطار.

شجرة دائمة الخضرة، وتستخدم في تحسين خواص التربة، ومحاربة مرض "النيماتودا" -وهو مرض شائع في "سورية" يسبب تلف محصول البندورة- وتغذية الحيوانات، وتربية النحل، في حين تزرع بنجاح على المجاري المائية، والحدائق المنزلية، وحول المزارع، كما أنها لا تصاب بالآفات المرضية، وهي من أسرع النباتات نمواً في العالم، حيث تنمو لثلاثة أمتار في شهر واحد.

سرعة نمو وإنتاج كبير بعد نجاح زراعتها

أما استخداماتها فتشمل كل مكونات الشجرة، من الأوراق كشراب ساخن وتوابل للطعام، كما تستخدم كمنشط جنسي، وزيت البذور يستخدم في الطبخ، وصناعة العطور، وكريمات العناية بالشعر، كما تستخدم كوقود حيوي، وبعد استخراج الزيت تستخدم بقايا البذور لتنقية مياه الخزانات، حيث تعمل كمصيدة للشوائب، والتعقيم، وغير ذلك الكثير الكثير».

كما ينقل الموقع ذاته معلومات أخرى نختتم بها حديثنا، حيث تحتوي هذه الشجرة على 46 مضاداً للأكسدة، و15 حامضاً أمينياً أساسياً، و15 فيتاميناً وملح أميني معدني، ومنها تصنع مشروبات الطاقة، والغرام الواحد منها بمنزلة كبسولة مقويات ومضادات البكتيريا والأكسدة والالتهابات، ولنا كلمة في "مدونة وطن" تتلخص في أنه من الخطأ الفادح عدم نشر الجهات المتخصصة لهذه الشجرة، التي تصلح لها جميع الأراضي السورية، حتى البادية.