نبات سريع النمو والتكيف، يمتلك كل مقومات الإنتاج الاقتصادي، ويمتاز بطعمه حلو المذاق، ولأن منشأه عربي قديم يعد ملائماً لجميع البيئات السورية.

دخل نبات "السدر" متأخراً إلى "سورية" عبر تجارب شخصية لمجموعة من المزارعين، وبصرف النظر عن تاريخ وصوله، فقد تأخر كثيراً باعتباره من أصل البيئة العربية -إن صحت التسمية- فهو متجذر في "شبه الجزيرة العربية"، وذكرته النصوص التاريخية والدينية كأفضل النباتات فائدة وأزكاها طعماً، أما زراعته الحديثة في "سورية" فلا تزال في أولى خطواتها، ويصعب من ذلك تكاليف الغراس غير المنطقية بما يصل لـ20 ألف ل.س لبعضها، وهو رقم لا يتناسب مع طبيعة النبات شديد التكيف وسهل الإكثار، وعن ذلك يتحدث السيد "علي الدويري" صاحب مزرعة "فاكهة استوائية" في مزارع "دوير الشيخ سعد" المحاذية لمدينة "طرطوس" بتاريخ 5 كانون الأول 2014، حيث يقول: «اشتريت غرسة "سدر" صغيرة في بداية عام 2013، رغبة مني باقتناء الفاكهة الغريبة -رغم ارتفاع ثمنها كثيراً- وقد تفاجأت بسرعة نموها التي بلغت مترين من حيث ارتفاعها خلال عام واحد، وفي هذه السنة أعطت كمية كبيرة جداً من الثمار رغم صغر عمرها، حتى إن بعض أغصانها تكسرت بفعل الحمل الثقيل، وقد قاومت مناخ المنطقة التي زرعتها فيها حيث البرودة تزيد قليلاً على ما حولها من مناطق.

إنه شجر ينبت في الجبال والرمال، ويستنبت فيكون أعظم ورقاً وثمراً، وأقل شوكاً، وهو لا ينثر أوراقه، ويقيم نحو مئة عام، إذا تم غليه وشرب قتل الديدان، وفتح السدود، وأزال الرياح الغليظة، ونشارة خشبه تزيل الطحال، والاستسقاء، وقروح الأحشاء، والبرى منه أعظم فعلاً، وسحيق ورقه يلحم الجروح ذروراً، ويقلع الأوساخ، وينقي البشرة وينعمها، ويقوي الشعر...، وعصير ثمره الناضج مع السكر يزيل اللهيب والعطش شرباً، ونوى "السدر" إذا دهس ووضع على الكسر جبره، والطفل الذي أبطأ نهوضه اشتد سريعاً

أما الثمار فتؤكل بعد تشكلها بقليل، حيث تكون خضراء اللون، وهي منذ بدايتها ذات طعم حلو، يزداد تركيزاً مع تحول الثمر إلى اللون الأصفر الفاتح، وصولاً إلى البني عند النضج، ويعطي السدر ثماره بداية فصل الشتاء.

في مزرعة السيد "علي الدويري" لمعاينة نجاح "السدر" في مزرعته

يزرع السدر مثل باقي الأشجار المتوسطية، من حيث تجهيز التربة، والمسافة بين الأشجار، باستثناء عدم حاجته الكبيرة للمياه».

ويقول فيه العالم الطبيب "داود الأنطاكي" من قرية "الفوعة" شمال مدينة "إدلب" والمتوفى سنة 1008هجري": «إنه شجر ينبت في الجبال والرمال، ويستنبت فيكون أعظم ورقاً وثمراً، وأقل شوكاً، وهو لا ينثر أوراقه، ويقيم نحو مئة عام، إذا تم غليه وشرب قتل الديدان، وفتح السدود، وأزال الرياح الغليظة، ونشارة خشبه تزيل الطحال، والاستسقاء، وقروح الأحشاء، والبرى منه أعظم فعلاً، وسحيق ورقه يلحم الجروح ذروراً، ويقلع الأوساخ، وينقي البشرة وينعمها، ويقوي الشعر...، وعصير ثمره الناضج مع السكر يزيل اللهيب والعطش شرباً، ونوى "السدر" إذا دهس ووضع على الكسر جبره، والطفل الذي أبطأ نهوضه اشتد سريعاً».

نلاحظ من حديث "داود الأنطاكي" مدى الفائدة التي كان يحوزها "السدر" قديماً، وأكثر من ذلك فقد أشار إلى أن أجدادنا كانوا يستنبتونه، ولا يعتمدون على الموجود في البرية، وربما كانوا يستخدمون التطعيم للوصول إلى ثمار ذات مردود جيد.

وعلى اعتبار أن زراعة "السدر" حديثة فالمعلومات لا تتعدى الوصف بالنظر لحالة الشجرة وملاءمتها للبيئة ومناخها، لذا كان لا بد لنا من الاستعانة ببعض المراجع ومنها موقع "شبكة الشفاء الإسلامية - http://www.ashefaa.com"، التي كتبت في "السدر": «يسمى علمياً "Zizyphus Spina Christi"، وهو نبات شجيري شائك، بري وزراعي موطنه شبه الجزيرة العربية واليمن، ويزرع في مصر وسواحل البحر الأبيض المتوسط، وهو من الفصيلة "العنابية" أو "السدرية Rhamnaccae"، و"النبق" هو ثمر "السدر"، حلو الطعم عطر الرائحة، وأهم العناصر الفعالة المتواجدة فيه هي "سكر العنب والفواكه، حمض السدر، حمض العفص"، ثماره مغذية وتفيد كمقشع صدري، وملينة وخافضة للحرارة، ونافعٌ في الحصبة وقرحة المعدة.

شجرة بعمر سنتين، مع إنتاج وفير من الثمار

وهي شجرة متباينة في الطول، قد يصل ارتفاعها إلى خمسة أمتار فأكثر، أوراقها بسيطة لها عروق واضحة وبارزة، والأزهار بيضاء مائلة إلى الأصفر، أما الثمار فغضة خضراء تصبح صفراء عند النضج ثم تصبح حمراء عندما تجف».

الأجزاء المستخدمة من هذا النبات هي: "القشور، الأوراق، الثمار، والبذور"، أما محتوياتها الكيميائية فهي "فلويدات وفلافونيدات، مواد عفصية، ستبرولات، تربينات ثلاثية، ومواد صابونية"، وكذلك المركب الكيميائي المعروف باسم "ليكوسيانيدين"، و"سكاكر حرة" مثل: "الفركتوز، الجلوكوز، الرامنوز، والسكروز".

خلال جولة بين مراكز بيع الفاكهة الغريبة لاحظنا بيع ثمار "السدر" على نطاق محدود، حيث يستهلك معظمه -كما حدثنا السيد "علي الدويري"- على نطاق أسروي محلي.